مقتل عشرة في غارات أمريكية والصدر يطلب من أتباعه الصبر
مشاهد من الحزن الذي يعيشه العراقيون جراء الغارات الأمريكية
واشنطن/14 أكتوبر/ رويترز: شدد البنتاجون من تحذيراته بشأن إيران أمس الجمعة قائلا ان طهران عززت دعمها للميليشيات العراقية وان واشنطن لديها خيارات عسكرية بوسعها أن تستخدمها لإجبار إيران على التوقف. وقال الأميرال مايكل مولين رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة ان الجيش لديه دليل على ان إيران تمد المتمردين العراقيين بأسلحة جديدة رغم تعهد طهران للحكومة في بغداد بأنها ستوقف مثل هذا الدعم. وقال مولين «تعهدت الحكومة الإيرانية بوقف مثل هذا النشاط منذ بضعة أشهر.»، وأضاف «من الواضح بجلاء أنهم لم يفعلوا. يبدو في الواقع أنهم سلكوا الطريق الأخر.»، كما قال مولين انه «قلق بشدة» إزاء أنشطة إيران في مختلف أنحاء المنطقة بما في ذلك دعمها لحزب الله وحماس. وقال مولين ان الولايات المتحدة ستواصل الاعتماد على الجهود الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها من الجهود غير العسكرية لتشجيع إيران على تغيير أنشطتها في العراق وغيره من الدول لكن البنتاجون لديه خيارات عسكرية يمكنه النظر فيها. وقال مولين للصحفيين في البنتاجون «عندما أقول أني لا أريد استبعاد أي خيار عسكري من على الطاولة فإن ذلك بالتأكيد أكثر من كونه يعني أن لدينا خيارات عسكرية.، «ذلك النوع من النشاط الخاص بالتخطيط مستمر منذ فترة طويلة. اعتقد انه سيستمر لبعض الوقت في المستقبل.» ميدانياً أعلن الجيش الأمريكي أمس الجمعة انه قتل عشرة مقاتلين في ضربات صاروخية شنتها طائرات هليكوبتر وفي معارك برية شهدها شرق بغداد الليلة قبل الماضية. وقالت مصادر بمستشفيين في حي مدينة الصدر ببغداد إنهما استقبلا جثث 11 شخصا قتلوا في غارات جوية وان جميعهم رجال. وقالت المصادر إن 74 آخرين منهم تسع نساء و12 طفلا أصيبوا. وقال الجيش الأمريكي في بيان ان جنودا قتلوا ثلاثة مقاتلين كانوا قد شنوا هجوما عليهم بقذائف المورتر. وقتلت غارتان شنتهما طائرتان هليكوبتر على متشددين كانوا يهمون بزرع شحنات ناسفة على جانبي الطريق ستة أشخاص وقتل شخص في غارة ثالثة. على صعيد أخر تراجع الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر عن مواجهته مع الحكومة العراقية أمس الجمعة وطلب من أتباعه الصبر على الالتزام بوقف إطلاق النار الهش وعدم الدخول في معارك مع القوات الحكومية وذلك طبقا لبيان تلي في جامع بالعاصمة العراقية بغداد. وقال الصدر مخاطبا أتباعه في بيان قرأه نيابة عنه الشيخ مهند العذاري أمام جامع الحكمة في مدينة الصدر أثناء صلاة الجمعة «كنتم خير ملتزمين وصبرتم على قرار التجميد وطعتم قائدكم حق طاعته وأتمنى ان تستمروا على صبركم وإيمانكم.» ويمكن لبيان الصدر ان يهدئ قليلا من التوترات حيث تقاتل ميليشيا جيش المهدي التابعة للصدر القوات الأمريكية والعراقية منذ ان شن نوري المالكي رئيس وزراء العراق حملة أمنية على الميليشيات قبل شهر في مدينة البصرة بجنوب العراق. وجاء بيان الأمس بعد أقل من أسبوع من تهديد الصدر الزعيم المناهض للولايات المتحدة «بحرب مفتوحة حتى التحرير» إذا استمرت هجمات القوات الحكومية التي تدعمها القوات الأمريكية على أنصاره. لكن في بيان الأمس قال الصدر انه حين هدد بحرب مفتوحة كان يعني حربا مع الأمريكيين لا مع القوات العراقية حربا ضد المحتل لا ضد « إخواننا العراقيين». وقال الصدر في بيانه ان الحرب المفتوحة التي هدد بشنها « قصدنا حربا ضد المحتل ليس إلا فلا حرب بيننا وبين إخواننا العراقيين مهما كان جنسهم أو طائفتهم أو عرقهم.»، وأضاف «وفي نفس الوقت أوجه كلامي إلى القوى الحكومية الأمنية والقوى السياسية بالقول نحن نريد تحريركم من المحتل ونريد حكومتنا ذات سيادة كاملة غير مشكوك فيها.»