بعد مشاركته في المؤتمر القومي للسكان بالقاهرة
متابعة / بشير الحزمي:عقد نهاية الأسبوع الماضي بالعاصمة المصرية القاهرة المؤتمر القومي للسكان 2008م الذي نظمته وزارة الصحة والسكان والمجلس القومي للسكان بجمهورية مصر العربية خلال الفترة (9-10 يونيو 2008م) تحت شعار(من أجل حياة بلا معاناة) وشاركت فيه الجمهورية اليمنية.وفي تصريح خاص لصحيفة(14 أكتوبر) أوضح الدكتور/ أحمد علي بورجي أمين عام المجلس الوطني للسكان الذي شارك في المؤتمر ممثلاً عن بلادنا أن المؤتمر القومي للسكان الذي انعقد في القاهرة ويهدف إلى قيام توافق مجتمعي على الأهداف القومية للسياسة السكانية والاستراتيجيات التي تهدف لترشيد معدلات النمو السكاني تجديد الالتزام المجتمعي لتبني آليات تتسم بالكفاءة والفاعلية لضمان نجاح الخطة الإستراتيجية في تحقيق أهدافها تأكيد التواصل والترابط بين الأهداف القومية للسكان والأهداف التنموية المستدامة وان كلاً منهما يعزز فرص النجاح للآخر قد اختتم أعماله بإصدار توصياته بعد مناقشات استمرت يومين من قبل حوالي 2000 شخصية مصرية وعربية وإقليمية ودولية مشاركة من الجهات ذات العلاقة لأربعة محاور رئيسية تضمنت عدداً من القضايا والأبعاد الفرعية المتعلقة بالوضع السكاني والتي تصدرتها قضايا المرأة وخدمات تنظيم الأسرة والسياسة الإعلامية والمجتمع المدني واللامركزية وتفعيل دور المحليات والتعليم ومحو الأمية والتربية وغيرها من القضايا والموضوعات السكانية الأخرى.وقال إن التوصيات التي خرج بها المؤتمر تحت عنوان(تعزيز مفهوم الأسرة الصغيرة القائمة على طفلين) قد أكدت أن النجاح في ترشيد مستويات النمو السكاني يعد اساساً للتعامل بشكل متكامل وبكفاءة مع الأبعاد الأخرى للمشكلة السكانية وعلى أهمية تبني الممارسة المسؤولة للحقوق الإنجابية والموازنة بين الاختيار الفردي والبعد المجتمعي بما يتيح الفرصة أيضاً لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة وتعزيز الاتجاهات الداعمة لتبني المجتمع لمفهوم الأسرة الصغيرة القائمة على طفلين مع مراعاة المباعدة لفترة من 3 إلى 5 سنوات حتى يمكن تحقيق الأهداف السكانية والاستفادة من الفرصة الديموجرافية التي تتحقق بانخفاض مستويات الإنجاب والمحافظة على مستوى الإطار المؤسسي للتعامل مع المشكلة السكانية تأكيداً لاعتبارها مشكلة قومية تحظى بالأولوية وهو ما يتطلب استمرارية المجلس القومي للسكان في أعداد خطط العمل التنفيذية وفقاً للأهداف المتفق عليها وتفعيل آليات المتابعة والتقييم لنتائج العمل، وان تكلف اللجنة التنفيذية للمجلس القومي للسكان بالعمل على تنظيم انعقاد المؤتمر القومي للسكان دورياً كل عامين لدراسة الوضع السكاني وتقييم فعالية الخطة الإستراتيجية والفرص المتاحة والتحديات ومراجعة الرؤية المستقبلية.وأشار إلى أن المؤتمر قد أصدر أيضاً مجموعة من التوصيات التي تشكل في مجملها الأساس للبرنامج القومي للسكان وتنظيم الأسرة في السنوات المقبلة وتعظم فرص نجاح تحقيق الأهداف القومية للسكان، حيث أوصى المؤتمر بالنسبة لخدمات تنظيم الأسرة بإعداد خريطة متكاملة للاحتياجات من منافذ تقديم الخدمات وتطوير نطاق استخدام أساليب الاتصال الشخصي.كما أوصى المؤتمر بتوسيع نطاق مشاركة منظمات المجتمع المدني في الدعوة لمفهوم الأسرة الصغيرة ودعم دور الشباب في تبني مفهوم الأسرة القائمة على طفلين وتدريب الشباب على أبعاد المشكلة وإقناعهم بالمشاركة الإيجابية.ودعا المؤتمر إلى استمرار الحملة القومية للإعلام للحفاظ على وضع المشكلة السكانية في بؤرة اهتمام المجتمع وتنويع مداخل التعامل الإعلامي وتفعيل دور الدراما التلفزيونية والإذاعية لدعم الاتجاهات الإيجابية في مواجهة المشكلة السكانية، وتفعيل دور المجالس الإقليمية للسكان وتمكينها من القيام بدور اكبر في تخطيط وتنفيذ البرامج السكانية.كما شدد المؤتمر في توصياته على أهمية إضافة موضوعات الثقافة السكانية إلى المقررات الدراسية بدءاً من التعليم الأساسي وحتى المرحلة الجامعية وإدخال برامج الثقافة السكانية في جامعة الأزهر للعاملين في مجال الدعوة ودعوة المؤسسات الدينية الى تنظيم لقاءات للاتفاق على مفاهيم ورسائل محددة تتعلق بالقضية وتعكس صحيح الدين.وأكد الأهمية الكبرى التي مثلها انعقاد هذا المؤتمر في ظل اهتمام وطني وإقليمي ودولي على كافة المستويات بضرورة مواجهة المشكلة السكانية والبحث عن سبل حل غير تقليدية لمواجهتها باعتبارها تشكل التحدي الكبير أمام جهود التنمية وماخرج به من القرارات والتوصيات الهامة.التي سيكون لتطبيقها الأثر الايجابي الكبير في تحسن الوضع السكاني والمساهمة في مواجهة وحل المشكلة السكانية التي تعاني منها العديد من الدول ومنها بلادنا خصوصاً وان مجمل التحديات والمشكلات السكانية التي يعانيها عدد كبير من دول العالم متشابهة وبالتالي فإن المعالجات والحلول المناسبة لها قد تتشابه إلى درجة كبيرة مع اختلاف بسيط في الآليات وبرامج التنفيذ وثمن الكلمة التوجيهية لفخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك في افتتاح المؤتمر والتي دعا فيها إلى وقفة مصيرية لمواجهة قضية الزيادة السكانية وإلى حملة قومية للتوعية بأهمية تنظيم الأسرة ومخاطر الزيادة السكانية التي تهدد الأمن القومي وتلتهم عائدات الإنجازات التي تتحقق في كل المجالات.يذكر أن الخطة القومية للسكان بجمهورية مصر العربية تتضمن أربعة محاور رئيسية تسعى إلى الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والإنجابية وتنظيم الأسرة، تغيير الاتجاهات والسلوك في شتى المجتمعات لتبني مفهوم الأسرة الصغيرة تحسين وضع المرأة في الأسرة بالتعليم والعلم والاهتمام بصحتها ومحو أميتها وجعلها صاحبة أو مشاركة في قرار تحديد عدد أطفال أسرتها الاهتمام بمتابعة وتقييم وتقديم هذه الخطة بصورة ترفع من كفاءة نظم المعلومات السكانية في مصر.