القوات الأفغانية والأجنبية على أهبة الاستعداد لشن عملية لتحريرهم
كابول / 14 أكتوبر / سيد صلاح الدين : توجه فريق من الحكومة الأفغانية أمس الأحد إلى المنطقة التي اختطف فيها 23 كوريا ليطلبوا من زعماء القبائل التوسط لإطلاق سراحهم بينما وقفت قوات أفغانية وأجنبية على أهبة الاستعداد لشن عملية لتحريرهم. وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان إن الحركة ستبدأ في قتل الرهائن إذا لم توافق كوريا الجنوبية بحلول الساعة 1430 بتوقيت جرينتش من يوم أمس الأحد على سحب 200 فرد من المهندسين والمسعفين الكوريين الجنوبيين العسكريين من أفغانستان وإذا لم تفرج الحكومة الأفغانية عن كل سجناء طالبان في السجون الأفغانية. وكانت حكومة كوريا الجنوبية قالت إنها ستسحب قواتها بنهاية العام الجاري كما هو مقرر سلفا. وقال معراج الدين باتان الحاكم الإقليمي إن "وفدا من الحكومة الأفغانية توجه لبدء محادثات مع زعماء القبائل في قاراباغ بإقليم غزنة في إطار مسعى لتأمين الإفراج عن الكوريين." ، وأضاف أن الحكومة حريصة على أن يلعب زعماء القبائل دورا في التوسط بين الحكومة ومتمردي طالبان. لكن وزارة الدفاع الأفغانية قالت إن الجيش الأفغاني وقوات التحالف أيضا في حالة تأهب في إقليم غزنة جنوبي العاصمة الأفغانية كابول. وقالت الوزارة في بيان إن القوات "في انتظار الأوامر لمهاجمة مواقع مشتبه بها .. القوات ستشن العملية إذا قررت سلطات وزارة الدفاع أنها ضرورية." وقال قاري محمد يوسف المتحدث باسم طالبان إن المقاتلين يحتفظون بالرهائن في أماكن مختلفة وإن أي محاولة لتحريرهم بالقوة ستعرض حياة الكوريين للخطر. وفي غضون ذلك يجري وفد من حكومة كوريا الجنوبية محادثات مع مسؤولي الحكومة الأفغانية في كابول. وقال مسؤول بالسفارة الكورية الجنوبية "نبذل قصارى جهدنا آخذين في اعتبارنا الموعد النهائي" لكنه رفض الخوض في التفاصيل. وقال المتحدث باسم طالبان إن الحركة قتلت رهينتين ألمانيين السبت بعد أن رفضت برلين الاستجابة لمطالب مماثلة بسحب قواتها من أفغانستان. وشككت الحكومة الألمانية في مصداقية تصريحات المتحدث باسم طالبان وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن التحليل يشير إلى أن أحد الرهينتين الألمانيين ما زال على قيد الحياة في حين توفي الآخر "نتيجة الضغط العصبي والتوتر." وقال الإصدار الإلكتروني من مجلة دير شبيجل الألمانية إن الرهينة الألماني المتوفى واسمه رويديجر بي كان مصابا بداء السكري ووافته المنية بعد أن فشل خاطفوه في الحصول على العلاج الضروري عبر وسطاء. ونفى محمد حيواس قائد شرطة إقليم وردك شمالي غزنة تقارير إعلامية نسبت له تصريحات تفيد بأنه تم العثور على جثة أحد الألمانيين، وقال "لم أقل لأحد إنه تم العثور على الجثة. هذا خطأ." وينتمي الكوريون المخطوفون الثلاثة والعشرون لكنيسة "سايمول" في مدينة بوندانج بضواحي العاصمة الكورية الجنوبية سول. ومعظمهم في العشرينات والثلاثينات من العمر وبينهم ممرضات ومعلمات لغة إنجليزية. وقال الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون السبت إنهم يقدمون خدمات طبية أو تعليمية بالمجان دون أي نوايا تبشيرية. والكوريون المخطوفون هم أكبر مجموعة من الأجانب الذين خطفتهم طالبان حتى الآن في حملتها للإطاحة بالحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب ولطرد القوات الأجنبية من البلاد. وأدى أقارب المخطوفين صلوات في كنيستهم أمس الأحد وهم يغالبون دموعهم لإطلاق سراحهم بأمان. وقال سو يونج بي البالغ من العمر 57 عاما وله ابن وابنة ضمن الرهائن "طفلاي توجها إلى البلد الذي مزقته الحرب لأداء عمل تطوعي وهم يحملون الحب .. أشعر وكأن فأسا قطعت قدمي لسماحي لكما بالذهاب. آمل أن تعودوا لنا ولبلدكم دون أن تمس شعرة منكم." وشهدت المنطقة جنوبي كابول حيث خطف الألمانيان والكوريون تصاعدا في أعمال العنف خلال الشهر الماضي مع تحرك متشددون من طالبان إلى المنطقة من الجنوب. ويقول السكان إن القوات الحكومية تسيطر فقط على البلدات الرئيسية وجزء كبير من الريف يقع خارج سيطرتها.