أقواس
أثمار علي قاسم:كتاب رحلة الى العربية السعيدة عبر المحيط الشرقي ومضايق البحر الاحمر لمؤلفه الفرنسي دي لورك واحد من كتب ادب الرحلات كتب وترجم بلغة سلسة مبسطة حيث يتحدث مؤلف الكتاب وهو قبطان بحري عن اول الرحلات الفرنسية الى اليمن في الفترة 1708م 1710م جميع محتويات الكتاب عبارة عن رسائل كتبها المؤلف الى الكونت بون شار تران وزير الخارجية الفرنسي في ذلك الوقت الذي قام بتمويل هذه الرحلة . يتحدث الكتاب عن الطريق من فرنسا الى اليمن واصفاً وصفاً دقيقاً البلدان والجزر التي مروا فيها وكذا المصاعب التي اعترضتهم حتى وصولهم الى ميناء عدن حيث استقبلهم حاكم عدن بحفاوة بالغة والمساعدة التي تلقوها من حاكم عدن للوصول الى المخا الذي كان يعتبر الميناء الرئيسي لتصدير البن للعالم الخارجي وهو السبب الرئيسي من رحلة الفرنسيين لليمن وجاء في مذكرات القبطان الفرنسي انه في الثالث من يناير 1709م تم الرسو في طريق المخا واصفاً المرفأ انه يتكون من عنقين ضيقين من اليابسة محدبين مثل القوس تشبه الهلال بالضبط وقد وصف المدينة بانها محاطة بالاسوار على الطريقة القديمة نصفها من الحجر والنصف الاخر من الطين ولها اربع بوابات مع عدة ابراج بمدافع عليها ويبلغ عدد سكان المدينة (10) الف نسمة اغلبهم من المسلمين عدا بعض اليهود والارمن الفقراء الذين يعيشون في حي منفصل . كما تحدث مؤلف الكتاب كذلك عن المعاملات التجارية التي كانت في ذلك الوقت والضرائب المفروضة على البضائع وكيف تمت في هذه الرحلة توقيع اتفاقية بين حاكم المخا وشركة القديس مالو الفرنسية حيث تكونت تلك الاتفاقية من عشرة بنود ونجاح هذه الرحلة التي كان الهدف الاساسي منها شراء البن من اليمن مباشرة . بعد ذلك تم التطرق للرحلة الفرنسية الثانية 1711-1713م والتي كانت للغرض ذاته وهو تجارة البن وكيف حضي قبطانه هذه الرحلة بترحيب من قبل حاكم المخا وعن استدعاء امام اليمن لطبيب السفينة الفرنسية لمعالجته وقد بداء رحلتهم من المخا الى تعز تم ذمار وصولاً الى قصر المواهب الذي يعيش فيه الامام وصفوا البساطة التي يتصف بها ذلك القصر وعن الحفاوة والتكريم اللذين حظوا بهم من قبل الامام وقد خصص في هذا الكتاب فصلاً للحديث عن شجرة البن واصفين اياها بدقه من حيث حجمها ولونها وكذا عن انتشار البن من اليمن الى الحجاز ومصر وتركيا واوروبا والجدل الكثير الذي اثير حولها المحاولة منع شربها وكيف ان اقبال الناس على شربها حال دون ذلك . واجمالاً يمكن القول ان هذا الكتاب يعد من امتع كتب الرحلات التي كتبت .