عقب تأجيل التصويت على العقوبات
بكين / وكالات:بدأت الصين وكوريا الشمالية وجارتها الجنوبية تحركاتها الدبلوماسية في مسعى لحل الأزمة الصاروخية والنووية عقب تأجيل مجلس الأمن التصويت على قرار بفرض عقوبات على بيونغ يانغ. فقد وصل إلى الصين أمس نائب رئيس اللجنة التنفيذية العليا لمجلس الشعب الأعلى في كوريا الشمالية يانغ هيونغ سوب للقاء الرئيس الصيني هو جينتاو والرجل الثاني في الحزب الشيوعي الحاكم في الصين وو بانغو خلال زيارة ستستمر خمسة أيام.وفي إطار الجهود الدبلوماسية الصينية لإقناع حليفتها بيونغ يانغ بتلبية المطالب الدولية بوقف اختبار الصواريخ البالستية واستئناف المحادثات السداسية وصل نائب رئيس الوزراء الصيني هوي ليانجيو إلى كوريا الشمالية في زيارة تستمر ستة أيام يرافقه خلالها كبير المفاوضين الصينيين في المحادثات السداسية بشأن الملف النووي الشمالي وو داوي. وكانت الصين عدلت مشروع القرار الياباني الأميركي الذي يهدد بمعاقبة كوريا الشمالية إذا استمرت في إجراء تجاربها الصاروخية إلى إعلان غير ملزم ولا يتضمن عقوبات. وأعلن مجلس الأمن أول من أمس تأجيل التصويت على القرار الذي يدعو لفرض عقوبات على كوريا الشمالية بعد أن وافقت دول أعضاء على إعطاء مزيد من الوقت للجهود الدبلوماسية الصينية لإقناع بيونغ يانغ بالعودة إلى طاولة المفاوضات السداسية.وبرغم الأزمة الصاروخية أكد الناطق باسم وزارة التوحيد يانغ تشانغ سيوك أن سول أبقت على لقاء مقرر مع مسؤولين شماليين غادروا أمس الثلاثاء للمشاركة في مفاوضات بين الكوريتين في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية. وأوضح أن سول تنوي استغلال مناسبة هذه المحادثات التي تستمر حتى الجمعة للتطرق إلى أزمة الصواريخ.من ناحية أخرى من المقرر أن يعود مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الآسيوية كريستوفر هيل إلى بكين في إطار التباحث بشأن الأزمة وموقف الصين منها. يأتي ذلك وسط أنباء عن استعداد كوريا الشمالية لإطلاق المزيد من الصواريخ المتوسطة المدى بعد إطلاقها سبعة صواريخ الأسبوع الماضي. فقد قالت صحيفة يوميوري شيمبون نقلا عن مصادر في الحكومة اليابانية لم تكشف عن هويتهم إن أقمار التجسس اليابانية والأميركية وغيرها من أقمار التجسس الأخرى أظهرت أن عمليات إطلاق هذه الصواريخ باتت وشيكة.وأوضحت أن الصواريخ المتوسطة المدى والتي يعتقد أنها صواريخ نودونغ أو نوع جديد من صواريخ سكود أصبحت "جاهزة تماما للإطلاق في أي وقت".يأتي ذلك تزامنا مع تصريحات كبير المتحدثين بالحكومة اليابانية شينزو أبي أمس أن طوكيو ستنتظر يوما أو اثنين لكنها لن تغير موقفها المطالب بالتصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على كوريا الشمالية لإجرائها تجارب صاروخية. من جانبه قال وزير الخارجية الياباني تارو أسو إن بلاده تريد البت في قرار مجلس الأمن بحلول بدء انعقاد قمة الدول الثماني في روسيا من 15 إلى 17 يوليو الجاري مؤكدا أن الحد الأدنى هو فرض حظر على بيع وشراء تكنولوجيا الصواريخ من بيونغ يانغ.وتجاه الموقف الياباني شجبت كوريا الجنوبية إصرار طوكيو على فرض عقوبات وإعلانها أنها ستهاجم بيونغ يانغ في حال بروز أي تهديد نووي كوري شمالي واعتبرت أنه موقف ينم عن "طبيعة توسعية".وقال بيان صادر عن الرئاسة في كوريا الجنوبية إنه "أمر خطير في حد ذاته أن يتحدث وزراء يابانيون عن احتمال شن هجمات وقائية على شبه الجزيرة الكورية وعن عدالة استخدام القوة العسكرية المسلحة". وأكد أن "سول سوف تتعامل بشكل صارم مع التصريحات المتعجرفة والمتهورة للزعماء السياسيين اليابانيين الذين يسعون إلى تصعيد الأزمة في شبه الجزيرة الكورية ويغتنمون هذه الذريعة ليحولوا بلادهم إلى عملاق عسكري".من جهته سعى البيت الأبيض للتخفيف من أهمية الخلافات في وجهات النظر داخل مجلس الأمن وأكد أن القرار سيصدر ولو بامتناع بعض الأعضاء. كما توقع السفير الأميركي في الأمم المتحدة جون بولتون أن تقبل الصين في النهاية بمشروع القرار. واعتبر التغييرات الصينية لمشروع القرار "موافقة على مبدأ العقوبات".