تصريحات غيتس جاءت مناقضة لتصريحات متقي بقرب التوصل لاتفاق .
أنقرة/ متابعات :شككت الولايات المتحدة في إمكانية إبرام اتفاق قريب بين إيران والقوى الغربية ودعت للرد إذا لم تلتزم بالعرض المقترح كما ورد. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في تصريحات صحفية في أنقرة «إذا كانوا مستعدين لقبول الاقتراح الأصلي لمجموعة 5+1 وهو تسليم 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب لديهم مرة واحدة إلى طرف يتفق عليه فأعتقد أنه سيكون هناك رد على هذا الأمر». واعتبر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخذ خطوات غير مسبوقة واصفا الرد الإيراني حتى الآن بأنه «مخيب للآمال». ولوح غيتس بالعقوبات قائلا «الواقع يقول إنهم لم يفعلوا شيئا لطمأنة المجتمع الدولي إلى استعدادهم للامتثال لمعاهدة حظر الانتشار النووي أو وقف تقدمهم في صنع سلاح نووي، ولذا أعتقد أن دولا عدة بحاجة للتفكير فيما إذا كان الوقت قد حان لاتباع نهج مختلف». وذهب مستشار الأمن القومي جيمس جونز إلى حد تحذير الجمهورية الإسلامية من تشديد العقوبات والعزلة الدولية إذا لم تحد قيادتها عن موقفها. ويأتي رد الفعل الأميركي مناقضا لتصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الذي توقع اتفاقا قريبا بشأن تبادل اليورانيوم. فمتكي قال إنه سيناقش هذا التبادل أمس السبت مع المدير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية على هامش مؤتمر ميونخ للأمن والسلام.لكنه أكد ضرورة أن يترك لإيران تحديد الكميات التي ستتم مبادلتها بناء على احتياجاتها. وأوضح أن بلاده ستقوم بتسليم يورانيوم مخصب بنسبة 3.5 % وتحصل مقابل ذلك على يورانيوم مخصب بنسبة 20 % لاستخدامه في مفاعل طهران الذي ينتج النظائر الطبية المشعة. ودعا إلى ضرورة التأكد من أن كلا الطرفين وفى بالتزامه لافتا إلى أن إيران تدرك أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر كي ينتج شركاؤها في المفاوضات الوقود المخصب بنسبة 20 % واللازم للمفاعل المذكور. ولم يشذ الموقف الألماني عن مثيله الأميركي حيث اعتبر وزير الخارجية جيدو فيسترفيله أن طهران لم تنجح حتى الآن في تبديد شكوك الغرب في استعدادها لتقديم تنازلات ذات معنى، قائلا إن «يدنا لا تزال ممدودة لكنها حتى الآن ممدودة في الهواء». وطالب فيسترفيله خلال لقائه متكي في مؤتمر ميونخ بضرورة التزام لوائح الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقديم رد على القضايا العالقة بشأن برنامجها النووي. من جهته طالب الاتحاد الأوروبي بالرد على اقتراح الوكالة الدولية للطاقة في مسألة إعادة تزويد مفاعل الأبحاث في طهران بالوقود. أما روسيا فحثت طهران على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف على قبول العرض ملمحة إلى إمكانية اتخاذ موقف أشد إن لم تتصرف بشكل بناء، فيما أعرب نظيره الصيني يانغ جايتشي عن أمله بالتوصل لحل مقبول، داعيا إلى التحلي بالصبر وتبني سياسة عملية أكثر مرونة. يذكر أن صفقة مبادلة اليورانيوم نوقشت لأول مرة العام الماضي بين إيران وست دول كبرى ترى أن هذه الطريقة وسيلة لضمان عدم قيام طهران بتخصيب اليورانيوم الموجود لديها إلى مستوى يجعل من الممكن استخدامه في صنع قنبلة نووية. ولكن طهران التي تنفي أي نية لها لإنتاج قنابل، قالت إنها تقبل فقط أن تتم عملية تبادل اليورانيوم داخل أراضيها وليس خارجها كما يقتضي العرض الغربي.