صباح الخير
أمس – الجمعة – السابع والعشرون من ابريل وأنا وابن اخي الطفل / علي ، البالغ سبعة اعوام، نشاهد التلفاز (الفضائية اليمنية) جاء في الانباء ان "اليمن تحتفل بالذكرى الرابعة عشرة ليوم الديمقراطية.. وشاهدنا بعض البرامج الوثائقية والمباشرة حول الذكرى، الامر الذي دفع بفضول الطفل / علي، الى توجيه سؤال لي ما كنت اتوقعه سألني "عمو ايش الديمقراطية؟!" اجبته على الفور "هذا كلام اكبر منك ياحبيبي!!" فرد بسرعة "شوف الرئيس علي صالح يقف امام الصندوق الذي انت يا عمو وقفت امامه يوم رحت معك في الانتخابات" وزاد بالقول"شوف الناس كثير ترقص وتغني .. هيه ياعمو قول لي ايش الديمقراطية هل اليوم عيد وانت تخبي عليّ!".سؤال الطفل علي الذي ولد في زمن الوحدة والديمقراطية وصورها التعددية وحرية الرأي وحقوق الانسان واشراك المرأة في العملية السياسية والتنموية، يحمل اكثر من دلالة تبرز اليوم ونحن في الذكرى الرابعة عشرة ليوم الديمقراطية ولعل من هذه الدلائل سؤال "هل نجحت اليمن في التعامل مع الديمقراطية بمفهومها الصحيح وفق خصوصيات التجربة اليمنية وعقليات المواطن التي مازالت الامية تشكل نسبة كبيرة بين صفوفه؟ هل استفاد المواطن من الديمقراطية واستطاع من خلالها ان يواكب العصر بتغيير مفاهيمه القديمة التي تشكل عائقا امام التقدم والتطور؟ّ!" ومن ثم "هل فهمت الاحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ماذا تعني الديمقراطية وكيفية تعزيزها والحفاظ عليها كمنجز سبق به اليمنيون غيرهم في دول تمتلك الامكانيات الثقافية والمادية؟!" .. لعل هذه الاسئلة في سؤال واحد هو ماتبادر الى ذهني وانا استمع الى سؤال الطفل / علي، الذي حباه الله نعمة الذكاء المبكر – امسكوا الخشب -!!.لماذا هذه الاسئلة وبماذا اجبت الطفل علي؟!..لقد ادرك فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية – حفظه الله – ان الوحدة لن تصان وتتعزز بالقوة، ومواجهة الافكار المضللة والمناطقية ليست بالقوة ايضا .. فكانت الديمقراطية هي الخيار، خياراً صعباً ولكنه الوحيد الذي ارتضاه فخامة الاخ الرئيس لهذا الشعب وللوحدة وللنظام الجمهوري، وكان ارتضاء صائبا واثبتت الايام والسنوات التي اعقبت حرب الردة والانفصال القذرة الفاشلة صيف 1994م ان قرار فخامة الاخ الرئيس انتهاج الديمقراطية مسلكا لبناء الوطن، كان قرارا شجاعا لاينطلق من ضعف بل من قوة وايمان القائد .. قراراً جنب الوطن الكثير والكثير من الويلات والتعقيدات التي كانت ستبرز على السطح وبقوة اذا لم تكن الديمقراطية موجودة في مسلك النظام السياسي، ولعل الحوار الذي استبدل الاحتكام الى السلاح في حل المشاكل، كان ابرز نتائج الديمقراطية التي انفردت بها اليمن عن كثير من الدول المجاورة والعربية وحتى دول غير عربية.من هنا تحولت الطلقة الى كلمة .. وصار الاطفال ينعمون بمستقبل آمن لاحروب اهلية تنتظرهم .. وتعلموا معنى التخاطب مع الآخرين بهدوء ومسؤولية .. الامر الذي افرز المناخ المناسب لاقامة المنجزات التنموية والخدمية، وفتح ابواب الاستثمارات الوطنية والخليجية والعربية والاجنبية للتدفق الى اليمن ايمانا منها ان اليمن بلد يحتكم للديمقراطية في قيادة اموره السياسية والاقتصادية والتنموية والامنية وعلاقاته بالعالم.الديمقراطية مرة ولكن الأمر منها عدم وجودها .. وهذه القاعدة التي حتى الآن وبعد مرور اربعة عشر عاما من السير في طريق الديمقراطية، لم تفهمها وتستوعبها جيدا بعض الاحزاب التي اوجدتها الديمقراطية واخرى اخرجتها من السراديب المظلمة التي كانت تختبئ فيها، لنكون مع الديمقراطية التي يقودها ويحميها فخامة الاخ رئيس الجمهورية بقواعد وقوانين نالت اعجاب وتقدير العالم، ليكون صوت هذه الاحزاب مسموعا ورأيها على الحق والباطل يصل الى الناس دون حواجز الا القانون الذي ينظم حياة وحقوق وواجبات الناس.قلت لطفلي علي، هذا الذي تشاهده في التلفاز هو شهادة ميلادك امام العالم .. شهادة بدأت بالوحدة التي جعلت رأسك وانت في بطن امك، مرفوعا امام العالم،والديمقراطية هي الحرية، هي ان تتعلم وتذهب إلى المدرسة وتنال حقك في التزود من العلم دون ان يقول لك احد من انت وابن من انت!!.. الديمقراطية هي التي جعلتني يوم الانتخابات اختار من اريد ليحكمني دون وصايا او ضغط من احد..الديمقراطية يا علي هي امان سنواتك القادمة .. وستعرف عندما تكبر وتقرأ في صفحات التاريخ اننا اخترنا يوم الديمقراطية ليكون بديلا عن الطلقة المجنونة التي اكلت اجدادك وآباءك دون ذنب الا اننا كنا نختلف وبدلا من الحوار كانت البندقية هي اللغة التي تحل الخلافات .. ستكبر وستعرف كم هو عظيم فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح.