عندما طلب مني الزميل العزيز نجيب مقبل مدير التحرير المشاركة في الكتابة بمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيس " 14أكتوبر" قلت له لقد سبق لي الكتابة مرات عديدة بهذه المناسبة ولا أعتقد أن عندي الجديد لأقوله للقراء ، قال .. ولو حتى بعض المقارنات لما كانت عليه أكتوبر في بداياتها الاولى ( باعتباري من عواجيز الصحافة) وحالها اليوم قلت فأما هذه وإن كنت قد تناولتها بعض الشيء الاّ أنه يبقى الكثير خاصة للفرق الشاسع بين ما كانت عليه أكتوبر حينها وماهي عليه اليوم .ومواضيع الحديث حول ذلك كثيرة لكني سأحاول اليوم تناول موضوعاً واحداً فقط هو.. المشاركة.ولا أقصد بذلك مشاركة الآخرين في الكتابة الاحتفالية ولكن مشاركة الصحفيين في عملهم في مختلف الصحف والمجلات ومنها بالطبع صحيفة أكتوبر ، فالصحفي إذا لم ينطلق في عمله من إحساسه بضرورة وأهمية المشاركة الحقيقية والفعالة في إصدار الصحيفة لايمكن أن يتحول من صحفي مبتدئ الى صحفي ناجح والصحيفة التي لاتربي صحفييها على هذه المشاركة لا يمكن لها أن تتحول من منشور الى صحيفة مقروءة من قبل كافة فئات الشعب .المشاركة إحساس داخلي في تلافيف مخ الصحفي وشغاف مهجته بل ودمه المتدفق في شرايينه ، هذا الاحساس لا يظهر الى السطح ولايفعل فعله ويمهد الطريق لعمل صحفي ناجح للصحفي والصحيفة الاّ بالجهد والمثابرة والتجرد من الانانية واللامبالاة وعدم التحجج بقلة الامكانيات أو قلة المفهومية أو حتى سوء الادارة.لقد شهدت "14أكتوبر " ظروفاً مختلفة عديدة من ضعف الامكانيات والعوائق والعقبات وسوء بعض الادارات ولكن هذه كلها ذهبت هباء وبقيت اسماء الصحفيين والصحفيات الذين شاركوا وبذلوا الجهد والعرق في تأسيسها واستمرار صدورها وتطورها وهم اليوم - الاحياء منهم او الاموات - قناديل على دربها النير .زميلي نجيب مدير التحرير الذي يتعامل اليوم في عمله مع الكمبيوتر والانترنت ووكالات الانباء اليمنية والعربية والاجنبية والمراسلين في المحافظات وكتيبة - من الصحفيين المتفرغين وغير المتفرغين لم يصدق أن عدد المحررين المتفرغين لاصدار الصحيفة زمان لم يزد عن خمسة بما فيهم رئيس التحرير أما الاخبار - فكنا نحصل عليها من الاذاعة إما بتسجيلها على أشرطة ثم تفريغها او بالتلفون إذا عطل الشريط وكان الصف يدوياً وتربط حروف الصفحة بحبل فإذا طار حرف تبعثرت الصفحة وطار عقلنا معها وتبعثرنا خلفها أشلاء ممزقة . كنا نعمل صباحاً ومساءً وحتى ساعات متأخرة من الليل وكان الفجر يمسح جروحنا بصدورها كل صباح .ترى هل كل من يعمل في أكتوبر اليوم يحس إنه مشارك وبفعالية في إصدارها أتمنى ذلك من كل قلبي.
|
تقرير
المـشــاركــة
أخبار متعلقة