حملة التطعيم ضد داء الشلل..
اعداد/ وهيبة العريقيمع كل ما تحقق من نجاحات كبيرة وتقدم علمي وتكنولوجي في ميادين الطب والجراحة، فليس هناك ما يضاهي الوقاية من داء شلل الأطفال الذي ما إن يتمكن من جسم الإنسان حتى يحدث ضموراً للعضلات التي يصيبها فيقعدها عن الحركة بصورة تنعدم معها أي استجابة عصبية حركية ولاينتهي معها الإحساس بالجزء أو العضو المصاب.إن مرض شلل الأطفال ليس بالهين ولاسبيل للحد منه ووقفه إذا ما انتشر وتفشى إلا باتباع إجراءات الوقاية وقواعد النظافة الشخصية والعامة وواكبها حرص شديد على تحصين الأطفال دون العام بكامل الجرعات ضد أمراض الطفولة الثمانية مع أخذ كل جرعة بحسب موعدها المحدد في كرت التطعيم الذي يمنح من مركز التحصين، إلى جانب تحصين الأطفال دون الخامسة من العمر بما فيهم المواليد والرضع بلا استثناء وذلك في جولات وحملات التحصين الوطنية التي تقام لغرض استئصال فيروس الشلل والقضاء عليه والتي ما لجأت وزارة الصحة العامة والسكان لإقامتها، وما دعت إليها المنظمات العاملة في مجال الصحة، خصوصاً منظمة الصحة العالمية، إلا لبعد التحصين الروتيني المعتاد عن تحقيق نتائج مرضية تغني عن اللجوء إلى الحملات وتكرار تنفيذها، فواقع الحال يفرض أن نهتم بالجانبين معاً.. أي بالتحصين الروتيني وبحملات وجولات التحصين ضد شلل الأطفال بصرف النظر عما إذا كان الطفل تحصن مراراً في السابق أم لا.ولاجدال في أن من بين الاباء والأمهات من ينظر الى الإصابة بشلل الأطفال وما تسببه من إعاقة على أنها مسألة مستبعدة مادام أطفاله من حوله أصحاء معافين بكامل قواهم، لا يشكون من شيء فيتهاون في تحصينهم - على أهميته- ولايلقي له بالاً.وهذه النظرة القاصرة البعيدة كل البعد عن واقعنا قد تثني البعض عن تحصين أطفاله ببعض أو بكامل الجرعات دون النـظر الى خطورة الشلل ومدى آثاره المدمرة المشوهة والمفضية الى الإعاقة الحركية.ومن المؤسف حقاً وجود ولو طفل واحد يقل عمره عن خمس سنوات دون تحصين أو أن يهمل تحصينه بالاكتفاء بجرعة أو جرعتين أو ثلاث جرعات دون الاستمرار في إعطائه المزيد منها عند كل جولة تحصين، كون ذاك يعطي ويتيح لفيروس المرض فرصة للعيش ويمكنه من معاودة تهديد فلذات الأكباد مجدداً بشكل لا نأمن معه على أطفالنا الذين لا نحرص على تحصينه دوماً ضد هذا المرض، من تلقي العدوى، شأنهم شأن المحرومين أصلاً من التحصين.وليس هذا فحسب فالتقصير أو رفض التحصين معناه ارتفاع نسبة وفيات الأطفال في بلادنا وتزايد عدد حا لات الإعاقات والتشوهات وتردي أوضاع الصحة بشكل سيء وخطير. فكفا المنقادين وراء الأوقاويل المشوهة للتحصين انقياداً وراء شائعات هي في حقيقتها محض افتراءات جائرة غرضها النيل من حاضر ومستقبل أطفالنا وتدمير عافيتهم بترك أجسادهم منالاً للإعاقة والعجز.ولايمكن بأي حال غض الطرف عن الحارمين أطفالهم من التطعيم مهما ضؤلت وقلت نسبة العازفين، فبإعراضهم هذا يضعون عراقيل وصعوبات أمام الجهود الرامية الى القضاء على فيروس شلل الأطفال في بلادنا ، كونهم يمثلون عامل خطورة وحجر عثرة في طريق الجهود الرامية إلى القضاء على شلل الأطفال في بلادنا وأمام تأمين الصحة والسلامة للأجيال ونقاء وصفاء بيئتنا من دنس هذا الفيروس البشع، بإتاحتهم الفرصة لاحتضان فيروس الشلل وسبل التمكين له من الانتشار وطيب العيش في أرضنا وبيئتنا.وإذا ما تعرض أطفالهم للإصابة بفروس الشلل ونالهم منه مكروه.. سيكونون بالطبع الجناة الحقيقيين المسؤولين عما آل إليه حال أطفالهم ليزرعوا في قلوبهم الحسرة ويعضوا على الأنامل ندماً.إذاً لابد أن نعي حجم المسؤولية تجاه لحملة التحصين ضد شلل الأطفال والتي يأتي تنفيذ جولتها الثالثة من منزل - كسابقاتها من حملات وجولات التطعيم ضد شلل الأطفال- وذلك في الفترة من " 9-11 مايو 2006م " مستهدفة تطعيم جميع الأطفال دون سن الخامسة من العمر ضمن مرحلة تكميلية ستشمل عدداً من المحافظات وعدداً من مديريات بعض المحافظات، تم اختيارها تحديداً نظراً لحاجتها في الوقت الراهن إلى إجراء تحصين فيها للمستهدفين ضد شلل الأطفال حتى لايجد الفيروس بيئة تحتضنه وملاذاً يؤويه ويحميه ليعاود ظهوره مجدداً وتهديده لفلذات الأكباد، وهذه المحافظات والمديريات هي: