(فودجا)
فودجا مدينة إيطالية و عاصمة مقاطعة فودجا بإقليم بوليا جنوبي البلاد ، يبلغ عدد سكانها 153.665 نسمة ، و هي ثالثة كبرى مدن الإقليم ، و الرابعة والعشرين على الصعيد الوطني.ويرجع أصل اسمها لكلمة fovea اللاتينية بمعنى حفرة ، و رغم استيطان المنطقة منذ العصر الحجري الحديث و وجود مستعمرة إغريقية اسمها أرغوس هيبيوم بالقرب منها ، فإن أول وثيقة تدل على وجود المدينة الحديثة تعود للعام 1000 و بحسب الأسطورة ، وجد المستوطنون الأوائل و هم فلاحون لوحة تصور السيدة مريم في مستنقع مشتعلة بثلاثة شعلات (تتمثـّل في شعار المدينة) .كانت المنطقة مستنقعية و غير صحية ، جـُففت جزئياً في عهد الكونت النورماني روبيرتو الغويسكاردو ، و الذي قام بتعزيز نمو المدينة الاقتصادي و الاجتماعي ، كانت المدينة مقر هنري كونت مونتي سانتانجلو خلال العشرين سنة الأخيرة من القرن الحادي عشر . و بنى غولييلمو الثاني ملك صقلية كاتدرائية هناك في القرن الثاني عشر ، و كذلك وسع المدينة .وبنى فريدريك الثاني قصراً في فودجا عام 1223 ، غالباً ما أقام فيه . كما كانت مقر بلاطه و جامعته التي ضمت علماء من أمثال الرياضي ميكيلي سكوتو ، و لكن لم يبق منها الآن سوى القليل .وبنى ألفونسو الخامس ملك اراغون فيها قصرا جمركياً عام 1447 لتحصيل الضريبة من مربي الأغنام المحليين ، و لكن هذا سبب تراجع الاقتصاد المحلي و تدمير الأرض تدريجياً ، التي عادت لتكون مستنقعية مرة أخرى.وقدأصاب مدينة فودجا زلزال في عام 1456 ، و عاود ضربها الأعوام 1534 ، 1627 و 1731 ، و قد دمـّر الأخير أكثر من ثلث المدينة . روج آل بوربون بعض النمو الاقتصادى بدعم زراعة الحبوب في منطقة كابيتاناتا و إعادة بناء جزء كبير من المدينة .وفي القرن التاسع عشر ، شيدت في فودجا محطة للسكك الحديدية و معالم عمومية هامة . كما شارك أبناؤها أيضاً بالحركة التي قادت للإنضمام لإيطاليا في عام 1861 .وبحلول عام 1865 ، حدث التحول الحاسم من تقاليد رعي الأغنام لصالح الاقتصاد الزراعي و حُـلـّت المشكلة التاريخية و المتمثلة بقلة الموارد المائية بإنشاء قناة بوليا عام 1924 ، و كانت فودجا آنذاك بالفعل محوراً هاماً بين شمال إيطاليا و جنوبها .و هو الدور الذي دفع الحلفاء لقصفها خلال الحرب العالمية الثانية ، ولا سيما في 22 يوليو و 19 أغسطس 1943 ، فتحولت إلى ركام . و في الأول من أكتوبر استولى الحلفاء على فودجا ، جاعلين إيـّاها معقلاً لهجومهم البطيء نحو شمال شبه الجزيرة . و في عامي 1959 و 2006 ، استلمت فودجا على التوالي ، الميدالية الذهبية المدنية و العسكرية تثميناً لدورها في الحرب العالمية الثانية .ورغم تراجع أهميته نسبياً عما كان سابقاً ، ظل القطاع الزراعي دعامة اقتصاد فودجا الأساسية ، لدرجة أن منطقتها لـُقبت بمخرن قمح إيطاليا .ومعظم الصناعات القليلة المتواجدة مكرسة في التجهيز الغذائي ، كما أن الحرف اليدوية نشطة و متطورة .