معالم وآثار
تعتبر جزر جالاباجوس في الإكوادور أحد أهم المختبرات المفتوحة والمحببة لدى علماء الطبيعة في العالم بأسره خاصة الألمان، وهو الأمر الذي أدى إلى اهتمام العديد من منظمات وجمعيات أبحاث البيئة بهذه الجزر . وفي جزيرة سانتا كروز التي تعد إحدى جزر الأرخبيل التي تتجاوز أعدادها الـ 100 ينتشر نوع من الأشجار يطلق عليه «شيني» نظرا لاحتوائه على مادة فعالة تستخدم في علاج مرض الملاريا وهو الأمر الذي دفع هاينكه يجر باحثة البيولوجيا إلى مناقشة هذا الموضوع وسماع شكوى الفلاحين هناك من انتشار هذه النوعية من الأشجار وتأثيرها في الزراعة. وكانت هذه الأشجار بدأت في النمو في جزر الأرخبيل عام 1946 بعد أن أحضر بذورها أحد الفلاحين وأخذت في النمو حتى بلغ ارتفاعها عشرة أمتار وتميزت بأوراقها العريضة وامتدت لمساحة 12 ألف هكتار دون أي استخدام تجاري. وتسببت هذه الأشجار في زيادة صعوبة زراعة أشجار الموز والبن وتغيرت معها التركيبة البيئية في الجزر وهو الأمر الذي جعل الباحثة الألمانية تعد رسالة دكتوراة عن هذا الموضوع وتبقى في الجزر المطلة على المحيط الباسفيكي والتابعة للإكوادور لمدة تجاوزت ستة أعوام. ويقول كريستوف شينك عضو جمعية حدائق الحيوان والطبيعة، إن الجزر تتيح للعلماء دراسة تأثير الأنواع الغريبة من الكائنات في الحياة الطبيعية ومنها ظاهرة انتشار المعز بصورة رهيبة في هذه الجزر مما يهدد الزراعة بشكل واضح. هذه التغيرات جعلت الجمعية تبذل الجهد في الأبحاث وجمع التبرعات للحفاظ على مظاهر الحياة في الأرخبيل ووجدت العديد من المحبين للطبيعة البكر ومنهم كلاوس رودجر أستاذ الطبيعة الذي سحرته مجموعة الجزر التي زارها قبل 25 عاما ومنذ ذلك الوقت وهو من أكبر المتبرعين للجمعية.