قالت إن (أمير الشعراء) أدخل الشعر إلى كل البيوت
كتب/محمد الحمامصي[c1]النقد هو الوجه الآخر للإبداع[/c] تأهلت الشاعرة المغربية صباح الدبي إلى قائمة العشرين ضمن مسابقة (أمير الشعراء) في نسختها الرابعة، التي تنظمها أكاديمية الشعر إحدى مبادرات هيئة الثقافة والتراث بأبوظبي، وتعد أضخم مسابقة شعرية في العالم العربي.وصباح الدبي شاعرة مغربية من مدينة تازة، حاصلة على دبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي الحديث، عضو اتحاد كتاب المغرب، تعمل أستاذة في التعليم الثانوي مادة اللغة العربية، حاصلة على عدة جوائز، وتنشر نتاجها في الصحف والمجلات العربية.في السطور التالية تكشف الشاعرة عن رؤاها وآرائها في الشعر.[c1]سماوات البحث[/c]الحديث عن التجربة الشعرية موغل في سماوات البحث المستمر عن القصيدة، فقد كان لدي هذا النزوع إلى البحث عن عروش الجمال في القول منذ الصغر، و كانت البدايات مع المحاولات الأولى لكشف أسرار الذات، والتعبير عما يراود الروح، ومن الطبيعي أن ترتاد التجربة عوالم أخرى جديدة من خلال التعمق في فهم الذات في علاقاتها بالعالم وبنفسها، ومن خلال الانفتاح على مشارب إبداعية متنوعة من شأنها أن تغنيها، غير أني أؤمن بأن التجربة الشعرية تظل متجددة تبحث لنفسها عن فضاءات جديدة، وهي في طفولة دائمة تستقي عنفوانها من دهشة البحث المتواصل.[c1]رؤية الشعر[/c]ليس للشعر رؤية محددة، فهذا لا يناسب طبيعته المنسابة العصية على التحديد والانغلاق داخل بوتقة بعينها، فالقصيدة مرادف موضوعي للكشف والبحث عن آفاق لامتناهية للتعبير عن الذات في علاقاتها بالعالم ورؤيتها للكون والإنسان والحياة.[c1]أمير الشعراء[/c]مسابقة أمير الشعراء مشروع متميز وسبق ثقافي حققته أبو ظبي في احتفائها بالشعر والشعراء، ويكفي أن الشعر أصبح يدخل بيوت كل الناس وينتظرونه في شغف فيتحقق بذلك هذا التواصل المتميز بين القصيدة والمتلقي في عكاظ جديد يعيد للشعر ألقه، هذا فضلاً عن كون المسابقة تلقي الضوء على المشهد الشعري العربي وتحفل به من خلال التعريف بالشعراء والاحتفاء بتجاربهم.[c1]المشهد العربي[/c]المشهد الشعري العربي يحقق لنفسه حضوراً واضحاً، ويرتاد عوالم جديدة تمتح منها القصيدة زادها الشعري، ولا يمكن للقصيدة العربية أن تنفصل عن التحولات الكبرى التي تواكب هذا المشهد، و الوضع عندنا في المغرب لا ينفصل عن هذا التحول، فقد حقق المشهد الشعري المغربي حضوراً واضحاً في الساحة العربية من خلال التراكم الكمي والنوعي الذي يكشف عن رؤية واعية أفادت من لبنات المراحل التأسيسية التي رسخها الرواد، وانفتحت على روافد متنوعة لتعمق حضورها و لتثري مادتها الإبداعية، و قد ساهمت المرأة بشكل لافت في إثراء هذه التجربة من خلال حضورها المتميز الذي تركت من خلاله بصماتها واضحة تكشف عن خصوصيتها وخصوصية التجربة الشعرية المغربية بشكل عام.[c1]الوجه الآخر للحضور[/c]المفروض أن النقد هو الوجه الآخر للحضور الإبداعي باعتبار العلاقة الجدلية بينهما فكلاهما يستدعي الآخر ويتكون من خلاله، وقد استفاد النقد من النظريات الجديدة ومن المناهج المعاصرة لسبر أغوار النص الشعري وفك شفراته، غير أن النقد في بعض الأحيان قد يركن إلى المقاربات الزبونية التي لا تقارب النصوص بقدر ما تجامل أصحابها، غير أن هذا لا ينفي وجود الدراسات النقدية الجادة التي تتوسل برؤى منهجية دقيقة تروم مقاربة النصوص الإبداعية وكشف مغالقها، وبذلك فهي تثري الدرس النقدي الذي سيظل مواكباً للعملية الإبداعية في مختلف تحولاتها.