كتب/ جميل عبدالوهابفي هذه الايام لاحديث إلا عن مونديال المانيا 2006م.. لقد تجولت في أحياء منطقة (كريتر) قلب عدن النابض- وفي شوارعها وحواريها وأزقتها فلا حديث سوى عن المونديال ويلحظ المرء تلك اللحظات السعيدة التي يعيشها الناس في أحاديثهم عن المونديال وهي أحاديث لاتخلوا من الحماسة.. فهناك المتحمس لمنتخب الأرجنتين وآخر لمنتخب المانيا وهذا يدافع عن المنتخب الانجليزي وذاك يهتف للمنتخب الايطالي ومنهم من يتحدث حد الصراخ عشقاً للمنتخب البرازيلي.واعلام المنتخبات المشاركة في المونديال مدت سلطانها في كل المواقع بعضها امتد طويلاً من زاوية الشارع إلى الزاوية الاخرى المقابلة له وبعضها اعلام صغيرة تطل من نوافذ المنازل وبعضها الآخر يرفرف على اسطحها وكذلك الحال في الحوانيت والمقاهي حتى الاطفال شاهدتهم وقد لف كل واحد منهم نفسه بعلم من أعلام المنتخبات المشاركة في مونديال كأس العالم.ولأن العبد لله الغلبان - كاتب هذه السطور - يكتب في المجال الرياضي و(ربما) أبناء منطقة كريتر (باعتباري أحد ابنائها) يعرفونني جيداً - دون سواهم من ابناء مناطق المحافظة - فالسؤال الذي دائماً ما يوجه لي في تجوالي في احياء المنطقة ومقاهيها المنتشرة بكثرة مفاده ماهو المنتخب الذي تشجعه؟.. ولعل الحظ حالفني في كثير مرات من ممارسة (الدبلوماسية) حيث يأتي ردي على مثل هكذا سؤال على النحو التالي: المنتخب الذي يلعب كرة جميلة ويقترن ذلك بفوزه أشجعه أياً كان هذا المنتخب.إلى ان كانت احدى جلساتي في احدى مقاهي منطقة كريتر وكانت تدور حوارات حادة بين عدد كبير من الشباب وكلٍ يرى ان المنتخب الذي يشجعه هو الأفضل ووجه لي أحد الشباب السؤال نفسه - وبصفتي الإعلامية - ماهو المنتخب الذي تشجعه؟.. وأردت ممارسة (الدبلوماسية) اياها في اجابتي.. فأنتفض احد الشباب موجهاً حديثه نحوي بود كبير وابتسامة عريضة قائلاً:انت برازيلي.. رددت عليه بقولي : وما أدراك انني برازيلي؟.. قالها الشاب بثقة: لقد قرأت لك مقال في بداية افتتاح المونديال تعلن فيه عشقك الجنوني للبرازيل, رددت عليه سائلاً: وأين قرأت هذا المقال؟أجاب سريعاً.. في الصفحة الرياضية بصحيفة (14 أكتوبر) اليومية.. قلت لهذا الشاب وأمام جميع الحاضرين في المقهى (ربما) وهممت بالخروج من المقهى, وصوت الشاب يلاحقني متحدثاً معي (بصفتي الاعلامية)- أنا ايضاً برازيلي مثلك - غادرت المقهى وانا اتمتم (الدبلوماسية لامجال لممارستها في بطولة كأس العالم والصفحة الرياضية بصحيفة (14أكتوبر )اليومية فضحت أمري.[c1]نهاية المطاف[/c]- يوم الاثنين الماضي وجه لي الاستاذ احمد جبران, الشخصية الرياضية والاجتماعية المعروفة في منطقة كريتر دعوة خاصة ضمن عدد محدود وكانت جلسة جميلة ضمها منزل الاستاذ احمد جبران.. والدعوة كان الهدف منها مناقشة مباريات بطولة كأس العالم تعرضنا خلالها وبأسلوب - تحليلي - وكلٍ حسب قدراته لاسلوب وطريقة لعب المنتخبات الرئيسة في البطولة ومن المرشح لاحرازها فكانت جلسة في ظلال المونديال!!- مهما أظهرت من التفوق في مجال مهنتك ومهما أبدعت.. ولكنك تمردت على قيم الأخلاق والتواضع والبساطة وبت عاشقاً بجنون لروح الغرور والتكبر والتعالي والغطرسة.. ثق تماماً بأن كل من حولك سينفض يده عنك, وسيأتي عليك يوماً ليس ببعيد سيلقي عليك بستار كبير يحجبك عن الأنظار .
أخبار متعلقة