مصطفى فرّوخ
هو مصطفى بن محمد بن صالح بن عبد القادر بن محمد فرّوخ، أسرته أخذت اسمها من الفقيه ربيعة بن فرّوخ التيمي ، كانت أُسرة مصطفى فرّوخ من العائلات البيروتيّة ذات المستوى الاجتماعي المحترم، ولكنها لم تكن تتمتع بالثراء المادي، ولد مصطفى فرّوخ في محلة البسطة التحتا في بيروت سنة 1901م ، وعندما بلغ فرّوخ الخامسة من عمره أرسله والده إلى الكُتّاب وذلك من أجل تعليمه وتحفيظه القرآن الكريم وتلقينه مبادئ اللغة العربيّة والحساب . في سنة 1908م انتقل مصطفى فرّوخ إلى المدرسة الإبتدائيّة ، إلا أن هذه المدرسة أغلقت أبوابها ،وكان يساعد مجلة المصور برسم الصور إلى أن توقفت المجلة عن الصدور، فاستأنف مصطفى فرّوخ متابعة دروسه في مدرسة دار العلوم ، لكنه لم يبق في المدرسة أكثر من ستة شهور من عام 1912م، انتقل بعدها إلى الكليّة العُثمانيّة وبقي في هذه الكليّة إلى حين إغلاقها خلال سنوات الحرب العالميّة الأولى ، وفي عام 1919م، بعد أن وضعت الحرب أوزارها سنة 1918م دخل مصطفى فرّوخ المدرسة الإيطاليّة لأنه كان راغباً في تعلّم اللغة الإيطاليّة ليكون قادراً على متابعة دروسه في الرسم في إيطالي . وفي سنة 1924م سافر مصطفى فرّوخ من بيروت إلى روما التي غادرها سنة 1917م قاصداً باريس في طريق عودته إلى بيروت ولما إستقر به النوى في بلده أقام سنة 1928م معرضاً خاصًّا لرسومه في بيت الوجيه أحمد أيّاس الذي كان عند محطة غراهام قبيل الجامعة الأميركيّة، في ذلك الحين أقام أيضاً معرضاَ آخر لرسومه في الصالة الخضراء في منتدى وست هول بالجامعة المذكورة.، وقد توج إقامته في العاصمة الفرنسيّة عندما قبلت إحدى لوحاته في صالون باريس، وهو المعرض الدولي الخاص بالفن ، ولم تطل إقامته مصطفى فرّوخ في باريس هذه المرة، فغادرها سنة 1931م عن طريق إسبانيا، وهناك سجل أيامه فيها، وما وقعت عليه عيناه من آثارها العربيّة في قرطبة وإشبيليّة وغرناطة في كتاب لطيف، صغير الحجم بعنوان (رحلة إلى بلاد المجد المفقود) . وفي عام 1935م اختار مصطفى فرّوخ المبادرة في تأسيس عائلة يركن إليها في حياته ، وفي سنة 1936م رزق بصبي . لم تخلُ حياة مصطفى فرّوخ من الهزات الصحيّة التي استطاع أن يتغلب عليها ويتجاوزها بعض الوقت، ولكن صراعه معها أنهكه أخيراً عندما داهمه داء سرطان الدم، هذا الداء الذي تحكّم في جسمه منذ عام 1953م. وبالرغم من معالجة نفسه من مرضه طوال أربع سنين تقريباً فإن هذا المرض الوبيل تغلّب على معالجيه في مستشفى جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت، فأدركه الموت في المستشفى سنة 1957م، فكان واحداً من أبرز أسياد الرسم اليدوي في العالم.