مقاطع من قصيدة :
مَنْ أَنا لأقول لكمْما أَقول لكمْ ؟وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُفأصبح وجهاًولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُفأصبح ناياً ...[c1] *** [/c]أَنا لاعب النَرْدِ ، أَربح حيناً وأَخسر حيناًأَنا مثلكمْأَو أَقلُّ قليلاً ...وُلدتُ إلى جانب البئرِوالشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْوُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْوسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةًوانتميتُ إلى عائلةْمصادفَةً ،ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْوأَمراضها :[c1] *** [/c]أَولاً - خَلَلاً في شرايينهاوضغطَ دمٍ مرتفعْثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِوالجدَّة - الشجرةْثالثاً - أَملاً في الشفاء من الانفلونزابفنجان بابونج ٍ ساخن ٍرابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة [c1] *** [/c]خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْسادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...[c1] *** [/c]كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباًبجنِّ المُعَلَّقة الجاهليّةِلو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةًلا تطلُّ على البحرِلو أَن دوريّةَ الجيش لم تر نار القريتخبز الليلَلو أَن خمسة عشر شهيداًأَعادوا بناء المتاريسِلو أَن ذاك المكان الزراعيَّ لم ينكسرْرُبَّما صرتُ زيتونةًأو مُعَلِّم جغرافياأو خبيراً بمملكة النملأو حارساً للصدي ![c1] *** [/c]مَنْ أَنا لأقول لكمما أقولُ لكم ،مَنْ أنا ؟[c1] *** [/c]كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُوالوحي حظُّ الوحيدينإنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ على رُقْعَةٍ من ظلامْتشعُّ ، وقد لا تشعُّفيهوي الكلامْكريش على الرملِ /[c1] *** [/c]لا دَوْرَ لي في القصيدةغيرُ امتثالي لإيقاعها :حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساًوحَدْساً يُنَزِّلُ معنيوغيبوبة في صدي الكلماتوصورة نفسي التي انتقلتمن أَنايَ إلى غيرهاواعتمادي على نَفَسِيوحنيني إلى النبعِ /[c1] *** [/c]لا دور لي في القصيدة إلاَّإذا انقطع الوحيُوالوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ[c1] *** [/c]من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراًمن الموت حبّاًومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاًلأدخل في التجربةْ ![c1] *** [/c]للحياة أقول : على مهلك ، انتظريني إلى أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...في الحديقة وردٌ مشاع ، ولا يستطيع الهواءُالفكاكَ من الوردةِ /انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّيفاُخطئ في اللحنِ /في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْلنشيد الوداع . على مَهْلِكِ اختصرينيلئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :تحيا الحياة !على رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ /[c1] *** [/c]حتي على الريح ، لا أستطيع الفكاكمن الأبجدية /[c1] *** [/c]مَنْ أنا لأقول لكمما أقول لكم ؟[c1] *** [/c]كان يمكن أن لا أكونوأن تقع القافلةْفي كمين ، وأن تنقص العائلةْولداً ، هو هذا الذي يكتب الآن هذي القصيدةَحرفاً فحرفاً ، ونزفاً ونزفاًعلى هذه الكنبةْبدمٍ أسود اللون ، لا هو حبر الغرابولا صوتُهُ ،بل هو الليل مُعْتَصراً كُلّهقطرةً قطرةً ، بيد الحظِّ والموهبةْ[c1] *** [/c]كان يمكن أن يربح الشعرُ أكثرَ لولم يكن هو ، لا غيره ، هُدْهُداًفوق فُوَهَّة الهاويةْربما قال : لو كنتُ غيريلصرتُ أنا، مرَّةً ثانيةْ [c1] *** [/c]لا أَقول : الحياة بعيداً هناك حقيقيَّةٌوخياليَّةُ الأمكنةْبل أقول : الحياة ، هنا ، ممكنةْ[c1] *** [/c]ومصادفةً ، صارت الأرض أرضاً مُقَدَّسَةًلا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارهانسخةٌ عن فراديس علويَّةٍبل لأن نبيّاً تمشَّي هناكوصلَّي على صخرة فبكتْوهوي التلُّ من خشية اللهمُغْميً علىه[c1] *** [/c]تلك القصيدة ليس لها شاعر واحدٌكان يمكن ألا تكون غنائيَّةَ ...[c1] *** [/c]من أنا لأقول لكمما أَقول لكم ؟كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا مَنْ أَناكان يمكن أَلاَّ أكون هنا ...[c1] *** [/c]كان يمكن أَن تسقط الطائرةْبي صباحاً ،ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُوم الضحيفتأخَّرْتُ عن موعد الطائرةْكان يمكن أَلاَّ أري الشام والقاهرةْولا متحف اللوفر ، والمدن الساحرةْ[c1] *** [/c]كان يمكن ، لو كنت أَبطأَ في المشي ،أَن تقطع البندقيّةُ ظلِّيعن الأرزة الساهرةْ[c1] *** [/c]كان يمكن ، لو كنتُ أَسرع في المشي ، أَن أَتشظّيوأصبح خاطرةً عابرةْ[c1] *** [/c]كان يمكن ، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم ،أَن أَفقد الذاكرة .[c1] *** [/c]ومن حسن حظِّيَ أَني أنام وحيداًفأصغي إلى جسديوأُصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألمْفأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائقعشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةًوأُخيِّب ظنّ العدم[c1] *** [/c]مَنْ أَنا لأخيِّب ظنَّ العدم ؟مَنْ أنا ؟ مَنْ أنا ؟