أطباء:الأسلحة الإسرائيلية تحتوي على مادة الفوسفور الحارقة وشرائح الليزر
فلسطين المحتلة/ وكالات: ضمن دائرة العنف الإسرائيلية المفتوحة والموجهة ضد الشعب الفلسطيني، كررت قوات الاحتلال بالآونة الأخيرة، استخدامها ترسانة حربية جديدة، لم يألفها الفلسطينيون بقطاع غزة من قبل، تمتاز بشدة فتكها للأعضاء البشرية الحية وبترها وحرقها لأطراف وأجساد المصابين. التقارير الطبية التي أعدتها المستشفيات الفلسطينية في أعقاب وصول أشلاء الشهداء وأجساد الجرحى المشوهة والممزقة نتيجة توالي الهجمات العدوانية الإسرائيلية على مختلف مناطق القطاع، رجحت احتواء القذائف المدفعية والصاروخية التي يطلقها الاحتلال صوب السكان الفلسطينيين على مواد كيمياوية وأحماض فسفورية سامة وحارقة.الفتى ثائر منصور (17عاما) من مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، فقد نصف جسده السفلي بعد أن تعرض للقصف من قبل إحدى طائرات الاستطلاع التي أطلقت قذيفة صاروخية على تجمع للمواطنين قبل أسبوعين، تزامناً مع توغل آليات ودبابات الاحتلال لأطراف المخيم.ويقول منصور بصوته الخافت الذي كانت تقطعه أنات الألم بين الفينة والأخرى، وهو يروي للجزيرة نت من مستشفى دار الشفاء في غزة تفاصيل الحادث، إنه تفاجأ بعد أن أفاق من الغيبوبة التي استمرت خمسة أيام بفقد ساقيه الاثنتين.وأوضح أن قلبه يعتصره الحزن والحسرة على نفسه، كلما شاهدت عينه اليسرى التي سلمت من الإصابة ما تبقى من ساقيه المضمدتين باللفاف الأبيض، وأشار إلى أنه يعاني من حروق وتشوهات طالت أنحاء متفرقة من جسده نتيجة إصابته بشظايا الصاروخ المنفجر.حال منصور لا يختلف كثيرا عن حال الشرطي محمد بردع (20عاما) الذي فقد ساقه اليمنى وعينه اليسرى، عندما استهدفته قذيفة صاروخية أطلقتها إحدى طائرات الاستطلاع بشكل مباشر بعد تأديته صلاة الظهر بالقرب من مكان عمله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بداية الأسبوع الماضي.ويقول بردع إن إرادة الله كتبت له الحياة من جديد، بعد أن أعلنت الإذاعات المحلية نبأ استشهاده مما دفع أقاربه إلى المجيء للمستشفى استعدادا لإتمام مراسم وترتيبات الدفن والتشييع. ويضيف أن الأطباء لاحظوا في اللحظات الأخيرة التي سبقت إدخاله ثلاجة الموتى أن جهاز القلب لديه ينبض نبضا ضعيفا ما دفعهم للإسراع به إلى غرفة العمليات لإنعاش القلب ووقف النزف.من جانبه قال مدير العلاقات العامة في مستشفى دار الشفاء التي استقبلت معظم حالات البتر، إن الأطباء الفلسطينيين وقفوا عاجزين أمام تفسير محتويات القنابل والصواريخ التي تطلقها الطائرات الإسرائيلية تجاه المواطنين.وأوضح جمعة السقا أن آخر ما تم التوصل إليه من نتائج بشأن التعرف على نوعية الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال ضد الفلسطينيين، رجحت احتواء تلك الأسلحة على مادة الفسفور الحارقة إلى جانب شرائح من الليزر.وأضاف أن إجمالي عدد حالات البتر في صفوف المصابين وصلت إلى أكثر من 40 حالة، منذ انطلاق حملة أمطار الصيف على قطاع غزة في الـ 25 من يونيو الماضي.وأشار السقا إلى أن الغالبية العظمى ممن أصيبوا بشظايا القذائف الإسرائيلية مؤخرا يعانون من حروق وتشوهات وتهتكات بالأوعية الدموية وأنسجة الجلد، ويحتاجون إلى مزيد من الرعاية الطبية والتأهيل.حجم الإصابات البالغة بصفوف الفلسطينين في القطاع، دفع المؤسسات الحقوقية العاملة بالأراضي الفلسطينية، إلى التحضير لإعداد ملف يستعرض الجرائم الإسرائيلية جراء استخدام هذا النوع من الأسلحة الفتاكة، ليقدم إلى المحاكم الأوروبية ومحكمة لاهاي من أجل مقاضاة الاحتلال على ما ارتكبه من جرائم.