موضوع ما
أعود لأذكِّر بتعليق طريف قيل حول تبدل الأحوال فيما يتعلق بالمعنى والمدلول للأول من مايو (عيد العمال العالمي) وهو ما كان ذهب إليه الكاتب إبراهيم استنبولي في مقال له كان نشره في 1 مايو 2004 بدءاً من عنونة المقال (بتساؤل ذو مغزى): "لأول من أيار ـ عيدٌ اُنتهت صلاحيته؟".. ومروراً في سياق المقال، حيث يصف العصر الراهن على نحو: ".. مجتمع مرحلة الشركات العابرة للقارات، مجتمع ما بعد ثورة الاتصالات والمعلومات، بل مجتمع عولمة كل شيء: بدءاً بالمعلومة مروراً بعولمة الفقر والإرهاب و الرذيلة و انتهاء بعولمة المتناقضات (غزارة المعلومات وكثرة السلع والاختراعات التقنية من جهة وشح فاضح في الأخلاق والقيم وفي أنسنة الانتصارات العلمية الباهرة في مختلف المجالات لصالح تشيؤ العلاقات الاجتماعية داخل البلد الواحد وبين الدول ـ لقد أصبحنا جميعاً مجرد أشياء يتقيئوها النظام الرأسمالي المُعَولَم وانتهاءاً بخلاصة منه، تحمل تساؤله المعبّر عنه في عنوان مقالته.وأضرب مثلاً آخر على تبدل مفهوم الأول من مايو، حتى منذ زمن بعيد..وفقاً للمصادر، عندما ُُطرح اقتراح أن يكون الأول من مايو عطلة رسمية في البرلمان الفرنسي في عشرينات القرن الماضي ُطرح معه الآتي : “ يجب ألاّ تتضمن هذه العطلة أي تحريض على الحقد والكراهية بين الطبقات. يجب على كل الطبقات، إذا كانت ما تزال هناك طبقات، أن تتآخى، ويجب أن يكون إلهام الجميع نفس الفكرة ونفس الهدف “.وبالمناسبة لم يطرح المقترح اليسار، وإنما كان من اليمين الفرنسي! هكذا تحول احتفال الأول من مايو، من يوم احتجاج وصراع طبقي إلى يوم استيعاب وتعاون طبقي . [c1][email protected] [/c]