أقواس
أحمد زكي عبدالرحمن عاش يتيماً، لكنه مات عزيزاً دافئ الفراش في 27/مارس/2005م.حياة هذا الفنان كانت مليئة بالمنعطفات السياسية والثقافية التي آثرت فيه كما اترت على مجريات الفن السابع في مصر والعالم العربي.. فهو صاحب الأعمال الفنية الرائعة التي اشتغل بها ولم يكن يطرح في حسابه الجانب المادي وكان يرى أن كل عمل ناجح انما يقاس بمقدار إسهامه في حمل قضية ما ذلك أن الأحداث التي عصفت بالأمة كانت بحاجة إلى إسهام فن السينما في بلورة رؤية عنها وقد عمل زكي على ذلك من خلال أفلامه ومنها فيلم ناصر 56 الذي عبر إلى كل بيت في المعمورة ووصل حتى إلى تل ألبيب مما آثار حفيظة إسرائيل حيث كتب احد كتابها قائلاً: “إن الآمة التي تحاصرنا لن تنسى مافعلت إسرائيل بها حتى بعد رحيل عبدالناصر”.احمد زكي الفنان والأب الحنون كان حضاناً للمواهب الشابة قال عنه الكثير من النجوم الشباب انه الوالد الحقيقي والمرجع الأساسي والمثل الذي يقتدى به في مسيرة الكفاح والوصول إلى المرتبة العليا.فالكثير من النقاد أوضحوا أن احمد زكي منذو ونعومة أظافره تجرع مرارة اليتم والحرمان لكن زكي وبفضل الوعي المتأصل في وجدانه حوله إلى إنسان مبدع ملأ الدنيا وشغل الناس في حياته ومماته وبسبب ظروفه المادية تلقى تعليمه في مدرسة صناعية وكانت هذه الدراسة عقبة كبيرة في توقه لدراسة التمثيل، فضلاً عن تكوينه الجسمي وملامحه العادية.لكن إصراره على بلوغ الهدف جعل الصعب سهلاً واقنع إدارة المعهد العالي للفنون المسرحية بقبلوه عندما أدى عملاً مسرحياً مع عدد من زملائه وفي المعهد أصبح الأول على دفعته في العام 1973م.شارك في العديد من الأعمال المسرحية في القاهرة ولفت الأنظار إليه في مسرحية” النار والزيتون” وأصبح في دائرة الضؤ من خلال مشاركته في مسرحية”.مدرسة” المشاغبين” وأصبح كل من شارك فيها نجوماً في الكوميديا بعدها جاءت مسرحية “ العيال كبرت” بعدها شق احمد زكي طريقه بعيداً عن الكوميديا وأتجه إلى تنويع الشخصيات التي يمثلها، وهكذا صار النمر الأسود ممثلاً شاملاً كل أنواع الدراما الكوميدية والتراجيدية.وخلال مشواره الفني الذي يقدر بنحو 20عاماً جسد احمد زكي العديد من الشخصيات السياسية لزعماء مصر كجمال عبدالناصر والعدوان الثلاثي عليه عام 56 ايضاً فيلم “ أيام السادات” الذي جسد الحراك السياسي بعد رحيل عبدالناصر واظهر حكم أنور السادات على حساب الناصريين والانتصار المجيد في حرب 6 أكتوبر، ذا خيراً فيلمه الذي ضحى بصحته وراحته ليخرجه إلى دور العرض وهو فيلم عبدالحليم حافظ “ حليم” الذي أدى إلى نهاية الأسطورة “ احمد زكي” وراحت جنازته تنهي الفيلم الذي بدأه احمد زكي.حصل الفنان احمد زكي على العديد من الجوائز منذ أن كان في المدرسة الصناعية عام 1974م فقد نال أول جائزة عن دوره في مسرحية على مستوى مدارس جمهورية مصر العربية كما تسلم عام 1978م جائزة من الرئيس أنور السادات عن دوره في فيلم “ العمر لحظة” ايضاً في نفس العام جائزة أحسن ممثل عن فيلم “ وراء الشمس” وقد انتهى حفل التكريم بهذا العلم الفني عام 2003م، عندما تم منحه جائزة الإذاعة والتلفزيون عن فيلم “ معالي وزير”.