السلطات الباكستانية تفرج عن 5000 معارض اعتقلوا بموجب حالة الطوارئ
إسلام آباد / 14 أكتوبر / رويترز / وكالات :أيام قليلة تفصل أحزاب المعارضة الباكستانية عن مؤتمر جميع الأحزاب الذي دعت إليه لدراسة رد جماعي على تمسك الرئيس برويز مشرف بفرض حالة الطوارئ.ويتوقع أن تلوح المعارضة بمقاطعة الانتخابات العامة، مستبعدة أن تكون حرة ونزيهة في ظل الطوارئ وبقاء الجنرال مشرف في السلطة.وكانت رئيسة حزب الشعب بينظير بوتو قد دعت أحزاب المعارضة إلى المؤتمر دون تحديد موعده له في إطار تسريع الجهود لتشكيل جبهة موحدة ضد مشرف، الذي يصر على عقد الانتخابات العامة تحت مظلة الطوارئ لا سيما بعد الدعم الأميركي الذي لقيه عقب الزيارة الأخيرة لجون نيغروبنتي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لباكستان.بوتو التي اتهمت الحكومة بالبدء بإجراءات تزوير الانتخابات المقبلة، قالت إن خيار مقاطعة الانتخابات أمر وارد، نافية في المقابل أي إمكانية للحوار مع الجنرال مشرف الذي قالت إن الرئيس الأميركي جورج بوش متمسك بوجوده على رأس السلطة في باكستان.مواقف بوتو وتصريحاتها الأخيرة شجعت بقية أحزاب المعارضة على المضي قدما نحو فكرة تشكيل جبهة موحدة ضد مشرف.رئيس حزب رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف المكلف في إسلام آباد راجا ظفر الحق وصف تصريحات بوتو الأخيرة بالإيجابية، مضيفا في حديثه للجزيرة نت أن حركة استعادة الديمقراطية التي تضم حزبه إلى جانب الأحزاب الإسلامية ترحب بالمشاركة في مؤتمر جميع الأحزاب.واستبعد ظفر الحق أي إمكانية للقاء تحدثت عنه وسائل الإعلام الباكستانية بين مشرف ونواز شريف في المملكة العربية السعودية.وكانت صحيفة (ذي نيوز) نقلت عن مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن مشرف سيسعى أثناء وجوده بالسعودية للقاء شريف حاملا معه غصن الزيتون بعد أن وصلت محادثاته مع بوتو إلى طريق مسدود.ويعتقد أن حكومة مشرف تسعى بكل الوسائل لإقناع أحد أحزاب المعارضة الكبيرة بخوض الانتخابات العامة المقررة في بداية يناير المقبل لإضفاء نوع من الشرعية والمصداقية عليها،لا سيما أن جميع أحزاب المعارضة رفضت المشاركة في اجتماع لجنة الانتخابات الأخيرة لوضع النقاط على الحروف بشأن ميثاق شرف الانتخابات العامة، واقتصر الحضور على مندوبي الحزب الحاكم فقط.وفي سياق تحرك المعارضة أعلنت حركة استعادة الديمقراطية أن يوم الجمعة القادم سيشهد مسيرات احتجاجية جديدة ضد مشرف والطوارئ التي فرضها، في حين لا يزال الشارع الباكستاني يدفع ثمن غياب الاستقرار السياسي في بلاده.في غضون ذلك قالت وزارة الداخلية الباكستانية أمس الثلاثاء إنها بدأت الإفراج عن أكثر من 5000 من المحامين والمعارضين والنشطاء الحقوقيين الذين اعتقلوا بموجب حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس برويز مشرف قبل نحو أسبوعين. وقال جاويد اقبال تشيما المتحدث باسم وزارة الداخلية خلال مؤتمر صحفي إنه جرى اليوم (أمس) إطلاق سراح نحو 3400 معتقل وإن نحو 2000 آخرين سيفرج عنهم قريبا. وذكر محللون أن مدى هذا التخفيف سيتضح إذا بدأت السلطات إعادة اعتقال أشخاص لتنظيمهم مسيرات انتخابية قد تتحول إلى احتجاجات مناهضة لمشرف. وقال تشيما "في الوقت الذي تعتبر فيه الاحتجاجات السلمية جزءاً من العملية الديمقراطية .. إلا أنه لا ينبغي للحكومات الاتحادية والإقليمية التسامح مع أي محاولة لإثارة الاضطرابات قبل الانتخابات." ومع تزايد عزلته في الداخل توجه مشرف إلى السعودية أمس تاركا خلفه تكهنات بأنه سيتواصل مع عدوه اللدود رئيس وزراء باكستان السابق نواز شريف الذي أطاح به في انقلاب عسكري عام 1999 ويعيش حاليا في المنفى بمدينة جدة السعودية. وأعلنت اللجنة الانتخابية الباكستانية أمس ان الانتخابات البرلمانية ستجري في الثامن من يناير وهو الموعد الذي اختاره مشرف لكن الجنرال الذي تراجعت شعبيته تلقى تحذيرات من ان الانتخابات ستفقد مصداقيتها إذا لم ترفع حالة الطوارئ. وشطبت المحكمة العليا الباكستانية وبها كثير من القضاة المقربين من الحكومة الاثنين خمسة من ستة طعون في شرعية إعادة انتخاب مشرف الشهر الماضي وستنظر في السادس يوم الخميس. وتعهد مشرف بالتنحي عن قيادة الجيش وأداء اليمين كرئيس مدني بمجرد أن تمهد المحكمة العليا الطريق أمامه لذلك.