كيثنوس
كيثنوس من الجزر اليونانية المغمورة والصغيرة والحديثة ايضا من الناحية الاقتصادية، وهي من مجموعة جزر الكيكلاديس المعروفة ، وبشكل خاص في القسم الجنوبي من بحر ايجه بين جزيرتي كيا وسريفوس. ولانها غرب المجموعة فإنها اقرب الى العاصمة اثينا ومرفئها الرئيسي بيراياس، الى الكثير من الجزر ، إذ لا تبعد اكثر من 100 كلم، أي بين ساعة واربع ساعات سفر بالسفينة. وللجزيرة التي تبلغ مساحتها 100 كيلومتر مربع، مئة كيلومتر من الخط الساحلي واكثر من 70 شاطئا رمليا جميلا. عاش سكان جزيرة كيثنوس في القرن التاسع عشر كراعاة وصيادين، الا ان ضحالة الشواطىء ومياه البحر حرمت الجزيرة من المرافىء العميقة والقدرة على استقبال السفن الكبيرة وبالتالي ربطها بالعالم الخارجي بالشكل المطلوب لتطورها وانفتاحها سياحيا. ورغم انها شحيحة من ناحية المواد الاولية الطبيعية، فقد عرفت فيها مناجم الحديد. وقد شكلت هذه المناجم مصدرا رئيسيا لدخل السكان قبل ان يهاجر معظمهم الى العاصمة اثينا وبقية مناطق اليونان . ومع هذا فإن الجزيرة الصخرية الصغيرة، حاليا من الجزر النامية والحديثة والتي تستقطب الكثير من الاوروبيين الباحثين عن منازل للعطل لقربها من العاصمة. وتعتبر الجزيرة من الاماكن الوحيدة التي تعمل فيها الحكومة اليونانية على تجربة بعض الافكار الخاصة بالطاقة النظيفة، ولذا تضم الجزيرة مزرعة من المراوح المنتجة للطاقة الكهربائية والكثير من الالواح الخاصة بتخزين الطاقة الشمسية. وفضلا عن المناظر الخلابة والبلدات القديمة والجميلة والشواطئ الكثيرة تضم الجزيرة اكبر كهف في اليونان وهو كهف «كاتافيكي» الذي يقصده السياح على الدوام. وهو منجم قديم للحديد .اهم المناطق السكانية في الجزيرة هي العاصمة ميساريا او كيثنوس المعروفة محليا بـ«اورا» ، وبلدة دريوبيس التي تسمى ايضا دريوبيدا او «اورييو». وهي بلدات يونانية تقليدية عمرانية ذات ازقة ضيقة جدا ورائعة في محيطها البحري وكنائسها الأرثوذكسية ذات الطراز البيزنطي. وهناك ايضا بلدة كانالا في القسم الشرقي من الجزيرة التي تتمتع بشواطىء طويلة وكبيرة، وبلدة اغيوس ديميتريوس الحديثة في الجهة الجنوبية. وشمالا هناك بلدة لوترا المهمة سياحيا والتي يعني اسمها باليوناني «حمام»، إذ تضم معظم الخدمات السياحية في الجزيرة والمناطق التي تتمتع بينابيع المياه الساخنة الصحية. وحاليا تستقطب بلدة (Merihas) التي تنمو تدريجيا ويوميا حول المرفأ الرئيسي في الجزيرة السياح من كل حد وصوب وخصوصا البريطانيين لاجوائها الليلية الطيبة. ويصل هذا المرفأ الجزيرة بمرفأي بيراياس (Piraeus ) في اثينا ولافريون (Lavrion). ويمكن باختصار القول ان كيثنوس من الجزر القليلة جدا من مجموعة الكيكلاديس التي لم تعرف هجمة سياحية تقضي على معالمها المحلية كما حصل في بعض الجزر الاخرى ولا تزال مجهولة نسبيا، ما يجعلها مكانا مناسبا للسياحة والتعرف على بعض معالم اليونان القديم والبسيط. ومن معالم الجزيرة الهامة احتفالاتها ومهرجاناتها الموسيقية والدينية الكثيرة. كما يعرف اهلها بانهم من امهر الرقاصين، إذ درجوا كالكثير من سكان بحر ايجة على التدرب منذ الصغر على الرقصات التقليدية الصعبة والتي تعبر عن الاحاسيس والمشاعر الإنسانية العامة.