* لو تريث الناس لوجدوا أن مؤتمر لندن يخدم الغايات والأهداف الوطنية لتقديم الدعم اللازم الذي يساعد في عملية بناء الدولة اليمنية المؤسسية الحديثة ومواجهة التحديات للتغلب على معضلات البناء التنموي الشامل فيها وتحسين المستوى المعيشي للشعب من خلال توفير فرص عمل جديدة يمكن أن تقلص إن لم نقل تقضي على البطالة والفقر وكذا دعم الحكومة اليمنية في محاربة أعمال الإرهاب المختلفة لتحقيق الأمن والاستقرار في الوطن وللمنطقة عموماً في إطار تكامل الجهود المشتركة في مكافحة الأنشطة الإرهابية وتجفيف منابعها، حيث أن الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود تهدد المنظومة الكونية أرضاً وشعوباً ومصالح حيثما وجدت ولهذا تستوجب توحيد الجهود وحشد الإمكانيات والقدرات وتسخير القوة المساعدة على مكافحة الإرهاب وعلى البناء والنماء للدول التي تعاني من المشكلات الاقتصادية لتحقيق القدر الكافي والمساعد على جعلها تتخطى تعقيدات أوضاعها الداخلية وتصبح على استعداد دائم في محاربة الإرهاب لخلق المناخات المناسبة التي توفر الأمن والاستقرار كأحد العناصر الجاذبة للاستثمار.* لقد اثبت الأشقاء والأصدقاء في مؤتمر لندن الخاص بالشأن اليمني الاهتمام الكبير والدعم اللامحدود للحكومة اليمنية لمواجهة كافة التحديات ومشكلات التنمية الاقتصادية وتقديم المساعدات اللازمة على طريق تحقيق الإصلاحات وتجاوز الأزمات ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة عموماً وخاب ظن أصحاب الرهان الخاسر أصحاب الأوهام والأحلام التي تبددت مساءً بعد أن تناقلت القنوات الفضائية أحاديث المؤتمرات الصحافية وما جاء في البيان الختامي لمؤتمر لندن التي كانت كلها تصب في ضرورة دعم اليمن وتأييدهم المطلق لأمن واستقرار اليمن ووحدته وقوته وهو ما أسقط الرهانات والتوجسات والتحذيرات وأثبت مجدداً فشل وعجز البعض في التعامل مع القضايا الوطنية ومصالح الوطن العليا.* ويبقى الباب مفتوحاً لهؤلاء البعض ليستفيدوا من الوقت قبل فوات الأوان للانخراط والمشاركة الفاعلة والإيجابية في الحوار الوطني - تحت سقف النظام الجمهوري والوحدة والشرعية الدستورية - الذي دعا إليه فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي من خلاله ستتم مناقشة كافة القضايا والبحث فيها ووضع الحلول والمعالجات التي من شأنها الوصول إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي المنشود.* وكم نتمنى لهؤلاء أن يدركوا أهمية الوقت وحاجتهم الضرورية للتواجد تحت قبة مجلس الشورى في هذا الإطار الحواري الوطني الشامل ليكونوا بحق شركاء في العملية السياسية داخل الوطن فكراً وممارسة وأن تثبت أقدامهم على هذه الأرضية الوطنية الصلبة وتتجنب الانزلاق أقول ذلك من منطلق الخوف عليهم وليس منهم وما دامت الأيادي ممدودة لهم فالاستجابة للعقل والمنطق ضرورة واجبة وعليهم التخلي عن الشطط السياسي وليكف البعض عن مقامرته على (حبل دامر).* إن المصلحة الوطنية والانتماء الوطني فوق كل المصالح والانتماءات الحزبية والمناطقية الضيقة ومن أجل ذلك يتطلب الأمر تحكيم العقل والعودة عن القرارات المستعجلة التي لا تخدم سوى أصحاب النفوس الضيقة والأهواء الشخصية، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح وهي فرصة متاحة لإثبات الذات الوطنية بالحضور والمشاركة الإيجابية والتسجيل الفعلي للوجود في عملية حوارية سياسية تهم الشأن الوطني وتسهم في حلحلة الأزمة إن كانت النوايا جادة وصادقة من خلال القبول والتفاعل مع الآخر على المحك الحقيقي تحت قبة مجلس الشورى لإنتاج توافق وطني تحت سقف الثوابت الوطنية بما يخدم المصالح العليا للوطن والمواطن.8 لقد تفهم الأشقاء والأصدقاء ما تمر به بلادنا من مؤامرات تستهدف إضعافها وإفشال العملية السياسية والاقتصادية ولهذا كان التأكيد واضحاً وصريحاً على دعم ومساعدة الحكومة اليمنية لتجاوز التحديات التي تواجهها، فإذا كان هذا هو موقف الأشقاء والأصدقاء فكيف يمكن أن يكون موقف شركاء الحكومة في العملية السياسية داخل الوطن ما لم يكن داعماً ومساعداً والأمر سيكون في غاية الوضوح وحينها تسقط ورقة التوت.. وستتمزق الأقنعة المزيفة.. فهل يستجيب هؤلاء أم ننتظر ونقول إن غداً لناظره قريب.؟
مؤتمر لندن خدم الغايات الوطنية
أخبار متعلقة