هالة صدقي : الدراما التليفزيونية تحولت إلى تجارة فضائية
القاهرة : 14 اكتوبر :وكالة الصحافة العربيةكانت تحلم بالمرور أمام كاميرا المخرج العالمي يوسف شاهين، فإذا به يرشحها لفيلمين من إخراجه والغريب أنه حدثت خلافات حادة بينها وبين المخرج العالمي بسبب حذفه عدداً من مشاهد دورها في فيلم (هي فوضى).. وهي تنتظر حالياً عرض فيلمها العالمي (الإسكندر الأكبر) والذي تجسد خلاله دور الملكة أولمبيا أم الإسكندر الأكبر، خاصمت التليفزيون حزينة على حال المسرح..إنها الفنانة هالة صدقي وكان هذا الحديث: [c1] *الكثير يرى أن أفلام شاهين تعيش مع الزمن ولا تحقق نجاحاً وقتياً أو سينمائية.. ألم يكن هذا يقلقك؟ [/c]- على الإطلاق.. لم أكن قلقة من هذا المفهوم ولكن يمكن القول إذا كانت أفلام يوسف شاهين معروفاً عنها يقلة الحضور الجماهيري، فإن هذا الفيلم تحديداً كنت متأكدة أن له جماهيرية وقتية عند عرضه لأنه فيلم سهل ومفهوم وأيضاً فيلم جماهيري في المقام الأول لأنه يمس الإنسان المصري بقوة واعتقد أنه يمثل عودة جماهيرية لأفلام شاهين بدليل الإيرادات الكبيرة التي حققها.[c1] نقلة فنية[/c][c1]*هل أعدت اكتشاف نفسك سينمائياً من جديد بدليل الحضور السينمائي المميز مع شاهين وإيناس الدغيدي؟[/c]- أنا سعيدة جداً بما حققته أفلامي الأخيرة من نجاح فني وجماهيري عند عرضها وتكمن سعادتي في أن هناك إشادة نقدية لأدواري.. كما أنها كانت تمثل لي وجوداً قوياً وأحدثت نقلة فنية في مشواري الفني، برغم أنني لم أكن متوقعة رد الفعل الذي أحدثه عرض أفلامي بالنسبة لي واعتبرها عودة جيدة وقوية لي في السينما.[c1]* وماذا عن أفلامك القادمة؟[/c]- فيلمي القادم بعنوان (ذهب الليل) تأليف وإخراج د. عصام الشماع والفيلم يتحدث عن الأطفال، لأن هؤلاء الأطفال الآن مختلفون تماماً عن أطفال زمان الذين كان كبيرهم برنامج (ماما سميحة) أما اليوم فهم يدخلون على الإنترنت ويلعبون على الكمبيوتر ويملكون عقلية وطرق وأساليب تفكير عالية المستوي ومن وجهة نظري هؤلاء الأطفال قد كبروا قبل الأوان، ومن خلال الفيلم نبحث عن مشاكل هذه النوعية من الأطفال ونبحث عن مشاكلهم ونبحث أيضاً عن قوانين من أجل توفير الحماية لهؤلاء الأطفال أو أولادنا بدلاً من وقوعهم في المشاكل والأزمات والأخطار التي من الممكن أن يتعرضوا لها.[c1]صعوبات جمة [/c][c1]* هل أنت محظوظة سينمائياً بدليل زيادة أعمالك السينمائية خلال الفترة الأخيرة؟وماذا عن التليفزيون؟[/c]- جلست في بيتي ثلاث سنوات بلا عمل وكنت خلالها لا أعرف كيف تكون العودة وماذا أقدم.. هل سينما أو تليفزيون أو الاثنين معاً.. فقد واجهت صعوبات جمة من كثرة الأعمال التي عرضت على، دون أن أجد فيها شيئاً أو عملاً له قيمة وعشت صراعاً طويلاً مع نفسي لأن كل ما كان يعرض على أجده ضعيفاً ودون المستوي وهي أعمال من المستحيل أن أقدمها، كما أن عدم الظهور تليفزيونياً -كما يقال - يفيدني سينمائياً في أنني وجه غير محروق، فتحققت تلك المعادلة دون أن أكون قد خططت لها وعندما قدمت فيلم شاهين الأول (إسكندرية - نيويورك) ثم فيلم المخرجة إيناس الدغيدي (ماتيجي نرقص) وجدت هناك حباً من الجماهير ووجدت كثيرين يسألون عني وقررت أن أركز الفترة القادمة من خلال السينما لأنني ضد الأعمال التليفزيونية في الوقت الحالي.[c1]*وما سبب غضبك من الدراما التليفزيونية حالياً؟[/c]- التليفزيون الآن وبكثرة فضائياته وتعدد أعماله التي أصبحت كلها 03 حلقة حتي ولو كان المسلسل يعتمد على بطل واحد أو اثنين وأري أنها مسلسلات بلا أحداث أو تطور درامي مقبول ولهذا أري أن التليفزيون تحول إلى (بقالة الفن) تعرض من خلاله بضاعة وهي ليست جيدة بالطبع وكل حاجة موجودة من خلال تلك البضاعة ولهذا فإن كثرة القنوات الفضائية وكثرة عرض وتكرر الأعمال وعرض العمل الواحد أكثر من مرة وفي أكثر من قناة وفي نفس التوقيت أحياناً، ليس من شأنه أن يجعل اشتياقاً لهذا الفنان المتكرر وهناك مليون مسلسل ومليون ممثل وكل مسلسل 03 حلقة وتحول الفن الى تجارة وهذا أسوأ شيء نراه في الفن أن يكون لمجرد التجارة فقط وأنا لا أعرف أن أعمل في هذا الجو، فكيف يكون المسلسل 03 حلقة وأين أحداثه، حتي ولو كان المؤلف عبقرياً لن يقدم عملاً بمستوى جيد في ظل آفة المط والتطويل والتكرار، أعمل مسلسلاً مثل هذا مع مؤلف بحجم أسامة أنور عكاشة مثلما قدمت زيزينا فيها أحداث وأبطال، أما أن يكون المسلسل باثنين من الممثلين وبهذا الكم من الحلقات يجعلني غير قادرة على التعامل مع هذا المبدأ الذي حول الدراما إلى تجارة.[c1]* كيف أصبحت بهذه القدرة من التحليل ومعرفة الأخطاء التي يجب على الفنان ألا يقع فيها؟[/c]- أعي ذلك جيداً لأنني من الممكن أن أقدم عملاً مقبولاً جماهيرياً ولكن مثل هذا العمل لن يتكرر لأن الجمهور ذكي ولن يتركك تضيع وقته وماله في أعمال ليس لها قيمة وأنا لو قدمت مثل هذه الأعمال فلن يرحمني الجمهور وأصبح غير جديرة بحبهم ولن يصدقوني في أعمالي القادمة حتي ولو كانت بالفعل جيدة.. فلابد للفنان ألا يفقد ثقة جمهوره فيه حتي تستمر المصداقية بينهما والتي أساسها احترام عقلية الجمهور.[c1]* إذن كيف ستتعاملين مع التليفزيون خلال الفترة القادمة!- سوف أتعامل معه بحذر شديد، لأنني غير مقتنعة نهائياً بمسلسلات الثلاثين حلقة.[c1]قطاع المراهقين [/c][c1]* كيف تفسر ين إحجامك عن المشاركة في سينما الكوميديا السائدة منذ سنوات؟[/c]- أنا أرفض العمل في مثل هذه الأفلام “الهايفة والعبيطة” لأنها أفلام بلا مضمون ولا تناقش قضايا ولا تهم كل جمهور السينما المصرية، فهي لايقة إلا عن قطاع المراهقين ولذلك فإنها لا تهمني أو تهم من هم في سني.[c1]* ما أهمية التكريم الذي تم لك من الجمعية الطبية الملكية ببريطانيا؟[/c]- أولاً هذا التكريم على مجمل أعمالي الفنية وهو مهم جداً في حياتي وله أهمية كبري لأنه يأتي من جهة علمية كبيرة في لندن ومن خلال د. مجدي إسحاق الذي يرأس جمعية الأطباء الملكية وهذا التكريم أعتبره تكريماً كبيراً جداً ومن ناس مهمة على المستوي العلمي وهذا اسعدني كثيراً في حياتي وأنهم مهتمون جداً بما أقدمه على الشاشة.[c1]* وماذا عن حال المسرح الآن؟[/c]- المسرح له مكانة كبيرة في حياتي وفي قلبي وقدمت عروضاً مهمة في حياتي مثل (سحلب) و(شوبش) والمسرح (واحشني) جداً ولكن أين هو المسرح؟ في اعتقادي أن بلداً مثل مصر وهي بلد الفن تعاني من أزمة في العروض المسرحية يجعلنا بالفعل نحزن عليها وأنا لا أصدق أننا وصلنا إلى هذه المرحلة من التدهور والانهيار وأننا نعاني من أزمة حقيقية ، وبالفعل قد رفضت كل العروض التي تلقيتها أخيراً لأنها لا يمكن أن تقدم في القطاع الخاص يوماً أو يومين في الأسبوع، كما أنها لا يمكن أن نقدم في مسرح القطاع العام، لأن المسرح يحتاج إلى إبهار وإلى نجوم وإلى مخرج جيد ونص جيد يستحق التضحية من أجله لوقتي وجهدي وأن أنزل من بيتي خصيصاً له سواء كنت ممثلة أو حتى مشاهدة وإن بلداً مثل مصر تستطيع أن تقدم سنوياً ما يقرب من 100 عرض مسرحي على الأقل، مثلما يحدث في إنجلترا التي تعرض ما يقرب من 005 مسرحية وكل العروض ممتلئة بالجماهير وهذا حتي يتحقق الرواج المسرحي.