صباح الخير
* القرار الذي أصدره أمس فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بتكليف الدكتور / علي محمد مجور تشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لدولة الأستاذ / عبدالقادر باجمال ، الذي ترأس الحكومة باقتدار لثلاث فترات متعاقبة ، قرار فخامة الرئيس جاء ليس لأن حكومة الأستاذ باجمال قد أخفقت في أداء مهامها التنفيذية ، كما تروج المعارضة ، على العكس لقد بذل الأستاذ باجمال جهداً وطنياً في القيام بالمهام التي أنيطت به ، وحقق اليمن خلالها إنجازات لايمكن نكرانها ، إنجازات داخلية وخارجية ، ولاننسى أن تولي الأستاذ باجمال مهام رئاسة الحكومة جاء بثقة من فخامة الأخ / الرئيس ، وفي ظروف بالغة التعقيد اقتصادياً وتنموياً وأمنياً وخارجياً .. غير أن مسألة التجديد وتشكيل حكومة جديدة مسألة يتطلبها الوطن في هذه المرحلة الأكثر تعقيداً ، وكما أشار فخامة الأخ الرئيس في رسالته أمس التي وجهها إلى دولة الأستاذ عبدالقادر عبدالرحمن باجمال، بأن " طبيعة ودقة المرحلة التي تمر بها البلاد تتطلب حشد وتوظيف كل الجهود والإمكانيات والقدرات لمواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات والعقبات التي تعيق مسيرة النهوض التنموي الشامل ، إلى جانب القيام بالمهام الرئيسية التي تمليها طبيعة مرحلة مابعد الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة التي نالت إعجاب وتقدير العالم لما سادها من الشفافية والنزاهة والديمقراطية " وغيرها مما ورد في رسالة فخامة الأخ الرئيس ، كلها استوجبت هذا التشكيل الحكومي الجديد الذي يتحمل أمانة تنفيذ ما ورد في البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس ، وأبرزها هموم الناس وقضاياهم المعيشية التي تظل اليوم في مقدمة أجندة الرئيس ، خاصة بعد أن تملك الشيطان نفوس وضمائر بعض التجار الذين قاموا دون مبرر أو حتى إيعاز حكومي برفع الأسعار ، جاعلين المواطن يضرب أسداساً في أخماس وشلت حركة تفكيره الإبداعي لتنفيذ الأجندة الإصلاحية ، ورفع وتائر التنمية ، خاصة وأن اليمن أمام استحقاق خليجي ودولي يتطلب تضافر جهود كل أبناء الوطن .. وليس معاداته والإساءة إلى سمعته أمام الآخرين – كما تفعل ذلك بعض أحزاب اللقاء المشترك – معتقدين أن الوطن لو ازدهر سيكون من نصيب المؤتمر الشعبي العام ، الذي حاز ثقة غالبية أبناء الوطن في الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة، وقبلها الانتخابات البرلمانية . * والحال ونحن اليوم أمام مهمة وطنيةلاتقل عن مهمة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990 م ، فإن تشكيل الحكومة الجديدة التي كلف الدكتور مجور بتشكيلها ، ورئاستها يعني أن البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ / الرئيس بدأ مرحلة التنفيذ الواقعي ، وهو برنامج استفتى عليه أبناء الشعب في الانتخابات لأنه لامس همومهم ومتطلباتهم وتطلعاتهم في حياة جديدة آمنة ومستقرة في كافة النواحي التي يقودها رجل بحجم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ، كما سبق له أن قاد الوطن والمواطنين إلى تحقيق المنجزات .. وأبرزها الوحدة .* من ذلك نفهم أن مرحلة الجد قد انطلقت لتعانق السماء .. لتترك مرحلة العبث التي سادت حياتنا خلال الفترة المنصرمة ، خاصة الفساد الذي انتشر كالسرطان في جسم الوطن .. وهدد تنمية الوطن بالتأخر ، وهو أمر جعل فخامة الأخ الرئيس أن يقود بنفسه المرحلة القادمة .. مرحلة التنمية والاستثمار ، مما يعني أن الحكومة الجديدة أمامها مسؤولية لن يتراجع الشعب في محاسبتها علناً إذا أخفقت .. وهذا ماسيؤكد عليه فخامة الأخ الرئيس بعد تشكيل الحكومة ، وإعلانها للأمة . * إننا ونحن ننتظر ما ستقدمه حكومة الدكتور مجور لهذا الوطن ، فإننا نكن كل التقدير والاحترام لكل ماقدمه دولة الأستاذ باجمال من عطاء لوطن أحبه وأخلص له ، وكان وسيظل وفياً لفخامة الأخ الرئيس ، وسيبذل الجهد نفسه في مهامه الوطنية كأمين عام للمؤتمر الشعبي العام ، خاصة وأن المرحلة القادمة تتطلب من هذا المؤتمر الذي أعطاه الشعب الثقة أن يفعل دوره ، وأن يواجه الاستحقاق الانتخابي النيابي العام القادم بثقة الشعب الذي ينتظر منه اليوم ، أي من المؤتمر الشعبي العام ، ان يخفف من معاناته المعيشية . والله من وراء القصد..