بغداد / وكالات: قالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن نحو 30 شخصا قتلوا وجرح 36 آخرون على الأقل عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه في حشد أثناء جنازة في المقدادية قرب بعقوبة شمال شرق بغداد. وأشارت المصادر إلى أن المشيعين احتموا من نيران الأسلحة الآلية وقذائف الهاون التي انهالت على المقبرة قبل أن يفجر مهاجم يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط الجموع. وفي هجمات أخرى قتل 12 عراقيا بينهم مدير عام في وزارة النفط وأصيب العشرات في مناطق مختلفة بالبلاد. وكانت أكثر العمليات عنفا انفجار سيارة مفخخة قرب مقر لشرطة النجدة في منطقة الكاظمية شمال بغداد، ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى و13 جريحا من الشرطة والمدنيين. وفي منطقة الغزالية غرب بغداد وقع اشتباك بين مغاوير الشرطة التابعين لوزارة الداخلية ومسلحين مجهولين أسفر وفق مصادر طبية عن مقتل عنصر من المغاوير وجرح 20 شخصا هم مدنيان و18 من المغاوير. كما أعلن قتل مدير عام بوزارة النفط العراقية أمس مع نجله في إطلاق نار استهدف سيارته في بغداد. وفي تطور آخر قتل مدنيان وأصيب آخران بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية أميركية وسط كركوك (255 كلم شمال بغداد). وفي بيجي (200 كلم شمال العاصمة) أكد مصدر من الشرطة مقتل سائق شاحنة محملة بالوقود قرب المدينة في هجوم شنه مسلحون على رتل من الشاحنات. وفي كربلاء جنوب البلاد انفجرت سيارة ملغومة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص وإلحاق أضرار بأربع سيارات. وقد تميز الوضع الميداني بخطف أخت وزير الداخلية بيان جبر صولاغ على أيدي مسلحين مجهولين وبمقتل 8 عراقيين من عائلة واحدة بينهم نساء وأطفال في غارة جوية أميركية على بلدة بيجي. على صعيد آخر يواصل الفريق الدولي التدقيق في نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 15 ديسمبر الماضي. وقال عضو المفوضية العراقية للانتخابات عبد الحسين الهنداوي إن الفريق الدولي لديه برنامج خاص وسيعمل باستقلالية كاملة. وأقرت المفوضية بوجود عمليات تزوير على نطاق ضيق ومحدود في الانتخابات العراقية بسبب التخندق الطائفي في العراق. وقال المتحدث باسم المفوضية فريد أيار إن فرق التدقيق العائدة للمفوضية ومعها خبراء الأمم المتحدة الذين يعملون فيها منذ تأسيسها قدموا توصيات إلى مجلس المفوضين لإلغاء نتائج 14 مركزا و8 محطات منتشرة في أربيل ونينوى وكركوك وبغداد وبابل، وذلك بعد أن تم التدقيق في 111 مركزا بواقع 231 محطة اقتراع. وتقول المفوضية إنها أكملت التحقيق في نحو 2000 شكوى. وأكد عضو المفوضية عادل اللامي أنها ستلغي ما بين 50 و70 صندوق اقتراع فقط من بين 31 ألفا في أنحاء العراق بسبب المخالفات، مشيرا إلى أن النتائج الإجمالية للانتخابات لن تتأثر بالإلغاء. على صعيد آخر تواصلت أول من أمس المشاورات بين الأطراف السياسية لتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية. وأكد الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني تطابق وجهات نظرهما في المشاورات الثنائية التي أجرياها مع أطراف عراقية رئيسية من أجل تشكيل الحكومة. وقال الطالباني في مؤتمر مشترك مع البرزاني عقب اجتماعهما في منتجع صلاح الدين قرب أربيل شمال العراق إن آراء الطرفين متطابقة وموقفهما واحد بشأن اللقاءات الجارية. وقد جرت المشاورات الثنائية أول من أمس الثلاثاء على حدة بين الطالباني والبرزاني وكل من رئيس الائتلاف العراقي الشيعي الموحد عبد العزيز الحكيم ثم إبراهيم الجعفري من نفس القائمة. كما جرت يوم الاثنين الفائت مشاورات مع جبهة التوافق العراقية (السنية) المعترضة على نتائج الانتخابات. ولم تشارك حتى الآن في هذه المشاورات القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي. ويتوقع أن تستأنف المحادثات في الأيام القليلة المقبلة في بغداد من أجل تقريب وجهات النظر بين القوائم الفائزة حول تشكيل حكومة وحدة وطنية.