رئيس اللجنة الفنية لإعداد استراتيجية
الدوحة/ متابعات / لقاء: كلثم المندوس دعا الدكتور عبد الله الحمادي، رئيس اللجنة الفنية لإعداد استراتيجية الشباب الخليجي، والمستشار الفني في الهيئة العامة للشباب بدولة قطر والهيئات الشبابية الخليجية إلى ضرورة تطبيق استراتيجية الشباب وإعادة النظر فيما تقدمه من برامج وخطط تخدم هذه الفئة التي تشكل نسبة 50 من المجتمع من خلال تشكيل مجلس يشرف عليه عدد من الاختصاصيين ووضع الخطط العملية. وقال في لقاء مع "شباب الخليج": من واقع خبرتي الطويلة في المجال التربوي والشبابي فإن ثمة اهتمامات لا تزال خافية على المعنيين، وللأسف عدم الأخذ بها سيؤدي إلى نتائج سلبية وخسائر لطاقات بشرية، ووصف الحمادي الهيئات العامة للشباب والرياضة على الصعيد الخليجي بأنها تبذل جهودا ولكن بحاجة إلى خطوات عملية لتعزيزها، لافتاً إلى ضرورة توظيف أبناء اليوم فيها.وفيما يلي نص الحوار:بداية.. أشرت خلال دورة تطوير مقومات العمل في المؤسسات الشبابية إلى استراتيجية الشباب الخليجي التي انتم بصدد تنفيذها، فما مضمونها؟ وما الذي يمكن أن تضيفه إلى المؤسسات الشبابية الخليجية؟ - الاستراتيجية تعتبر خطوة نحو تفعيل دور هذه المؤسسات والشباب في المجتمع، فقد جاءت بدعم من الحكومات الخليجية وبأهمية جهود الشباب في بناء مجتمعاتهم، وتعمل جميع الهيئات الشبابية والرياضية في دول الخليج على وضع هذه الاستراتيجية لتشمل جميع أنشطة الشباب، ومن هذا المنطلق اعددنا دراسة مسحية للتعرف الى واقع الشباب الخليجي وتبين خلالها أن كيفية شغل وقت الفراغ هي ابرز مشكلة يواجهها الشباب، حيث اتضح أن كماً كبيراً منهم لا يعرف كيف يستغل وقته وبنسبة 37 من الشباب و23 من الفتيات فقط يترددن على المؤسسات الشبابية لقضاء أوقات فراغهم، وهذا يعني أن 77 من الشباب و63 من الفتيات لا يدركون دور هذه المؤسسات. والاستراتيجية ترتكز على خمسة محاور وهي: كيف يقضي الشباب أوقات فراغهم؟ وما هي الإمكانات التي يجب أن تتوفر لهم؟ والاهتمام بالموهوبين الشباب وإعداد برامج لهم في المجال الشبابي والرياضي، والعناية بذوي الاحتياجات الخاصة والجانحين، وإعداد القادة المؤهلين لقيادة المؤسسات الشبابية من خلال وضع برامج تطويرية وتدريبية لهم.الأرقام التي ذكرتها تعد مؤشراً سلبياً، برأيك ما أسباب عزوف الشباب عن هذه المؤسسات؟ للأسف هناك نظرة خاطئة لدى الشباب تجاه المؤسسات الشبابية، فمنهم من يعتبرها مقتصرة فقط على الموهوبين والمتميزين، كما أشار بعض الشباب في الدراسة المسحية لأسباب عزوفهم إلى بعد المكان بحيث تكون أنشطة هذه المؤسسات متركزة على العاصمة فيما تتجاهل المناطق النائية التي تعاني من صعوبة المواصلات، بالإضافة إلى عدم استيعاب بعض أولياء الأمور أهمية ودور هذه المؤسسات.وتبين في الدراسة أن ارتياد المؤسسات الشبابية جاء في المرتبة السابعة في سؤال حول كيفية قضاء الشباب لأوقات فراغهم، حيث احتلت مشاهدة التلفاز المرتبة الأولى وبعدها التسوق والمحادثة والانترنت والسياقة. في رأيك هل تخدم الهيئات العامة للشباب والرياضة في دول مجلس التعاون المستهدفين؟ - لهيئة الشباب والرياضة دور بارز ولا أنكر أن هنالك جهوداً تبذل لأجل تطوير العمل الشبابي ولكنها لم تؤده بالشكل المطلوب ولا نزال بحاجة إلى ربط هذه الجهود بالجانب العملي كالتخطيط وإيجاد مجلس لدراسة القضايا الشبابية. وعلى الرغم من وجود اهتمام في جميع مجالات الشباب الثقافية والاجتماعية والعلمية وغيرها إلا أن المشكلة تكمن في غياب التنسيق بين المؤسسات وبرامجها المقدمة، ولا تزال إمكانات المؤسسات الشبابية من دون المستوى المطلوب ولا تخدم طموح الشاب الخليجي، فالموازنات ضعيفة ويلاحظ المنتسب لتلك المؤسسات الفرق بين ما تقدمه له المؤسسة وبين الامكانات المتاحة للأندية والمؤسسات الرياضية، لذا يجب التوازن بين العمل الرياضي والشبابي، وكذلك إعداد أعضاء مؤهلين لمناصبهم وتدريب كوادر مؤهلة لقيادة المؤسسات الشبابية فبعض منهم ليسوا في أماكنهم المناسبة، لأن العمل الشبابي ليس للهواة، انما بحاجة الى مختصين في جوانب فهم السلوكيات وعلم النفس والتربية والتخطيط السليم ودراية في مجالات فنية وإدراك طبيعة العمل الذي يشرف عليه، ولتطوير المراكز الشبابية لا بد من توفير قادة على مستوى عال ومتفرغين لخدمة الشباب وليس لإظهار شخصي فقط.وما أبرز الصعوبات التي تواجهها هذه المؤسسات؟- الصعوبات كثيرة وأبرزها غياب الموازنات فلا تزال تعاني من قلتها ومحدودية الخطط التي غالبا ما تتسم بعدم المرونة في تطبيقها. كيف يمكن تفعيل دور هذه المؤسسات؟ - أعتقد أنه من المفترض تشكيل مجلس داخل المؤسسات يعمل على وضع التخطيط السليم والبرامج والقيام بعملية التغذية الراجعة من خلال المراقبة والمتابعة والتقييم باستمرار للتعرف الى نقاط الضعف أولاً بأول وبهذا التصور سنصل إلى ما نصبو اليه. وأدعو الى عقد اجتماع خاص بوزراء الشباب والرياضة يناقش من خلاله قضية شغل وقت الفراغ لدى الشباب فقط مع الاستماع الى الباحثين والمختصين في المجال الشبابي. ماذا عن الطلبة الموهوبين؟ هل تعتقد انهم وجدوا الدعم الكافي في ظل وجود مراكز خاصة بهم؟ - يعد الطلاب الموهوبون ثروة وطنية وكنزاً لا ينضب في مجتمعنا، بل أحد عوامل نهضته في جميع المجالات، وعن طريقهم يتم استثمار وتطوير الأنواع الأخرى من الثروات، وذلك أن أي عمل ثقافي أو حضاري يقوم أساساً على الفكر والجهد البشري، فهم بما وهبهم الله من تفوق عقلي وقدرات خاصة على الفهم والتطبيق والتوجيه والقيادة والإبداع أقدر العناصر البشرية على إحداث التقدم وقيادة التنمية والتصدي لمعوقاتها وحل مشكلاتها. واعتقد أن المدرسة هي المكان المناسب والملائم لاكتشاف الطلاب الموهوبين ورعايتهم.في اعتقادك هل قدمت مراكز الموهوبين ما يطمح إليه الشباب؟ - مراكز الموهوبين تقوم بدور ولكن يلاحظ أنها تطبق الفكرة التعليمية اكثر من تنمية الهوايات لأن غالبية المشرفين من المعلمين، الأمر الذي يحتم علينا ضرورة استغلال ما لدى هذه الفئة من مواهب وقدرات عقلية متميزة استغلالاً تربوياً أمثل، وتوفير المشرفين والمختصين بذلك وتوفير البرامج الملائمة لهم والتي تفي باحتياجاتهم. في رأيك، لماذا تعد مشاركة الفتاة الخليجية ضعيفة في المؤسسات والملتقيات الشبابية؟ - بالفعل مشاركة الفتيات تعد ضعيفة مقارنة بالشباب حيث تبين في الدراسة مشاركتهن بنسبة 23 في المؤسسات الشبابية، والأسباب ترجع إلى العادات والتقاليد وعدم تفهم بعض أولياء الأمور لدور المؤسسات مع العلم انه لا يوجد ما يمنع التحاقهن وممارسة أنشطتهن مع الالتزام بالعادات.