سول/14 أكتوبر/ جاك كيم: في تحد لإدانة المجتمع الدولي للتجربة النووية التي أجرتها أمس الأول أطلقت كوريا الشمالية أمس الثلاثاء صاروخين قصيري المدى قبالة ساحلها الشرقي واتهمت الولايات المتحدة بالتآمر على حكومتها.وفي خطوة من المؤكد أن تزيد من التوترات في المنطقة قالت كوريا الجنوبية أنها ستنضم إلى مبادرة تقودها أمريكا لملاحقة السفن التي يشتبه أنها تحمل أسلحة دمار شامل وهو تحرك حذرت كوريا الشمالية من أنها ستعتبره بمثابة إعلان حرب. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن مصدر حكومي في سول قوله إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين أحدهما ارض جو والثاني ارض بحر قبالة ساحلها الشرقي وبلغ مدى الصاروخين نحو 130 كيلومترا. وكانت كوريا الشمالية أجرت أمس الاثنين ثاني تجاربها النووية كما أطلقت ثلاثة صواريخ قصيرة المدى أرض جو من قاعدة صواريخ ساحلية بشرق البلاد مما أثار إدانة دولية. ولاقت التجربة النووية التي أجرتها بيونجيانج أمس الأول الاثنين وهي الثانية بعد تجربتها الأولى عام 2006 إدانة دولية واسعة شملت القوى الإقليمية والرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي وصف برنامج الأسلحة الذرية لبيونجيانج بأنه خطر على الأمن الدولي. وأوضحت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في مقال ينتقد تحركات الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لتغيير مواقع طائراتها المقاتلة «من الواضح انه لا شيء تغير في السياسة الأمريكية المعادية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الشمالية)...حتى في ظل الحكومة الأمريكية الجديدة». وأضافت قولها «جيشنا وشعبنا مستعدون استعدادا كاملا للمعركة...لصد أي محاولة أمريكية طائشة لشن هجوم وقائي.» وكان لاستعراض العضلات من جانب كوريا الشمالية تأثير على أسواق المال في سول القلقة من أثر النزعة القتالية المتصاعدة لبيونجيانج على المنطقة التي تشكل سدس اقتصاد العالم. وأثارت التجارب الكورية الشمالية غضب الشطر الجنوبي الذي مازال يتملكه الحزن على وفاة رئيسه السابق روه مو هيون في حادث انتحار فيما يبدو. وفي أبراز للمخاوف من المدى الذي يمكن أن تذهب إليه كوريا الشمالية في تصعيد الموقف كرر أوباما تعهد أمريكا بالدفاع عن كوريا الجنوبية. ويتمركز في شبه الجزيرة الكورية المقسمة شديدة التسلح نحو مليوني جندي وجها لوجه. وأكد الرئيس الأمريكي للرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك أمس الأول الاثنين «الالتزام التام» لواشنطن بالدفاع عن كوريا الجنوبية في أعقاب التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية. وذكر البيت الأبيض في بيان أن الرئيسين في محادثة هاتفية « اتفقا أيضا على العمل معا بشكل وثيق سعيا إلى إصدار قرار قوي من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يتضمن إجراءات ملموسة للحد من أنشطة كوريا الشمالية النووية والصاروخية.» ولا تستطيع واشنطن فعل أكثر من ذلك لردع الدولة الشيوعية الفقيرة التي يفرض عليها المجتمع الدولي عقوبات منذ سنوات وتعتمد على المساعدات لإطعام شعبها وتعداده 23 مليون نسمة. ويرى محللون أن كوريا الشمالية تريد أن تعزز التجارب من موقفها في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة، ويقول البعض أن هذه التجارب تستهدف أيضا تعزيز وضع الزعيم كيم جونج ايل في الداخل الذي أحاطت شكوك بحالته الصحية بعد ظهور تقارير عن إصابته بجلطة دماغية العام الماضي وتشديد قبضته على السلطة بما يتيح له تأمين أن يخلفه احد أولاده الثلاثة، كما أثارت قلق العالم على انتشار السلاح وهو مصدر قلق الولايات المتحدة التي اتهمت بيونجيانج من قبل ببيع التكنولوجيا النووية لدول منها سوريا. ويقول بعض المحللين أن كوريا الشمالية لها روابط عسكرية وثيقة أيضا مع إيران. لكن إيران التي يتهمها الغرب بتطوير أسلحة نووية سرا والتي أجرت اختبارا صاروخيا الأسبوع الماضي قالت انه ليس لديها أي تعاون نووي أو صاروخي مع كوريا الشمالية. وأدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع يوم الاثنين احدث تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية قائلا أنها «انتهاك صارخ» لقرار صدر في عام 2006 بعد التجربة النووية الأولى التي أجرتها بيونجيانج. وصدر البيان بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن استمر اقل من ساعة. وأفاد البيان «عبر أعضاء مجلس الأمن عن رفضهم الشديد وإدانتهم للتجربة النووية التي أجرتها جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في 25 من مايو 2009 والتي تشكل انتهاكا صارخا للقرار 1718.»، وأضاف البيان «قرر أعضاء مجلس الأمن بدء العمل على الفور بشأن قرار لمجلس الأمن في هذا الأمر.» ويعمل مجلس الأمن على استصدار قرار جديد لكن محللين يرون أن الصين جارة كوريا الشمالية العملاقة لن تؤيد على الأرجح أي موقف صارم ضد بيونجيانج، والمخاوف المباشرة لدى الصين هي حدوث تصدع خطير داخل الدولة الشيوعية مما قد يدفع سيلا من اللاجئين إلى حدودها. كما تريد الصين إعادة كوريا الشمالية إلى المحادثات السداسية التي تستضيفها بكين وتشارك فيها أيضا كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وروسيا واليابان.