أنفلونزا الخنازير وواقع الحال
استطلاع / ابتسام العسيري- بسام مقبلي بدت على وجهه ملامح التعب والإرهاق الشديد ، تتسارع أنفاسه وبالكاد خرجت منه الكلمات بصوت متهدج ، وهو يحكي قصته مع المرض ، بدأ عامه الدراسي طبيعيا في منطقة حليب القرامش في محافظة ذمار ، يعمل مدرسا بمدرسة “ النور بني هيسان “ ، ولم تمض أيام على بدء العام الدراسي حتى باغته زكام خفيف تحول بعد مرور قليل من الوقت إلى سعال شديد استمر ليلا ونهارا في تواصل لمدة أسبوع ما استدعاه إلى السفر إلى مدينته تعز للعلاج ، وهناك لم يتمكن الأطباء من مساعدته وتحديد علته فأضطر للسفر إلى العاصمة صنعاء وانتقل من مستشفى إلى آخرى دون جدوى حتى وصل إلى مستشفى الثورة وهناك أدخل عبد الرقيب علي غالب قسم العزل في المستشفى بعد فحصه .. كانت هذه رحلة عبد الرقيب مع مرض أنفلونزا الخنازير الذي أصيب به منذ أسبوعين وهو الآن تحت العلاج في المستشفى وقد أعطي العلاجات اللازمة وفي طريقه إلى الشفاء .. وأثناء التنقل بين المرضى في قسم العزل في مستشفى الثورة لوحظ أن غالبية المصابين يعانون من ضيق في التنفس وحمى وإعياء شديدين ، هذا هو واقع الحال مع هذه الجائحة العالمية وهذا ما يعانيه الناس على أرضية واقع هذه الأنفلونزا التي برزت وبقوة في الفترة الأخيرة مسببة قلقا وهلعا شديدين بين الناس ، لتستمر هذه التقارير والإحصاءات للحالات المصابة به ، فنقرأ كثيرا في المواقع الإلكترونية والصحف حول هذا المرض ومسبباته وطرق الوقاية منه .. إلا أن معظم هذه المواد المنشورة لم تقترب من واقع المتعايشين مع المرض من الأطباء والمرضى والأختصاصيين في المواقع الصحية لمعرفة المزيد عن هذا المرض على أرض الواقع ، وذلك خوفا من انتقال العدوى والإصابة بالمرض . صحيفة 14أكتوبراستطلعت واقع الحال عند رجال الصحة والمرضى فخرجت بالتالي :[c1]المتابعة اليومية تقلل نسبة الوفيات[/c]أشار الدكتور مروان الصبري الذي يعمل في القسم الباطني والقلب في مستشفى الثورة إلى أن أكثر الإصابات بمرض أنفلونزا الخنازير تكون بين الأطفال وكبار السن ، وقال « لا توجد إستراتيجية واضحة لأطباء الطوارئ في المستشفيات والمراكز الطبية من حيث الكشف عن الحالات المصابة والمشتبه بها ، فمتى ما وصلت حالة تعاني من الأعراض المشابهة يتم أخذ عينة منها للفحص ثم إعطاؤها العلاج الخاص بالمرض وكثيرا ما يتم عزلها ، فإذا لم تكن تعاني من الإصابة بالمرض ربما تصاب به بعد ذلك ، كذلك لا ننسى أن الفحص مكلف ولا يتواجد إلا في مراكز محددة في الجمهورية وعشوائية فحص الحالات تهدره .. والمأساة هي تخوف الفرق الطبية التي تتعامل مع الحالات أثناء مجيئها إلى أقسام الطوارئ والاستقبال والمرقدين في أقسام المستشفيات من مخالطة المرضى والمتابعة الجدية لهم والسبب قلة الإمكانيات وعدم توفر أدوات الوقاية والعزل المناسبة التي تقيهم وتحمي أسرهم من الإصابة بالمرض ، فالحالات المصابة تحتاج إلى عناية خلال 24ساعة وهذا يتطلب تواجدا مستمرا من قبل الطبيب و الممرض ، وغالبا ما يعاني المرضى من مشاكل تنفسية تحتاج لاستعمال الأوكسجين وتناول العلاج في وقته المحدد ، وغياب الكادر الطبي والرعاية الصحية من شأنه أن يؤدي إلى وفاة الحالات المصابة . [c1](15) حالة إصابة في المدارس [/c]أوضح الدكتورعبدالحكيم الكحلاني مدير عام مكافحة الأمراض والترصد في وزارة الصحة العامة والسكان الذي وافانا بالإحصاءات : بلغ إجمالي الحالات في بلادنا 2070 حالة ، و17حالة وفاة ، و23 حالة مخالطة في كل من الأمانة وذمار وحجة والبيضاء وعدن وإب ، و4 حالات في كل من مأرب والحديدة وسيئون ، وبلغ عدد الحالات المسجلة في الجامعات حالة واحدة في جامعة عدن و3حالات في جامعة صنعاء .أما في المدارس فقد تم رصد 15 حالة خلال الأسبوع الماضي .[c1]المعلومة الصحيحة تحد من انتشار المرض [/c]قال الدكتور احمد محمد الحملي خبير وطني في الإعلام والاتصال السكاني في اليمن « تملك الناس شعور خاطئ بالرعب من هذا المرض ويبحثون عن لقاح ضده ، والسبب هو الجهل بالمعلومة الصحيحة لمكافحته ، فمتى ما توفرت المعلومات حول هذا المرض وطرق الوقاية منه قل انتشاره ويمكن السيطرة عليه، فالأنفلونزا فيروس شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي وينتشر من شخص لآخر بواسطة رذاذ العطاس والسعال ، وبمقارنة الأنفلونزا بمعظم إصابات الجهاز التنفسي الفيروسية كالزكام « الرشح » نجد أن أعراض الإصابة بالأنفلونزا تكون شديدة جدا .و فيروسات الأنفلونزا تضم نوعا واحدا و هو الفيروس “ أ” ويتفرع من هذا الفيروس أنواع أخرى من الفيروسات منهاH1N1 وهذا النوع يصيب الخنازير والخيول والطيور وهوا ما يطلق عليه “ أنفلونزا الخنازير “ . وبكل بساطة هذه الأنفلونزا يمكن مقاومتها بالنظافة العامة ، وعدم العطس في وجه الآخرين أو في الهواء الطلق بل باستخدام المناديل لأن كل عطسة تحتوي الكثير من الفيروسات ، ونصح الدكتور الحملي بتجنب الإزدحامات وإجتناب التقبيل عند السلام وأبدى خوفه من القاعات العامة كقاعات الأفراح والمدارس والجامعات حيث تتواجد فيها تجمعات كبيرة ، ونصح الأسر بالإكثار من تناول عصير الليم وهو متوفر بكثرة في بلادنا . [c1]البعض لديهم قابلية للإصابة بالمرض [/c]تحدث د / محفوظ احمد مقبل اختصاصي أمراض انف وأذن وحنجرة في مستشفى عدن العام عن أعراض الأنفلونزا التي تبدأ كبرد عادي يعقبه قشعريرة (حمى ) وألم في الأطراف ، ويفقد المصاب الشهية ويزداد عطشا، ثم ترتفع درجة الحرارة ويشعر بدوخة وصداع وألم داخل عظام الصدر مصحوبا بسعال جاف في المراحل الأولى و بعد يومين أو ثلاثة أيام يكون السعال اقل حدة مصحوبا بإفرازات ويكون للتنفس صوت مسموع و يوجد بعض أشخاص لديهم قابلية كبيرة للإصابة بالالتهاب الشعبي الحاد لهذا فإن تعرضهم لاقل نزلة برد ورطوبة يصيبهم بسرعة بأنفلونزاالخنازير.ونصح الدكتور محفوظ في حالة الإصابة بتدفئة المريض وتدفئة الغرفة التي هو فيها ، والإكثار من شرب عصير الليمون،ووضع كمادات دافئة على صدر المريض وتغييرها كل ساعة . وأشار إلى أن الوقاية تكمن بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة، واستعمال الكمامة إذا استوجب الأمر ، المصافحة باليد واجتناب التقبيل بالوجه ، و الجلوس في الأماكن التي فيها تهوية بدلا من الجلوس في أماكن مغلقة ومزدحمة .ودعا الدكتور وزارة التربية والتعليم ان تقوم بحملات توعية لطلاب المدارس الابتدائية وخاصة للذين في سن المراهقة .