اجتماع صاخب بين الكونجرس والبيت الأبيض بشأن العراق
واشنطن / وكالات : انفضت جلسة المفاوضات التي طال انتظارها بين زعماء بالكونجرس والبيت الأبيض بشأن السياسة تجاه العراق وسط حالة من الاستياء يوم الجمعة حيث اتهم الديمقراطيون الرئيس جورج بوش برفض الخضوع للمساءلة عن الحرب.وبعد محادثات استمرت أكثر من ساعة مع كبار المساعدين بالبيت الأبيض أبلغ الديمقراطيون الصحفيين بأنهم سيحاولون رغم ذلك إقرار مشروع قانون الأسبوع القادم لتمويل القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.وقال هاري ريد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ “ان قلت إنني أصبت بخيبة أمل في الاجتماع فهذا تهوين من الأمر.”وأضافت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وهي ديمقراطية “لا شيء خارج مائدة البحث. الشيء الوحيد الذي يجب ان يكون على مائدة البحث هو المساءلة وهذه الإدارة لم ترغب قط في الخضوع للمساءلة عن هذه الحرب في العراق.”ويحاول الكونجرس الموافقة بحلول الأسبوع القادم على تخصيص نحو مئة مليار دولار كتمويل جديد للقوات الأمريكية التي تقاتل في العراق وأفغانستان بعد ان أوشكت التمويلات الحالية على النفاد.لكن بوش وأعضاء الكونجرس دخلوا في صراع حول ما إذا كان يتعين ربط هذا التمويل بأي شروط مثل رغبة الديمقراطيين في وضع جداول زمنية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام.وقال جوشوا بولتن كبير موظفي البيت الأبيض “يرفض الديمقراطيون على ما يبدو التزحزح عن نفس النهج الذي أدى الى استخدام الرئيس لحق الاعتراض.”وقالت بيلوسي وريد أنهما عرضا إرسال مشروع قانون الى بوش يتضمن تحديد أكتوبر ومارس كموعدين لسحب القوات الأمريكية المقاتلة لكن مع منح بوش الصلاحية لتغيير هذين الموعدين. وكان الرئيس اعترض في الأول من مايو على فكرة تحديد موعد للانسحاب.وقال الزعيمان الديمقراطيان أنهما عرضا أيضا إسقاط جميع المبالغ المخصصة لتمويلات داخلية من مشروع القانون المتعلق بتمويل الحرب والتي تصل الى 24 مليار دولار تقريبا.وقال ريد عن رد البيت الأبيض “كل شيء كان..لا”.لكن بولتن قال ان فكرة يجرى تداولها في الكونجرس قد تحظى بتأييد الإدارة.وأيد مجلس الشيوخ يوم الأربعاء بأغلبية 52 عضوا مقابل 44 خطة تربط إحراز تقدم سياسي وعسكري في العراق بالمساعدات الأمريكية الجديدة لإعادة أعمار البلد الذي مزقته الحرب. ويطالب الاقتراح الذي قدمه السناتور الجمهوري جون وارنر الرئيس بوش بتقديم تقارير للكونجرس في منتصف يوليو تموز ومنتصف سبتمبر عن الوضع في العراق.ولاقت هذه الفكرة تأييد ثمانية ديمقراطيين من اعضاء الكونجرس. غير ان ريد قال قبل إقرارها ان خطة وارنر “فاترة للغاية. الوضع في العراق خطير..يتطلب أفعالا بالتأكيد وليس المزيد من التقارير.”لكن الفكرة تروق للبيت الأبيض. وقال بولتن “نضع على المائدة في الأساس تعديل وارنر الذي لاقى تأييدا غير حزبي هنا.”ويتوقع الكونجرس ان يستمع في سبتمبر الى استعراض من الجنرال ديفيد بتريوس القائد العسكري الأمريكي في العراق لمدى التقدم الذي تحرزه خطة بوش لتأمين بغداد بعد زيادة عدد الجنود لهذا الغرض، ونبه كثير من الأعضاء الجمهوريين بالكونجرس البيت الأبيض بأن الأمر ربما يحتاج الى تغيير كبير في الإستراتيجية الأمريكية للحرب إذا لم يتحقق تقدم كاف بحلول أكتوبر.وقال النائب الديمقراطي ديفيد اوبي رئيس لجنة المخصصات المالية بمجلس النواب انه سيعمل مع نظرائه بمجلس الشيوخ خلال اليومين القادمين على محاولة التوصل الى مشروع قانون جديد للتمويل. وأضاف انه يأمل في تقديمه الى زعماء الحزبين في الكونجرس يوم الاثنين.ويتنازع الديمقراطيون والبيت الأبيض أيضا بشأن زيادة رواتب الجنود الأمريكيين هذا العام حيث يسعى الديمقراطيون الى أكثر مما يعتقد البيت الأبيض انه ضروري.وبعث الزعماء الديمقراطيون بمجلس النواب رسالة الى بوش يحتجون فيها على رفضه لمشروع قانون أقره المجلس يمنح القوات زيادة قدرها 3.5 في المائة بدلا من الثلاثة في المائة التي تطالب بها الإدارة وزيادة المزايا التي يتمتع بها العسكريون الباقون على قيد الحياة.