سطور
الفن رسالة إنسانية سامية يسهم إسهاماً عظيماً في إثراء الواقع الثقافي والاجتماعي وينمي الحس الجمالي في الذات الإنسانية برؤية ذهنية خلاقة تميل وتتأرجح بشفافية مطلقة بين الوعي والخيال بلغة إنسانية تعبيرية خالصة تسمو بالروح في مساحات النور والإبداع والتوهج الخلاق.ولما كان ذلك فقد سعت جميع شعوب العالم إلى النهوض والتقدم بواقعها الفني بمختلف أشكاله.ومن هنا فإن المجتمعات مطالبة دائماًَ وأبداً بغرس هذه الثقافة الإنسانية المتوارثة عبر الأجيال برؤية شفافة وهادفة وبعيدة كل البعد عن الابتذال الرخيص الذي يلعب وبشكل مؤلم حقاً دوراً كبيراً في اختلال توازن المجتمعات ويسهم إلى حد كبير في زعزعة وتفكك النسيج الاجتماعي من خلال بلورة مفاهيم وقيم هدامة لا علاقة لها بثقافة هذاالشعب أو ذاك ومورثاته الحضارية.وقديماً قالوا (العلم في الصغر كالنقش في الجحر لذا فإننا مطالبون بتعليم أطفالنا أبجديات الأعمال الفنية الهادفة والأصيلة التي تلعب دوراً كبيراً في غرس القيم الوطنية والأخلاقية وتنمية الذات العصرية بما لا ينافي طبيعتنا الإسلامية السمحاء وقيم شعبنا ودوره التاريخي في إثراء الحضارات الإنسانية المتعاقبة منذ فجر الإنسانية، مروراً بكل الأزمات العاصفة في سياق البناء الإنساني.ولا أجافي الحقيقة والمنطق حينما أحمل وزارة التربية والتعليم والجهات ذات العلاقة مسؤولية خلق جيل ملم ومتعلم ويعي جيداً معنى أن يكون لنا مساحة فنية في مكوناتها الحضارية كشرط من شروط التطور والنماء في العقلية المعاصرة نحو بناء فكري إنساني متوازن وشفاف ينهض ويساهم في تنمية وعي الجماهير ويحفزها لبلوغ المراتب العليا من أجل وطن عصري ومتقدم ومزدهر تنمو فيه أشجار الإبداع والفن الوارفة لتبيد مساحات التصحر والجفاف الروحي والعقلي والأخلاقي انتصارا لقيم ومفاهيم الثورة والوحدة المباركة.ويعلم الجميع أن الفنون تسهم في ترقيق وتهذيب المشاعر والعواطف التي تختلج بالنفس الإنسانية وهو ما يعني تحقيق أسمى غاياتنا في سبيل خلق الشخصية الوطنية المعتدلة القادرة على استيعاب المتغيرات المتسارعة في العالم وفهم خطورة تنامي الفكر المتطرف برؤاه المقيتة الهدامة المجافية لإبداعات العقل الإنساني وعلى رأسها الفن .. وهو رسالة إنسانية، ومساق للنضال الفكري ضد تجار العقائدية الجامدة هؤلاء الذين تحمل أرواحهم ملامح الأزمنة الغابرة بكل ما فيها من وحشية وهمجية.