الرياض / متابعات :يعد المطور العقاري عبد الله بن دريويش الحارثي من أشهر الأسماء العقارية في السعودية، إذ يمتلك العشرات من المخططات في عدد من مدن المملكة تصل قيمتها إلى آلاف الملايين من الريالات.والحارثي يعد عصاميا بالدرجة الأولى حيث بدأ حياته مزارعا ثم معلم بناء ليتحول بعدها إلى سوق العقار وينطلق منه إلى عالم الملايين.ويكشف الحارثي الكثير من جوانب حياته، فقد توفي والده وهو في الرابعة من العمر، وعاش يتيما حتى بدأ العمل كمزارع بمجرد بلوغه الثانية عشرة من العمر.ويتابع الحارثي «ظللتُ أعمل في هذا المجال لأكثر من 7 سنوات بعدها قررت ترك العمل في المزرعة والاتجاه إلى محافظة الطائف وبدأت العمل عامل بناء حيث كنتُ أمارس بناء المنازل والتي كانت تبنى من الخشب واللبن، ووجدت عملا جيدا في هذا المجال خاصة بعد أن اشتهرت في أوساط المواطنين حيث كنت أعمل بإخلاص وإتقان وأراقب الله في كل عمل أقوم به».وحول سبب تركه الزراعة يقول الحارثي «أردتُ البحث عن مجال جديد خاصة أن العمل في الزراعة لم يكن مساعدا على توفير الكسب المادي الجيد، خصوصا في ظل رخص الأسعار في ذلك الوقت وقررت ترك القرية والهجرة إلى المدينة وكانت أقرب مدينة لنا هي الطائف».ويضيف «اخترتُ البناء لأسباب أولها أن لدي بعض الإلمام في هذا المجال وثانيها أنه المجال الأرحب لا سيما وأن الطائف كانت مدينة صغيرة جدا وهناك حركة نمو سكاني وتوسع عمراني، أما العمالة في ذلك الوقت فكانت كلها عمالة وطنية من بلاد غامد وزهران وبني شهر وبني عمر وغيرهم من أبناء حرب وقحطان».وحول بدايات دخوله سوق العقار، يكشف الحارثي أن أول مخطط اشتراه كان في منطقة «شبرا» بشارع خالد بن الوليد وكان ذلك في أواخر الثمانينات الهجرية، وكان المخطط عبارة عن 500 قطعة اشتراها من الأشراف ووزعها إلى قطع سكنية باع الواحدة منها بـ500 ريال (الدولار يعادل 3.75 ريال سعودي) فقط، ويستدركالحارثي بالقول: «بعض القطع بعتها بالدين وإلى الآن لم تُسدد قيمتها وقد تنازلت عن ذلك بعد أن عرفت عدم قدرة من اشتروا هذه القطع على السداد».وقطعة الأرض التي باعها الحارثي في ذلك الوقت بـ500 ريال يبلغ سعرها الآن مليون ريالا، إلا أنه حقق فيها أرباحا كبيرة قادته بعد ذلك إلى الملايين.وحول سبب تركه الطائف وانتقاله إلى الرياض، يقول الحارثي إن «المرء يبحث عن مواصلة النجاحات دائما ووجدت أن في منطقة الرياض فرصا عقارية جيدة ولذلك اتجهت إليها وبدأت بشراء الأراضي وعقدتُ العديد من الاتفاقيات مع كبار المسؤولين وعقدنا معهم شراكة وكنا نبيع ونشتري في الأراضي وكانت الرياض في تلك الفترة مقبلة على نهضة عمرانية كبيرة مع بدء الطفرة الأولى في عهد الملك خالد وكان هناك إقبال على شراء الأراضي بعد أن يتم تخطيطها».ويكشف الحارثي أنه كان أحيانا ما يشتري بعض الأراضي دون أن يقوم برؤيتها معتمدا على كلام صاحب الأرض أو دلال العقار، مضيفا: «لقد اشتريت العديد من الأراضي في الدمام والقصيم ولم أرَها وصبرت عليها بعض الوقت ثم قمت ببيعها وربحت فيها أرباحا خيالية لم أتصورها».ويبدي الحارثي رفضه المطلق لإيداع أمواله في البنوك، مشيرا إلى أن ثروته بالكامل موزعة على العقارات بمختلف أشكالها، وأنه أكثر اطمئنانا على أمواله في العقار منها في البنوك، فضلا عن أنه يعتقد أن الفوائد البنكية «ربوية ممحوقة البركة».كما يرفض الحارثي أيضا وبشدة الاستثمار في سوق الأسهم، معللا ذلك بأن «الكثير ذهبوا ضحية هذا السوق الذي عليه الكثير من المآخذ»، ويضيف: «الاستثمار في العقار مضمون والعوائد في هذا المجال تفوق عوائد الاستثمارات الأخرى بمراحل والعديد من رجال الأعمال لم يصلوا إلى مرحلة المليارات إلا من خلال سوق العقار إضافة إلى أن الاستثمار في هذا المجال لا يحتاج إلى مصاريف تشغيل وخلافه».