مراكش / متابعات :أعطى المخرج الأميركي الشهير مارتن سكورسيزي "دروسا في السينما" خلال الدورة السابعة لمهرجان مراكش السينمائي مؤكدا انه يرى ان الشخصيات في الفيلم اهم من عقدة القصة بحد ذاتها. وقال سكورسيزي أمام مجموعة من الطلاب والمحترفين في المجال السينمائي "بالنسبة لي السيناريو في غاية الأهمية وما أحاول التمكن منه اولا هو الشخصيات والقصة. انني مهتم بالأبطال أكثر من عقدة الفيلم".وافتتحت الدورة السابعة لمهرجان مراكش السينمائي الجمعة على ان تختتم اعمالها في 15 من الجاري.وقال سكورسيزي البالغ من العمر 65 عاما والذي اشرف على إخراج حوالي ثلاثين فيلما على مدى أربعين سنة "في الواقع عقدة الفيلم لا تهمني كثيرا واذا لاحظتم ليس هناك عقدة في فيلم 'تاكسي درايفر' (سائق سيارة الاجرة، 1976) و'ذي لاست تمبتيشن اوف كرايست' (تجربة المسيح الاخيرة، 1988) و'غانغز اوف نيويورك' (عصابات نيويورك، 2002)".وقال سكورسيزي الذي يعد من اهم المخرجين المعاصرين، انه لا يحب الارتجال في افلامه الا اذا كان ضمن حدود.وأضاف ان "خبرتي في مجال الارتجال لم تكلل بالنجاح كما حصل في فيلم 'نيويورك نيويورك' (1977). لم تكن بنية هذا الفيلم متينة. لدى بدء التصوير أخذنا أربعين لقطة خلال خمسة أيام واحتجت الى أربعة أشهر لإعداد مشهد".وتابع "أفضل ان اخلق المشهد بنفسي ومن ثم يشرع الممثل بتأديته انه في رأي أفضل أسلوب. أفضل الارتجال في اطار محدد الأمر أصعب لكنني أحب العمل بهذه الطريقة".وأوضح "احتاج الى تصور المشهد ويحدث تواصل مع الممثلين قبل بدء التصوير. لا استطيع ان اعمل بطريقة أخرى".وردا على سؤال وجهه اليه الناقد الفرنسي ميشال سيمان بشأن فيلمه "مين ستريت" (1973) حول الأثر الذي تركه في نفسه فيلم "ذي بيغ هيت" لفريتس لانغ (1953)، قال سكورسيزي انه بالفعل "فيلم مهم جدا".وأضاف انه "يجمع بين الخشونة والأناقة". وتابع "إضافة الى ذلك إنني كما المخرجين الآخرين من جيلي مصرون على الاستمرارية في عملنا (مع أسلافنا) وحتى فيلم 'ذي ديبارتد' (2006) يندرج في هذا الإطار".وأكد سكورسيزي انه لا يزال "متحمسا" لإجراء عملية المونتاج بنفسه، موضحا "انها الفترة التي تجد فيها نفسك وحدك مجددا وتستفيد من كل صورة ولقطة تكون في حوزتك".وخلال هذه الدروس التي عرض خلالها لقطات من أفلامه، اكد سكورسيزي انه يحب الاستعانة براو في أفلامه. وقال "أحب كثيرا استخدام هذا الأسلوب الذي تعرفت عليه للمرة الأولى في احد ابرز افلام هوليوود 'سانست بولفار' (1950 من اخراج بيلي وايلدر) عندما يروي الرجل المنوفي الذي تطفو جثته في بركة سباحة كل أحداث الفيلم".ومستندا الى أفلام لفيليني، قال سكورسيزي "لا احتاج الى ان يفسر لي الصوت الأحداث لكنني أحب ان استمع الى بطل الفيلم وهو يحدثني".اما بالنسبة الى الموسيقى فقال سكورسيزي انه يستوحي من الحان وانغام جيله. وخلص الى القول "كنت استمع إلى موسيقى السوينغ الاميركية والجاز الفرنسي والموسيقى الكلاسيكية والاوبرا والروك اند رول".