ليلة وداع الملك ..
[c1]مشوار " الملك "' كتاب لتعليم النجومية [/c]كتب / حسان عياش :من باب النجومية يغادر اليوم الكابتن / عبدالرحمن سعيد ميدان الممارسة الكروية كلاعب بعد (19) عاماً من الألق استطاع ان يتوج خلالها ملكاً على القلوب وسطر في كتاب ايامها أمجاداً سوف تظل تذكر فتشكر .ومن الباب الذي دخل منه يلوح اليوم بيديه مودعاً وسط الآهات والدموع والتمنيات بأن يكون مشواره القادم كمدرب بلون النجاح الذي طالما تميز به لاعباً ونجماً وهو يحمل هم الكرة الجميلة وروعة الاداء اينما حل وارتحل .عبدالرحمن سعيد عبدالله الذي ارتبط اسمه بجزالة العطاء وسلاسة الاداء وحسن المعشر يتأهب في السويعات الاخيرة له كلاعب لطي صفحة هامة من تاريخه المرصع بالانجازات ويستعد لفتح الصفحة التالية التي يمكن ان تحوي له ومن اجله انجازات اخرى كمدرب بعد ان استبق هذه المرحلة فعلياً بتواجد لم يخل من الأثر على دكة التدريب اذ يشغل اليوم موقع المدرب المساعد للمنتخب الاولمبي لكرة القدم وربما تأتيه الايام بما يوازي امكانياته وينسجم مع طموحاته .. وما ذلك عنه ببعيد .عبدالرحمن الذي يترك عشب الملعب اليوم بعد علاقة طويلة لا يمكن ان تسلبه لحظة الوداع اثراً تركه ومجد ابناه وذكريات نسجها بروح الانتماء لوطنه اولاً ولاهلاويته ثانياً وللجماهير التي امتعها فتوجته ملكاً ولن ترضى بغيره بديلاً .نعم ليس بمقدور اللحظة بكل قساوتها عليه وعلى جماهيره معاً ليس بمقدورها ان تسلب » الملك « تاجه فغيره لا يستحق ان يكون ملكاً وان استحق القاباً اخرى - الملك يبقى ملكاً .حيث تكون لحظة الوداع مناسبة لا ستذكار ما لدى / عبدالرحمن ولم يكن لدى غيره من اللاعبين وحتى بعض ممن يوصفون بالنجوم فلابد ان تكون هذه اللحظة اقسى من ان تحتمل وحين يكون صاحب الوداعية هو / عبدالرحمن وليس سواه فلا عجب اذا ما انصرفت الانظار الا اليه ولا عجب اذا ما نسينا حتى كبار المدعوين وأهم الحضور فنور المحتفى به هو الساطع مع كل الاعتذار للآخرين .في مناسبة غير هذه كنا سنضىء الشموع لمقدم فريق كبير مثل العين الاماراتي بكامل نجومه وببقية عناصره الادارية والاعلامية وسوف نسكب كامل حبرنا في ذكر محاسنهم وهي التي لا تعد ولا تحصى .. لكننا نسينا وليعذرنا ضيوفنا الاعزاء الذين طالما تمنيناهم بيننا اعجاباً بما فعلوه ومازلوا يفعلونه .. نسينا او لعلنا لم نبدأ حديثنا بالترحيب الواجب وليعذرونا على تقصيرنا وانصرافنا الى ملكنا القابض اليوم على جمر الفراق بعد عقدين تعانقت فيها سجاياه وصفاته وامكانياته مع رغباتنا وتحققت على يديه طموحاتنا واحلامنا وكان خلالهما مصدر متعتنا .عذراً حضرات الضيوف الاعزاء وبعد الاعتذار أهلاً وسهلاً وامنية بطيب الاقامة والمقام .. ثم عذراً يا من سوف تشاركون الملك ليلته الاثيرة .. عذراً اذا لم نوفكم بعض الحق وأنتم العارفون بما يستحقه القائد الذي كان لسنوات بينكم وكنتم تضعونه دائماً في موقع القيادة والريادة .عذراً .. ففي حب » الملك « لابد ان يكون للاعتذار صدى وقبول ، في اللحظة المهيبة كنا نحاول لملمة شتات الذاكرة فاذا بها تسكب لنا بغزارة وتمنحنا بسخاء ودون عناء وجدنا ( تاريخه ) ينساب و ( أمجاد ) تنهمر واكتشفنا ان الارقام في حضرة هذا الرجل آتية من نهر لا ينضب .عبدالرحمن صاحب الـ (42) عاماً صال وجال واكتسح الارقام بمختلف الالوان وبكل الاشكال وقد دون في اوراقه الرسمية انه بدأ ناشئاً في العام 1984م لصيبح علماً في اهلي الحديدة قبل ان يختار الاهلي الآخر ويلعب في العاصمة بعد قرابة (14) عاماً قضاها مع بقية الزرانيق في ناديه الاول .. ومع الاهليان عرف المجد وجرب النجاح وقبل ان تهرول سنين العمر الاولى في الملاعب نال شرف اللعب للمنتخب من دون ان يعي حينها ان بداية العام 1986م سوف تمتد الى 2002م وسوف تحوي ما يزيد عن الـ (70) مباراة .. وايضاً كان الرجل الاول في كثير من الاحيان .عبدالرحمن ارقام لا تنتهي وذكريات تكبر كلما ظننت انك سوف تحاصرها لكن ابرز ما جسد استثنائيته انه اختار منذ البداية ان يكون (نجماً ) وبحث في قواميس النجوم .. درس واجبات النجومية .. قرأ متطلباتها ،، ومضى يصنع نجوميته بيديه من دون ان ينسى يوماً اولئك الذين اعانوه ليصل .ووصل عبدالرحمن وها هو يودع الملاعب وهو ما يزال نجماً ويكفي انه محل اجماع ولا يختلف اثنان على نجوميته التي لا تنتهي بل تبدأ من مستطيل المريسي لتعلن عن ميلاد عقلية كروية بمواصفات خاصة جداً .. وان غداً لناظره لقريب .