يقدم صندوق الرعاية الاجتماعية مساعدات نقدية لمجموعة من الفئات الاجتماعية المستحقة بحسب نصوص القانون ويمتد نشاطه إلى جميع المراكز والقرى على مستوى الجمهورية، ويستهدف الصندوق بدرجة أساسية الفئات الفقيرة والأكثر فقراً في المجتمع .وقد مارس الصندوق نشاطه منذ انشائه عام 1997م ولمدة خمس سنوات بالإعتماد كلياً على الإمكانيات والقدرات الذاتية المتاحة ولم يتلق خلال هذه الفترة أي دعم أو مساعدة من أي جهة حتى منتصف عام 2002م، عندما بدأ المشروع المعتمد من قبل الإتحاد الأوروبي لدعم صندوق الرعاية الاجتماعية في إطار المساعدات السنوية التي تقدمها المفوضية الأوروبية لبرنامج الأمن الغذائي في اليمن .وتضمنت وثيقة المشروع ثلاثة أهداف رئيسية من أهمها تطوير وتحديث السياسات المتبعة من قبل الصندوق والتي تشمل سياسة الإستهداف وبحث وإعتماد المستحقين وتتبع المتغيرات التي تطرأ على أوضاع المستفيدين وإجراءات صرف المستحقات للحالات المستفيدة من مساعدات الصندوق .ومن خلال الجهود المشتركة لخبراء المشروع وكوادر الصندوق جرى تقييم شامل لقضايا السياسات والتشغيل بهدف التعرف على الجوانب السلبية والجوانب الإيجابية في السياسات المتبعة حينها من قبل الصندوق، وتم التوصل إلى صياغة سياسات جديدة تتسم بالواقعية وتستلهم آفاق المستقبل وتواكب المتغيرات الجارية في أنشطة الرعاية الاجتماعية في الكثير من البلدان ووضع الإستراتيجيات التي تلبي الطموحات الآنية والمستقبلية ووضع معايير استهداف دقيقة مرتبطة بمؤشرات الفقر وأوضاع الفقراء في مختلف المحافظات والمديريات . وقد بينت هذه السياسات الجديدة المجالات التي يجب أن يلامسها التغيير وفي مقدمتها سياسة الإستهداف للمستفيدين والآليات والإجراءات المطلوبة لتحديث وتفعيل نشاط الصندوق لخدمة الفئات الأكثر فقراً في المجتمع وتمكينها من الحصول على إحتياجاتها الأساسية الغذائية وغير الغذائية .وتتمحور سياسة الإستهداف في إعتماد معايير ومؤشرات الفقر الواردة في نتائج المسح الوطني لظاهرة الفقر الذي جرى عام 1999م، عند توزيع الحالات الجديدة وإعادة تصنيف الحالات المعتمدة على أساس تلك المعايير والمؤشرات، ولأن إمكانية الصندوق لا تسمح بإجراء مسح شامل لجميع الحالات السابقة المعتمدة وأيضاً المتقدمة للحصول على مساعدة الصندوق في جميع المحافظات، حيث بلغ أعداد المستفيدين من الصندوق حتى نهاية عام 2004م (646،983) حالة موزعة على مختلف محافظات ومناطق الجمهورية في السهل والجبل وفي المناطق النائية وفي الصحاري البعيدة وفي المرتفعات الوعرة وحتى أقصى الجزر اليمنية التي لايمكن الوصول إليها إلا بشق الأنفس . لذلك فقد وافق الإتحاد الأوروبي على أن يتولى المشروع القيام بعملية المسح الشامل، وأن يتم مسح عدد من المحافظات خلال فترة التمديد الحالية للمشروع - يونيو 2005م حتى يونيو 2006م ، ثم تتواصل عملية المسح خلال المرحلة الثانية للمشروع التي من المقرر لها أن تبدأ في شهر يوليو 2006م ولمدة ثلاث سنوات . وعلى هذا الأساس تجري عملية المسح الشامل في محافظة عدن لتنفيذ السياسات الجديدة للصندوق والتي سوف تتواصل في المحافظات الأخرى بعد أن ينتهي المسح في عدن مباشرة .وحالياً يقوم صندوق الرعاية الاجتماعية بالتعاون مع مشروع الإتحاد الأوروبي لدعم الصندوق بتنفيذ عملية المسح الشامل لجميع المستفيدين من مساعدات الصندوق في المديريات الثمان لمحافظة عدن والبالغ عددهم (28،630) مستفيداً، ويهدف المسح إلى دراسة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمستفيدين والتعرف على أوضاعهم المعيشية، ومن ثم إعادة تصنيفهم ضمن خط الفقر الذي يعيشون في إطاره سوى إن كان خط الفقر الأعلى أو خط الفقر الأدنى أو خط فقر الغذاء وذلك إعتماداً على معايير ومؤشرات الفقر الواردة في نتائج المسح الوطني لظاهرة الفقر الذي جرى عام 1999م .وقد بدأت عملية المسح يوم الأحد 25/12/2005م بحسب الجدول الزمني المقرر له والذي تضمن كل المراحل المتعلقة بعملية المسح، فقد سبق بدء عملية المسح وتتزامن معه أيضاً تنفيذ حملة للتوعية بخلقية وأهداف المسح الشامل ومناقشة جميع الجوانب المتعلقة بالمسح لتجنب التفسيرات المغلوطة والفهم الخاطئ لدى المستهدفين والرأي العام، وشملت حملة التوعية التي سبقت المسح قيادة السلطة المحلية على مستوى المحافظات والمديريات ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية ووسائل الإعلام وكل الجهات ذات العلاقة ثم نزول الباحثين والباحثات للعمل الميداني وتعبئة الإستمارة الخاصة بالمسح الشامل في جميع المديريات في وقت واحد .وقد وجدنا من خلال لقاءاتنا كخبراء للمشروع وقيادة فرع الصندوق مع كل الجهات ذات العلاقة كل تعاون وتفاعل ومشاركة وفي مقدمتها قيادة السلطة المحلية في المحافظة التي ستتولى الإشراف والتوجيه والمتابعة من خلال رئاستها للجنة الإشرافية على عملية المسح الشامل بالمحافظة ومشاركتها في اللجان المختصة الأخرى .ويقوم بتنفيذ عملية المسح الشامل عدد (34) باحثاً وباحثة كباحثين ميدانيين إضافة إلى عدد (8) مشرفين ميدانيين «مشرف واحد في كل مديرية» + مشرفين فنيين للمحافظة وكلهم من كوادر فرع الصندوق بالمحافظة وجرى تدريبهم لمدة يومين على إستمارة المسح ودليلها الخاص بها قبل نزولهم إلى الميدان . وستستمر عملية المسح لمدة ثلاثة أشهر بعمل متواصل طوال أيام الأسبوع حيث ستتوقف فقط خلال إجازة عيد الأضحى المبارك ثم تتواصل بعد الإجازة مباشرة حتى نهاية الفترة وذلك لضمان مسح كل الحالات المستفيدة المتواجدة في المحافظة ولضمان دقة وتحري البيانات الخاصة بالمستفيد وتسجيلها كما يجدها الباحث على أرض الواقع يوم المسح .وبعد الإنتهاء من عملية المسح سيتم إدخال كل بيانات إستمارة المسح في الحاسب الآلي في برنامج خاص مصمم لهذا الغرض سيتم تركيبه وتدريب الطاقم العامل في إدارة الحاسب الآلي بفرع الصندوق عليه من قبل خبير دولي سيصل في أواخر شهر يناير القادم لهذه المهمة .نأمل تعاون الجميع ومساعدة المستفيدين للباحثين خدمة للصالح العام ولصالح الفئات الاجتماعية الأكثر فقراً في مجتمعنا . م/ سعيد العبسيمنسق تنفيذ السياساتالجديدة لصندوق الرعاية الاجتماعية
|
ابواب
من السياسات الجديدة لصندوق الرعاية الاجتماعية
أخبار متعلقة