المنتديات الثقافية في اليمن .. بين مطرقة التقليد وسندان التجديد !
صنعاء / سبأ:تعتبر المنتديات الثقافية أحد الروافد والدعائم المساندة لعملية تثقيف وتنوير المجتمع عبر ما تقدمه من خلال تبني و طرح مختلف القضايا والظواهر الثقافية و المجتمعية ...هذه المنتديات بدأت مساحة حضورها تتسع وتجاوزت مراكز المحافظات إلى بعض المديريات .. فهل هذه المنتديات تؤدي دورها والمهام المناطة بها أم أنها دون ذلك ؟... سؤال حاولنا قراءة إجابته في هذا التحقيق من خلال القائمين على دعم وإدارة هذه المنتديات بالإضافة إلى المثقفين.يعود لصندوق التراث والتنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة فضل انشاء ودعم عدد من هذه المنتديات ... و فيما يطالب بعض المثقفين بزيادة دعم الصندوق لهذه المنتديات يطلب بعضهم من الصندوق اعادة النظر في الية تعامله مع هذه المنتديات بما يشجع على تفعيل أنشطة هذه المنتديات وهنا يؤكد المدير التنفيذي للصندوق وليد دماج ان الصندوق بالفعل سيعيد النظر في حسابات دعمه لهذه المنتديات حيث ان استمرار الدعم مرتبط بتواصل تفعيل نشاط المنتدى ..مؤكدا حرص الصندوق على أداء مهامه وتواصل دعمه إسهاما في تفعيل الحراك الثقافي وتنميته ولتسهم منابر هذه المنتديات في حماية تراث اليمن وموروثه الحضاري.وذكر وليد دماج أن الصندوق يرعى ويدعم نحو 99 منشأة ثقافية موزعة في عموم محافظات الجمهورية منها « 17 مركزاً ثقافياً ، و 14 منتدى ثقافياً ، و 10 بيوت للفن ، و 8 جمعيات ثقافية ، فيما 50 منشأة ثقافية تنوعت مابين ، متاحف ، وبيوت ، و مكتبات، و معاهد فنية ، ومؤسسات ونواد ثقافية في مختلف المحافظات إضافة الى 6 مواقع الكترونية ثقافية تم إنشاؤها حديثاً ضمن سلسلة المواقع الثقافية التابعة لوزارة الثقافة .و أشار دماج إلى أن الصندوق يقوم بدعم هذه المناشط الثقافية تنفيذا لمهامه و الإسهام في تفعيل الحراك الثقافي في اليمن وتوثيق الحرف والموروث الثقافي الشعبي والحفاظ عليها من الاندثار إضافة إلى جعل تلك المنتديات منابر لتنمية مواهب الشعراء والأدباء والفنانين ولإقامة الأنشطة والفعاليات المتنوعة في مختلف المجالات وإبراز مواهبهم وتبني القضايا ومناقشة الهموم .. منوهاً بأن هناك آليات يتم على ضوئها رعاية و دعم هذه المنتديات منها أن تكون في منطقة نائية وغنية بالموروث الشعبي وتحتاج الى تفعيل ثقافي متنوع ومن ثم يصدر بذلك قرار من وزير الثقافة وبحسب إمكانية الصندوق .مشيداً بدور وإسهامات بعض هذه المنتديات والمنتشرة في ربوع اليمن والتي تسهم في تنشيط المشهد الثقافي في اليمن و لعل من أهمها منتدى باهيصمي الثقافي بعدن وغيره من المنتديات.. الأديب زيد الفقيه مدير عام الدراسات والبحوث بوزارة الثقافة اعتبر المنتديات الثقافية رافداً من روافد العمل الثقافي في اليمن كونها تشكل الأداء الفارق بين العمل الرسمي والجماهيري الذي تمثله ولها مهام من المؤكد انها تسهم من خلالها في تفعيل حراك الثقافة في البلد .. مشيرا الى دور القائمين على هذه المنتديات ورؤيتهم لرسالتهم وتقديرهم لأهمية تحقيق الأهداف والإسهام الفاعل في خدمة ثقافة المجتمع دون ذلك سنجدها تتعثر عند ابسط معوق ولا ننسى هنا اهمية وعي المجتمع والمؤسسات الاقتصادية والدولة في المقدمة في الدعم والرعاية . من جانبه اعتبر رئيس منتدى ذمار الثقافي حسن الوريث أن المنتديات الثقافية بشكل عام باليمن تعاني من شحة الإمكانيات و غياب الدعم من الجهات المختصة .. وقال « إن المنتديات الثقافية تهدف إلى تفعيل الحراك الثقافي والاسهام في مواجهة المشاكل التي يعاني منها اليمن ولديها في هذا برامج و انشطة ثقافية وادبية ورياضية تنفذها على مدار العام «: .وأضاف : المنتديات الثقافية تقوم بجزء من مهامها ولها برامج وأنشطة قد ربما تفوق أنشطة مكتب الثقافة بالمحافظة فها هو هذا المنتدى ينظم عدد من الأمسيات الشعرية والقصصية والأسبوعية و معارض للفنون التشكيلية وورش عمل تناقش قضايا في المجتمع بجهود ذاتية ... وتبقى مشكلتنا في الحصول على الدعم لهذه الأنشطة .فيما يرى الأديب عبده الحودي أمين عام منتدى الحضراني الثقافي بذمار « إن المشهد الثقافي باليمن يعاني من أزمة ركود بما فيها هذه المنتديات لكن يبقى نجاح وفشل أي نشاط ثقافي مرهون بإدارته ...فإنه إذا كان القائم والمدير للمنتدى الثقافي مثقفاً وجاداً ولديه خبرة ورؤية وعلاقات من المؤكد أن الرسالة والمعلومة ستصل إلى الجمهور وهذا لا يقلل من أهمية الدعم » . وقال الحودي :« ان المنتديات الثقافية تساهم من خلال برامجها المتنوعة في رفع مستوى المشهد الثقافي اليمني إضافة إلى تعزيز هوية الولاء الوطني على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وتعريف العالم بأن لدينا مثقفين ومبدعين كباراً كما تساهم في الترويج لممتلكات اليمن الأثرية والطبيعة والسياحية والثقافية والفلكلورية » فيما أوضح رئيس منتدى باهيصمي الثقافي و الفني بعدن محمد باهيصمي أن المنتديات الثقافية يعول عليها دور كبير في تنشيط الحراك الثقافي بكافة أشكاله وتنوير المواطنين باهمية الولاء الوطني والتصدي للغزو الفكري إضافة الى دورها في استضافة المبدعين والشعراء والأدباء في مختلف المجالات وجعلهم يتناقشون ويتحاورون ويلتقون في مكان وا حد وإفساح المجال أمام المبدعين الشباب للاستفادة من خبرات المبدعين الكبار .وقال :« رغم المقومات والإمكانات الثقافية الموجودة في اليمن إلا أن شحة الإمكانات المادية هي المشكلة الوحيدة أمام دور المنتديات الثقافية .. وأشار رئيس منتدى باهيصمي الى أن المنتدى يؤدي نشاطاً قد يوازي نشاط مكتب الثقافة في تنفيذ و إنعاش الحركة الثقافية في محافظة عدن و عدد من المحافظات بمجهود ذاتي و ذلك من خلال إقامة العديد من الفعاليات والندوات التي تتناول العديد من القضايا الثقافية والاجتماعية في مختلف المجالات وتكريم المبدعين ، مؤكداً ضرورة تكاتف الجهود الحكومية و الخاصة لدعم هذه المنتديات التي تثري الساحة المحلية بالعديد من الإبداعات الثقافية المتنوعة .وقال باهيصمي :» إن المنتدى يقوم بتنظيم فعالية في كل يوم خميس تتناول أهم القضايا الثقافية في الشأن الداخلي ، وكذا تكريم المبدعين إضافة إلى مواكبة مستجدات الأحداث العربية التي تهم اليمن وخاصة القضية الفلسطينية والحرب على غزة ، وكذا لدينا فعالية فنية لفرقة نسائم عدن التابعة للمنتدى تقام كل يوم اثنين ، كما يتم تقييم بعض الكتب الصادرة ، إضافة إلى أن المنتدى يقوم بإصدار مجلة فصلية تحتوي على أهم الفعاليات التي ينظمها المنتدى كل ثلاثة أشهر .فيما أشاد مدير المنتدى الثقافي بزبيد محمد مطهر بتجربة المنتديات الثقافية وما تشهده اليمن من حراك .. مشيراً إلى أن اليمن بشكل عام و زبيد بشكل خاص مفعمة بالنشاط الثقافي .. مؤكداً أن زبيد تعتبر المدينة الوحيدة التي تقوم كل يوم بتنفيذ فعالية ثقافية على مدى الأسبوع وذلك لما تمتاز به المدينة عن غيرها بزخمها الأدبي والثقافي والتاريخي .مشيراً إلى أن برنامج فعاليات منتدى زبيد يتناول العديد من القضايا التنموية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ويواكب الأحداث والمتغيرات ويسلط الضوء على كثير من القضايا ومستجدات الأحداث ..منوهاً بتحضير المنتدى لتظاهرة ثقافية لكبار الشعراء حول ما يجري في غزة من اجل تعزيز ثقافة المقاومة والنضال الوطني لدى الشعوب .وقال :» إن شحة الإمكانات وعدم إيجاد موارد أخرى وعدم وجود ثقافة التواصل مع المؤسسات الثقافية في اليمن أهم الصعوبات التي تواجه عمل المنتديات الثقافية .[c1]منتديات النت [/c]يأتي هذا الحراك الذي أحدثته المنتديات الثقافية التقليدية في اليمن في الوقت الذي أخذت في الظهور على شاشة الشبكة العنكبوتية عدد من المنتديات الثقافية اليمنية الالكترونية ....الكاتب والناقد الدكتور عادل الشجاع يرى أن مبادرة المنتديات الثقافية الإلكترونية تعتبر نوايا طيبة وحسنة ولكنها لا تخدم الواقع و المشهد الثقافي اليمني بشيء.. مؤكداً انه لا يوجد أصلا مشهد ثقافي مفعم الحيوية باليمن وبالتالي هي لا تسهم بشيء « لأن فاقد الشيء لا يعطيه «وأشار الدكتور الشجاع إلى أنه عندما لا يوجد مشهد ثقافي ولا يوجد مثقف حقيقي باليمن ولا يوجد مبدع إصلاً فما الذي يمكن ان تقوم به المنتديات الثقافية ؟!، غير أنها تقوم بعملية النقل والنسخ عن الأخر و النقل بحد ذاته لا يتناسب بالأساس والبيئة التي تريد ان تتطور فيها هذه المنتديات .وقال الناقد والكاتب الشجاع:» إن سبب عدم وجود مثقف ولا مشهد ثقافي فاعل باليمن يعود الى مفهوم الثقافة لدى الجهات الرسمية والعامة والخاصة ..مضيفاً :» إن الثقافة تنقسم الى قسمين ، اولاً الثقافة القرائية المعتمدة على قراءة الكتب النظرية والتي تعتبر ثقافة ثانوية ، فيما القسم الثاني تتمثل في الثقافة الأنثربولوجية الحفرية والمتعلقة بالسلوك ، وترتبط بالمأكل والمشرب والتعامل اليومي في البيت والشارع والتعامل .. مؤكداً أن هذه الثقافة غير موجودة في المجتمع اليمني فطالما هي غير موجودة إذن لا يوجد مثقف ، وأن وجد مثقف فانا اسميه المثقف الورقي الذي يقرأ و يحفظ الكتب ومجموعة من الشعارات وبعض من القصائد ويذهب بها إلى مجالس القات أو الأماكن المغلقة التي لا تنتج ثقافة بقدر ما تنتج مجموعة من التهويمات التي تجعل المثقف يعيش حالة نرجسية .منوهاً بالحاجة إلى المنتديات الثقافية والمدونات والمواقع الثقافية الإلكترونية في وقتنا الحاضر مشيرا الى دورها الكبير ً في البلدان الأخرى كدول الخليج والشرق الأوسط والدول المتقدمة لكنها في اليمن من خلال ملاحظتي للمشهد الثقافي لا توجد إلا بعدد أصابع اليد و لا تلعب أي دور ولا تؤدي أي رسالة و ذلك بسبب الوضع الاقتصادي والحالة الاجتماعية في اليمن وصعوبة امتلاك جهاز حاسوب ووعي بأهمية الاستفادة الايجابية من استخدام شبكة الانترنت . وبعد ما عدد بعض ايجابيات المنتديات الالكترونية أشار الشجاع إلى بعض سلبياتها والمتمثلة في أنها لا تخلق وعيا لدى المتلقي و بالتالي لا تخلق جمهورا و لا تستطيع من خلال هذا الجمهور ان تؤدي الرسالة أو توصلها للجمهور .