الشباب والمخدرات في ندوة توعوية لمؤسسة صناع الحياة بتعز
[c1]أكثر من 180 مليون شخص مدمن في العالم [/c]تعز / بديع سلطانالشباب هم عماد أي أمة وسندها ورجال المستقبل وبناته وهم اكثر فئات المجتمع تعرضاً للإغراءات وأسرعهم استجابة لها بحكم قلة خبرتهم وقصر تجربتهم وبحكم تحمسهم والرغبة العارمة لديهم في تحقيق أحلامهم وملذاتهم .وتتميز المجتمعات العربية والاسلامية عن غيرها من المجتمعات الغربية بكثافة فئة الشباب في الهرم السكاني لها حيث يمثل الشباب نسبة الـ 60 %لاكثر من إجمالي سكان تلك الدول والمجتمعات بينما تقل نسبة الشباب في المجتمعات والدول الغربية حيث يطغى على الهرم السكاني فئات الشيوخ والعجزة .ولهذا نرى أن الشباب العربي ليسوا بمنأى عن المؤامرات التي يحكيها أعداء الأمة الذين استهدفوا الشباب بشتى أساليب الاغراء ومن بين تلك المؤامرات الهادفة إعاقة الشباب عن البناء والعمل والطموح الابداعي وتعطيل العقل والحماس الذي يميزهم عن غيرهم كانت المخدرات التي بدأت الانتشار في المجتمعات العربية ومنها المجتمع اليمني.نعم إنها المخدرات ولا ينبغي علينا ولا يجوز أن ننكر تواجدها في المجتمع اليمني وبين أوساط الشباب بل يجب علينا الاعتراف بتواجدها بيننا .. وعلينا مواجهتها بدلاً من أن نضع رؤوسنا في الرمال , إنها المخدرات التي تستنزف طاقات وقدرات وابداعات الشباب بل وتحصد أرواحهم في آخر المطاف.[c1]صناع الحياة والشباب[/c] هذا ما قامت به مؤسسة صناع الحياة بتعز والتي أخذت على عاتقها معالجة قضايا وهموم الشباب ومعالجة مشاكلهم حيث لم تغض الطرف عن إنتشار هذه الظاهرة بل حملت رسالة مقاومتها ومكافحتها كمنظمة مدنية من منظمات المجتمع المدني ومن خلال برنامجها "حماة المستقبل" قامت بعدة شراكات مجتمعية مع العديد من الجهات ذات الاختصاص والمسؤولية .وإكتمالاً لسيرها في هذا السبيل قامت مؤسسة صناع الحياة بتعز بتنظيم ندوة توعوية في جامعة تعز بهدف توعية الشباب بمخاطرالمخدرات وبرعاية كريمة من القاضي / محمد عبدالله الحجري محافظ محافظة تعز وبالتعاون مع رئيس جامعة تعز الدكتور / أحمد عبدالله الصوفي وبمشاركة مركز الارشاد والرعاية النفسية بالجامعة .[c1]ثمرة الشراكة[/c]وعن أهداف الندوة وغاياتها حدثتنا رئيسة مركز الارشاد والرعاية النفسية بالجامعة الاستاذة/ أنيسة دوكم أن الندوة تهدف الى نشر حملة توعية حول المخدرات بالتنسيق مع مركز الارشاد للتوعية بالمخدرات والوقاية منها , وهذه الندوة هي في إطار برنامج متكامل للمؤسسة تحت شعار حماة المستقبل.وواصلت تقول : والشيء الجميل في هذا المشروع أو الندوة هو الشراكة بين الجامعة والمؤسسة الامر الذي يساعد في توسع المشروع وانتشاره الى أكبر شريحة في المجتمع والندوة تعتبر ثمرة من ثمرات هذه الشراكة بين مؤسسة صناع الحياة والجامعة .وكانت رئيسة مركز الارشاد والرعاية النفسية أ. أنيسة دوكم قد ألقت كلمة في بداية الندوة أكدت فيها أهمية عقد مثل هذه الندوات للتوعية بمخاطر المخدرات ومكافحتها وتبصير الشباب بأضرارها وشكرت كل من ساهم وشارك في انجاحها واقامتها .وقالت : إن لمؤسسة صناع الحياة دوراً كبيراً في عقد الندوات والدورات التي يستفيد منها الشباب وذكرت بما قامت به المؤسسة من المساهمة في إختيار الشباب لتخصصاتهم الجامعية من خلال هذه الندوات .كما تمنت في ختام تصريحها لصحيفة 14 أكتوبر النجاح لهذه الندوة وتمنت أن يعي الشباب رسالتهم وأن يتمسكوا بدينهم الحنيف وبالفكر المعتدل ويبتعدوا عن التطرف وعليهم بالعلم والتعلم الذي سيحميهم من الجنوح الى الاضرار الفكرية أو العضوية .[c1]تكليف دولي [/c]من جانبها تحدثت إلينا المديرة التنفيذية لمؤسسة صناع الحياة بتعز الاستاذة / تغريد زيد الدبعي قائلة : مؤسسة صناع الحياة لديها شراكات دولية عديدة منها مع منظمة اليونيسيف وشرطة دبي والأمم المتحدة ومنظمة (رايت ستار) العربية وقامت هذه الجهات الشريكة بتكليفنا بعقد مثل هذه الندوات والنشاطات وأستأنفت حديثها: بأن استهداف الشباب جاء لأهمية هذه الفئة في المجتمع وهي الفئة القادرة على العطاء أكثر من غيرهم ولهذا أوجدنا هذه الفعاليات والانشطة لحمايتهم من المخاطر المحيطة بهم ولكن المجتمع ككل لا يدرك خطورتها فأحببنا أن نوجد رأساً عاماً واعياً لما يجري حوله .[c1]أنشطة متعددة [/c]وفيما يتعلق بتعدد النشاطات قالت : إن المؤسسة سبق أن قامت عدداً من الدورات التدريبية لتأهليهم وتدريبهم ليكونوا مدربين وتم ذلك بالتعاون مع شرطة دبي التي استقدمت إلينا مدربين مؤهلين كما أنه لدينا شراكات مع جهات داعمة نقيم معها العديد من الانشطة منها مثلاً : مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ومكتب وزارة الداخلية بالمحافظة وجامعة تعز ومكتب الامن العام ومكتب المحافظة .وعن تقييمها للندوة التي نحن بصددها قالت الاستاذة / تغريد الدبعي إن الندوة ناجحة ومشاركة الطلاب الجامعيين كانت بكثافة رغم أن الطلاب حالياً في نهاية العام الدراسي وعندهم ارتباطات وفعاليات كثيرة .[c1]حماس الشباب [/c]من جهته تحدث الأخ / زياد الحكيمي القائم بأعمال سكرتير مؤسسة صناع الحياة بتعز بقوله : أهم أسباب عقد مثل هذه الندوة هو جهل الشباب لوجود المخدرات في اليمن مما يسبب سهولة وقوعهم في فخها والبعض منهم قد يتعاطى أنواعاً منها ولكنه لا يعلم أنها مخدرات أصلاً وقد يتعاطيها البعض لتعينه على المذاكرة مثلاً وعقد الندوات كهذه يعرف الشباب بوجود المخدرات لتجنيبهم تعاطيها .ونتمنى أن يخرج كل شاب وقد عرف عن المخدرات وآثارها وأنواعها وأقل شيء إذا أستطعنا أن نؤثر في شخص واحد فإنه يعتبر إنجازاً لنا لأنه بدوره سينشط ويقوم بتوعية الآخرين .وحقيقة لمسنا أن الكثير من الشباب متحمسون ويدفعهم هذا الحماس نحو التوعية بخطورة المخدرات .[c1]برنامج الندوة[/c]وكانت الندوة قد ابتدأت بكلمة من الاستاذة / أنيسة دوكم ثم تلتها كلمة الاستاذة تغريد الدبعي .بعد ذلك ألقى الدكتور / أحمد اسكندر من كلية الطب جامعة عدن محاضرته بعنوان " الإدمان من وجهة نظر الطب " ذكر فيها تعريف المخدرات وأنواعها وأشكالها وطرق تعاطيها وطرق وأساليب التعرف على متعاطيها .كما ذكر أن المخدرات تؤثر على الحشرات ودلل على كلامه بصور حية من الواقع ناهيك عن تأثيرها على الانسان وقال : إن هناك أكثر من 180 مليون شخص مدمن مخدرات في العالم .كما ذكرت أن القات يعد عالمياً من المواد المخدرة داعياً الشباب الى التحري عن تلك الحبوب التي قد يتعاطاها بعض زملائهم للمذاكرة أو للنشاط أو غيره .من جهته ألقى الدكتور / رضوان الشيباني محاضرته بعنوان (الادمان من وجهة نظر الشرع ) ساق فيها الادلة الواقعية والقياسية التي تؤكد حرمة كل ما يضر بالانسان ويوذي إنسانيته وقال : إن الشرع إنما جاء لحفظ العقل والمال والنفس والدين والعرض والملاحظ أن المخدرات وعلى رأسها الخمر والقات تضر بتلك المصالح الخمس التي جاء الشرع لحمايتها وحفظها .كما ألقى العقيد / منير الجندي مدير إدارة مكافحة المخدرات بأمن تعز محاضرة عن دور رجال الأمن في التوعية ضد المخدرات وضبط وإيقاف العديد من أعمال تهريب المخدرات الى داخل اليمن عن طريق المناطق الساحلية في المخا وباب المندب .وقد تخلل تلك الكلمات والمحاضرات التي ألقيت في الندوة عرض لمؤسسة صناع الحياة ومشروعها حماة المستقبل وما قام به من دورات وندوات .كما قدمت مسرحية هادفة تصف واقع الشباب مع المخدرات وإهمال الاسرة لأولادها مما يجعلهم فريسة سهلة للمخدرات .وتم في نهاية الدورة تكريم كل من ساهم وشارك في إنجاح الندوة وأغلبهم من الشباب ومنظمات المجتمع المدني .