(14 اكتوبر ) في محافظة إب "اللواء الأخضر"
[c1]* العوامل الطبيعية والظروف المناخية التي تميزت بها المحافظة سبب استقرار الانسان فيها[/c]استطلاع / فؤاد أحمد المليكي - تصوير / علي الدرب محافظة إب محافظة اللواء الاخضر تعتبر مزاراً أساسياً للسياح في أغلب أوقات السنة لما تتضمنه من معالم أثرية وتاريخية وسياحية . وإب اسم لمدينة يمنية سميت باسمها محافظة إب بالكامل ومعنى الاسم في معاجم اللغة العربية أنه يدل على المكان كثير الرعي الذي لم يزرعه الانسان مما تأكله الدواب والانعام وتعنى بذلك المكان الذي تنبت فيه النباتات والحشائش اعتماداً على المطر دون تدخل الانسان في السقي فالاب بفتح الهمزة - المكان كثير الرعي وتذكر المعاجم أن الفاكهة للناس والاب للدواب نسبة لما جاء في الآية الكريمة " وفاكهة وإبا" سورة عبس الآية (31) .[c1]تسمية المحافظة [/c]تدل تسمية المحافظة على الغنى الزراعي وتوفير مياه الامطار الامر الذي جعل الرعي متوفراً طوال السنة باختلاف الفصول ناهيك عما يزرعه الانسان من المحاصيل الزراعية ذات المردود الاقتصادي وفي مقدمتها الحبوب والخضروات بالاضافة الى الاشجار المثمرة وكان يطلق على إب قديماً مدينة التجه نسبة الى منطقة جبلية تقع الى الجنوب من المدينة والتي كانت تحمل الاسم نفسه حيث تميزت بطبيعة وتضاريس تختلف عما حولها من المحافظات الاخرى .[c1]المميزات الجغرافية [/c]وتتميز محافظة إب بمميزات جغرافية وتضاريس تجعل منها مزاراً سياحياً طوال العام إذ تجمع بين الجبال والمرتفعات العالية دائمة الاخضرار والسهول الخصبة المغطاة بمختلف أنواع الزراعة بالاضافة الى الاودية ذات المياه دائمة الجريان في أغلب أيام السنة.[c1]العوامل الطبيعية [/c]وفرت العوامل الطبيعية وللظروف المناخية التي تميزت بها محافظة إب أسباب استقرار الانسان منذ فجر التاريخ الباكر بالاضافة الى نشؤ المدينة في العصور التاريخية الامر أدى الى الازدهار الحضاري عبر العصور .. فقد أثبتت الدراسات الاثرية أن الانسان اليمني قد عاش في محافظة إب منذ عصور ما قبل التاريخ بتفرعاتها المختلفة إذ عثر على الادوات الحجرية التي كان يستخدمها ذلك الانسان في عدد من المناطق وخاصة تلك التي تقع على ضفاف الاودية القديمة ومنها وادي بنا وبعض مناطق العدين .. وقد دلت تلك الادوات على صناعة متقدمة من خلال استخدام تقنيات مختلفة ورقي حضاري وصل إليه الانسان اليمني ضاهى ما وصل إليه الانسان في الحضارات الاخرى .[c1]العصر التاريخي [/c]وفي العصر التاريخي الذي يبدأ في الألف الاول (ق.م) ظهرت فيه الممالك اليمنية القديمة حيث كانت محافظة إب على موعد مع الازدهار الحضاري حيث كانت أماكن للاستقرار السكني تحت سلطة ونفوذ الممالك القوية كما هو حال منطقة العود وما جاورها التي كانت تتبع مملكة قتبان .. وكانت ضفتا مجرى وادي بنا مكان مناسب لاستقرار عدد من القبائل التي لعبت دوراً في تاريخ اليمن القديم وخاصة ما عرف بتجمع قبائل حمير التي كانت الاساس الذي شكل مملكة سبأ وذي ريدان .. ويعد عام 115 ق.م تاريخاً مهماً وفاصلاً للمحافظة حيث ظهر الحميريون قوة سياسية فعالة في الساحة اليمنية وبدأوا يؤرخون بتاريخ خاص بهم إعلاناً بظهورهم وأتخذوا من منطقة ظفار يريم عاصمة لهم ومن قصر ريدان مقراً للحكم وما لبثت هذه القوى الحميرية أن مدت نفوذها الى أغلب مناطق المحافظة مثل يريم - نديخرة- ومناطق بعدان - الشعر - وراف قد أطلق الحميريون على أنفسهم لقب " ملوك سبأ وذي ريدان " لأنهم سبئيون في الاصل وبدأوا بذلك عصراً جديداً من عصور تاريخ اليمن قبل الاسلام سمي بعصر ملوك سبأ وذي ريدان وأصبحت تلك التسمية لقباً للملوك الذين حكموا في ظفار يريم ومأرب على حد سواء وينسب الى ملوك سبأ وذي ريدان من الحميريين عدد من الانجازات الحضارية والسياسية المهمة في تاريخ اليمن القديم وفي مقدمتها إعادة توحيد اليمن في كيان سياسي واحد حيث ظهر منهم ملوك مشهورون بذلوا جهوداً كبيرة إزائها ومنهم الملكان " شريهحمد" و "ياسريهنعم" وقد أنتهى في عهد هذا الملك الاخير التنافس الحميري السبئي في القرن الثالث الميلادي بوصوله الى مأرب مع ولده الملك " شمريهرعش" وبداية توحيد اليمن في كيان سياسي واحد نهاية القرن الثالث الميلادي .. وبذلك بدأت رحلة جديدة من مراحل تاريخ اليمن تحت زعامة الملوك الحميريين من بني ذي ريدان حيث أمتد نفوذهم بعد ذلك الى كل من حضرموت ومناطق الجبال والتهائم (السواحل).ويرتبط نهاية تاريخ مملكة سبأ وذي ريدان ومحافظة إب قبل الاسلام بالصراع الديني الذي حدث بين الديانتين اليهودية والنصرانية اللتين دخلتا اليمن بطرق مختلفة وقد تواصل اسهام محافظة اب في تاريخ اليمن في العصر الاسلامي حيث لعبت دوراً مهماً في الاحداث التاريخية التي تنسب الى ذلك العصر ففي بداية العصر الاسلامي كانت المحافظة عبارة عن مجموعة من المخاليف مثل مخلاف ذي رعين ومخلاف جعفر وفي القرن الخامس الهجري أصبحت المحافظة عاصمة لليمن الموحد مرة أخرى عندما أتخذ الصليحيون من مدينة جبلة في ( 429 - 492هـ) (1037 - 1098م) عاصمة لدولتهم ومقراً للحكم حيث أمتد نفوذهم الى سائر مناطق اليمن .وظهر في تلك الدولة ملوك مهمون ضاهت شهرتهم ملوك سبأ وذي ريدان وأصبحوا من علامات التاريخ الاسلامي وفي مقدمتهم الملكة السيدة بنت أحمد الصليحي المشهورة باسم (أروى) التي اتصفت بالحكمة والشجاعة والكرم .. وقد أزدهرت اليمن في عهد تلك الملكة وشمل ذلك الازدهار محافظة اب حيث اصبحت مدينة جبلة قبلة للعلم والعلماء فبنت المساجد الكبيرة والقلاع والحصون وأنشأت سواقئ المياه وأزدهرت دور العلم والصناعات والحرف وقد ظل الامر كذلك حتى إندثار تلك المملكة .[c1]الثقافة والحضارة [/c]وشهدت محافظة اب إزدهاراً في الجوانب الثقافية والحضارية في عهد دولة بني رسول (626 - 858هـ ) (1429 - 1454 هـ) فقد بنيت فيها المدارس التي تدرس العلوم الدينية واللغوية والاداب واشتهرت في ذلك العصر المدرسة المنصورية (887 هـ) والمدرسة النجمية والمدرسة الشهابية والمدرسة الشرقية وكانت تلك المدارس منارات للعلم يؤمها الطلاب من جميع المناطق ويصرف عليهم من أوقاف خصصت لذلك الغرض .[c1]التاريخ الحديث[/c]مثلت محافظة اب في تاريخها الحديث خط دفاع أول عن اليمن إبان الحكم العثماني الذي بدأ عام 1538م من خلال حصونها المشهورة وأهمها حصن حب الذي يقع في مديرية بعدان حيث لم يسقط إلاّ في تاريخ متأخر من الحكم العثماني عام 1565م .. وقد عانت محافظة اب من الحكم الامامي المستبد كغيرها من المحافظات اليمنية الاخرى وأصابها الجهل والتخلف حتى قيام الثورة اليمنية في 26 من سبتمبر 1962م وكانت المحافظة سباقة في مقارعة الحكم الامامي في النصف الاول من القرن العشرين وكان لها الدور الاكبر لترسيخ النظام الجمهوري كما كانت سباقة في الدعوة الى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م بزعامة فخامة الاخ / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كما ساهمت في الدفاع عنها حيث تنعم المحافظة في وقتنا الحالي بالرخاء والازدهار الاقتصادي تحت راية الثورة والوحدة المباركة .[c1]المقومات السياحية [/c]تمتلك محافظة اب مقومات سياحية متميزة ومتنوعة فهي تنفرد بمناخ معتدل أغلب أيام السنة وبتنوع فريد في الخريطة التضاريسية المشتملة على السهول والاودية والمرتفعات والشلالات والمدرجات الجبلية الخضراء وكما تحتضن عشرات المواقع المصنفة ضمن قائمة متاحف الهواء الطلق والتي تشمل المواقع الاثرية والتاريخية بالاضافة الى المحميات الطبيعية الرائعية وناهيك عما تزخر به من تنوع الفلكلور وماتفرزه هذه الحياة من أعمال ابداعية تتجلى في صور العديد من المصنوعات التقليدية المتقنة ولأن السياحة صناعة مهنية بالمقام الاول تمتلك المحافظة شبكة واسعة من الخدمات ذات العلاقة بالسياحة ومنها البنية مع غيرها من المحافظات اليمنية التي تجعل منها عاصمة سياحية للوطن .والتي تؤكد عمق إرتباط سكان المحافظة بالحضارة الانسانية ومنها اب القديمة ومدينة جبلة اللتان تمثلان نموذجاً للفن المعماري في المرتفعات الجبلية في اليمن بالاضافة الى مدينة العدين ومذبخرة فضلاً عن عشرات المدن الاثرية المنثرة كظفار وفي المحافظة عشرات القلاع والحصون العسكرية المنسقة التوزيع ومن أمثلتها حصن حب - حصن المنار - قلعة سمارة - حصن كحلان - حصن إريان - حصن القفلة - مصنعة سير - حصن التعكر - حصن عزان حيث تتميز مختلف المعالم الاثرية بطابع معماري فريد يعكس فنون الهندسة المعمارية التي أتقنها ابناء هذه المحافظة بالاضافة الى ثراء المحافظة بالفلكلور الشعبي الذي يشمل كثيراً من الحرف التقليدية والاسواق الشعبية .[c1]السياحة الجبلية [/c]ومحافظة اب يوجد بها الكثير من الجبال الشاهقة الارتفاع نقية الهواء الى جانب الاخضرار الطبيعي الذي يكسوها وتفجر الينابيع من بين ثناياها ولعل هذه الجبال الشاهقة تشبع رغبات عشاق رياضة تسلق الجبال واستكشاف الكهوف والمغارات الموجودة فيها ومن هذه الجبال جبل الشاهد - وجبل اليهود - جبل هران - جبل شريز - جبل حجاج - جبل قناصع دلال - جبل الخضراء - جبل العود .[c1]السياحة السبئية [/c]وتزخر محافظة اب بالمناطق ذات الطبيعة الخلابة التي لم يدخلها التغير جراء التطور الحضاري ومنها المحميات والشلالات ومن أهمها محمية جبل الظلم بمديرية العدين وعزلة العنسيين بمديرية ذي السفال وشلالات وادي بنا وشلالات الربادي وشلالات النقيلين وشلالات جبل بعدان .[c1]السياحة العلاجية [/c]كما تمتلك محافظة اب فرصاً متنوعة للسياحة العلاجية التي تتمثل في مناطق الحمامات المعدنية وينابيع المياه الحارة والكبريتية التي تلبي احتياجات العلاج الطبيعي لكثير من الامراض مثل الروماتيزم وامراض المفاصل والاعصاب وغيرها من أهمها الحمامات الطبيعية حمام الشعراني - حمام الاسلوم - حمام جبل بحري - ورزة - الاديب - هبران - جداع - الضفادع - حمام الاثاري - مش الكافر - حوار السافل - حمام على الاسفل - حمض - الصلبة .