أحمد محسن أحمد قصة (الرجل النحس) هي قصة حقيقية.. كنت في الزمن القديم رئيساً لنادي شمسان الرياضي!.. وكان المرحوم/ محمود صادق (رحمه الله) المعروف في مدينة المعلا بحبه لنادي شمسان.. وهو كان من أبرز لاعبي الجزيرة (سابقاً) شمسان (حالياً)!..وخلال تحملي مسئولية رئاسة النادي.. كان المرحوم/ محمود صادق لايوافق على اختيار الادارة لمدرب معني للعبة كرة القدم اعتادت على ذلك المدرب ادارة النادي لاعتبارات معينة!.. لكن المرحوم/ محمود بعد كل هزيمة للفريق يجىء إلى عندي ويقول لي جملة واحد لاغير.. هي.. أنا قلت لك يا... (أبو محسن) ان هذا المدرب نحس (نحسه) على نادينا ثقيل؟!.. وكنت أضحك من كل قلبي للتعبير المبسط لاخفاق المدرب والفريق.. وكنا في حالات نغير ونعيد النظر في المدرب.. لكننا نضطر مجدداً للعودة إليه؟!ورحل الرجل الطيب الذي عرفنا فيه الحب والولاء والصدق في مسيرة حياته.. وظلت فكرته تلازمني طوال عملي الرياضي.. باختلاف بسيط في المفهوم.. فالنحس عندي هو احساس الكل أو البعض بان هذا المدرب أو الاداري شؤم على الفريق أو النادي!.. والشؤم أو النحس هو احساس يتولد عن عندما تتكون فكرة عدم الاقتناع بالمدرب (مثلاً) أو الاداري لانه رجل غير مقبول ومرفوض من الكل.. لكنه يفرض نفسه.. ولأن هناك- في هذا الزمن- فراغاً كبيراً لابتعاد الكفاءات الحقيقية وخلو الساحة من أبناء الحركة الرياضية الشرعيين وجد الرجل النحس الميدان فاضياً (يبترع) فيه كيفما شاء؟!.. ولازمني هذا الامر أو الاحساس في رحلة عذابي الطويلة في المجال الرياضي.. حتى عندما تحملت مسؤولية أمانة السر العامة للاتحاد العام لكرة القدم.. وفهمت المسألة بشكل آخر!.. فالرجل النحس.. أو الرجل الشؤم.. هو الذي يريد ان يفرض قناعات معينة ويلغي حق الآخرين.. فيبدأ هو في التمترس خارج المجموعة والمجموعة تنظر اليه وكأنه مفروضاً عليهم!.. رجل يحمل احساس الكراهية للآخرين ولايحب إلا نفسه.. لديه أسلوب لايضاهيه فيه أحد.. ولديه أساليب و وادوات تجعل الأخرين يقبلونه بالاكراه كأمر واقع؟!.. لكنه لايمتلك الرباط الوثيق معهم. ذلك الرباط الذي يجعله جزءاً منهم وهم يشعرون بأنه عنصر مكمل للمجموعة التي تحشد طاقاتها للصالح العام!.. أما هو.. أي الرجل النحس فإنه عادةً مايغرد خارج السرب؟!.. في هذا الزمن بدأت صورة الرجل النحس تظهربشكل أوضح وتشاهدها وتتلمس أطرافها في الأندية وفي الاتحادات الرياضية؟!.. ففي الأندية.. تجد الرجل النحس يحسب نفسه في قفص نحسه وشؤمه الذي يودي) النادي إلى التهلكة؟!.. وهو ولاتهتز له شعرة.. الكل يبكي انهيار البناء الذي شيد بسواعد محبي النادي.. وهو ينظر إلى الجميع وكأنهم يبكون على ناد آخر؟!.. وفعلاً حدث هذا ورأينا ذلك النوع من الرجال يصرون على تمسكهم بالمسؤولية رغم شعورهم بأن وجودهم غير مقبول من قبل بقية الأعضاء.. وبدلاً من أن يرحم ناديه ويفسح المجال أمام من هم أجدر منه يصر على ان يبقى مفروضاً وفارضاً نفسه على النادي الذي ابتلى بنحسه وشؤمه؟!وفي الاتحادات الرياضية.. هناك النمط نفسه الذي اشرنا اليه.. كونهم (فرضوا) وكونوا لهم جيوباً نحسية في أنديتهم قبل رحيلهم وترحيلهم (طرداً إلى أعلى)؟!.. أصبحوا الآن وفي هذه الايام يتصفون بصفات قريبة وجديدة ولاتبتعد في المعنى العام عن الصفة (النحسية) أو (الشؤمية) التي عرفوا بها عندما كانوا في أنديتهم سابقاً.. فنقلوا ورحلوا معهم نحسهم إلى الاتحادات!.. هم هذه الايام يحملون القاباً وصفات أكثر قبحاً وبشاعة.. فقد أصبحوا بلاء.. وشقاء.. ومصايب الرياضة اليمنية!.. أجارنا الله من بلاويهم ومصايبهم.. ونكباتهم التي عرفوا بها في أنديتهم وترقوا إلى أعلى في السلم اليمني الرياضي العريق ؟!
أخبار متعلقة