الرئيس اللبناني ميشال سليمان يتحدث خلال الجلسة الثامنة من الحوار الوطني بين القادة السياسيين في القصر الرئاسي بالقرب من بيروت يوم أمس الثلاثاء
بيروت/14 أكتوبر (رويترز) : ناقش زعماء لبنان في حوارهم الوطني يوم أمس الثلاثاء إستراتيجية لبنان الدفاعية التي تشمل مصير سلاح حزب الله ودوره في الدفاع عن البلاد وهي من أكثر القضايا إثارة للانقسام.وافتتح الرئيس ميشال سليمان في القصر الرئاسي الحوار الوطني في جلسته الاولى منذ الانتخابات البرلمانية العام الماضي والثامنة منذ انطلاق الحوار الوطني بعد انتخابه رئيسا عام 2008 .وقال سليمان للمتحاورين «ان الموضوع المطروح للنقاش والمعالجة هو الاستراتيجية الوطنية الدفاعية التي تعني تضافر القدرات الوطنية للدفاع عن الوطن كافة من دبلوماسية وعسكرية واقتصادية وبناء على ما تم عرضه من خلال الاوراق التي طرحت او التي ستطرح في المستقبل».وتوافق المجتمعون على ضرورة «مواصلة البحث في موضوع الاستراتيجية الوطنية للدفاع والعمل من خلال لجنة الخبراء التي تم تعيينها في جلسة سابقة على ايجاد خلاصات وقواسم مشتركة بين مختلف الاوراق والطروحات».كما اكدوا «الالتزام بالاستمرار في نهج التهدئة السياسية والاعلامية والحوار» وحددوا موعد الجلسة المقبلة في منتصف ابريل نيسان المقبل. وشارك في الجلسة اضافة الى الرئيس سليمان 19 زعيما سياسيا من مختلف الفرقاء المتنافسين.ومن ابرز الشخصيات التي شاركت في الحوار يوم الثلاثاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد ممثلا للامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي لا يشارك لاسباب امنية اضافة الى الزعيمين المسيحيين ميشال عون وسليمان فرنجية.كما شارك في الحوار رئيس الحكومة سعد الحريري وحلفاؤه في الاكثرية النيابية والرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.اما الزعيم الدرزي وليد جنبلاط فشارك هذه المرة من خارج قوى 14 اذار التي انفصل عنها بعد الانتخابات.وطالب عدد من المسؤولين اللبنانيين بتوسيع مواضيع النقاش لتشمل موضوعات خلافية غير مسألة سلاح حزب الله بينما يتمسك آخرون بأن يقتصر الحوار على الاستراتيجية الدفاعية.لكن حزب الله يصر على ان سلاحه ليس موضوعا للنقاش اذ قال نائب حزب الله حسن فضل الله لرويترز «ليس واردا مناقشة سلاح المقاومة او المقاومة نفسها انما سبل حماية لبنان بالاستفادة من تكامل المقاومة والجيش والشعب».واضاف «وظيفة طاولة الحوار ليس مناقشة الاستراتيجية الدفاعية للبنان في مواجهة الاطماع والتهديدات الاسرائيلية والتي يفترض بها ان تنطلق من التجربة المتراكمة للمقاومة ومن المعادلة الجديدة التي كرستها الامكانات والقدرات في ضوء كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالرد بالمثل ولقاء دمشق الثلاثي الذي اعطى دفعا وقوة للبنان ».وكان عقد الشهر الماضي اجتماع في دمشق ضم الرئيسين الايراني محمود احمدي نجاد والسوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.وكان نصر الله هدد اسرائيل الشهر الماضي بقصف مطار بن جوريون اذا ضربت مطار بيروت الدولي في اي حرب مقبلة. كما تعهد بتدمير ابنية في تل ابيب مقابل تدمير اسرائيل مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله.ويدعو بعض المسؤولين اللبنانيين المدعومين من الغرب الى تجريد حزب الله من السلاح بعد ان انسحبت اسرائيل من لبنان ولكن حزب الله وحلفاءه يقولون ان الاسلحة لازمة لحماية لبنان من «التهديدات الاسرائيلية».وخاض حزب الله حربا استمرت 34 يوما ضد اسرائيل في عام 2006 أسفرت عن مقتل 1200 شخص في لبنان ونحو 160 شخصا في اسرائيل غالبيتهم من العسكريين.