الرياض / متابعات :حذرت لجنة طبية سعودية من مخاطر صحية وجسدية ونفسية مرتبطة بزواج القاصرات بعد أن أجاز الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية تزويج الفتيات وهن في سن العاشرة.وأصدرت اللجنة الوطنية الطبية المختصة بدراسة الآثار الصحية المترتبة على زواج صغار السن تقريراً شرحت فيه الآثار السلبية لزواج القاصرات من مختلف الجوانب، وفقا لما أوردته صحيفة الوطن السعودية.وكانت هيئة حقوق الإنسان في البلاد قامت بمخاطبة وزارة الصحة السعودية، للاستفسار عن الكيفية التي تُجرى فيها فحوص ما قبل الزواج للأطفال القصر، وما يسببه ذلك من آثار سلبية بالغة من الناحية الجسدية والنفسية.وحسب تقرير اللجنة، تبين وجود آثار سلبية لزواج القاصرات تتمثل في أربعة جوانب: فهي تتسبب بأضرار نفسية وجسدية عند الطفلات المتزوجات. كما ينطوي هذا الأمر على مخاطر نفسية وجسدية تهدد صحة أطفال الأمهات القصر.وقال آل الشيخ مؤخرا خلال محاضرة ألقاها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض “نسمع كثيرا في وسائل الإعلام عن زواج القاصرات، ويجب أن نعلم أن الشرع ما جاء بظلم للمرأة”.وأضاف “ان يقال انه لا يجوز تزويج من بلغت سن الـ15 أو دونه فهذا خطأ، فالأنثى إذا تجاوزت العاشرة من العمر أو الـ12 فهي قابلة للزواج، ومن يعتقد أنها صغيرة فقد اخطأ وظلمها”.ولم تشر اللجنة أو هيئة حقوق الإنسان إلى فتوى آل الشيخ، إلا أن تحركهما يعكس دلالة مهمة على خطورة زواج القصر في بلد يشهد تزويج فتيات صغيرات برجال يبلغون في بعض الأحيان عمر أجدادهن.وحول الجانب الصحي البدني للطفلة المتزوجة، أكد التقرير أن هؤلاء الفتيات يتعرضن لمشكلات جسدية ناجمة عن عدم استعداد أجسادهن لخوض تجربة من هذا النوع. كما انهن مهددات بالإصابة باضطرابات الدورة الشهرية وتأخر الحمل والولادة المبكرة، فضلا على تزايد حالات الإجهاض بين تلك الفئة من المتزوجات، وارتفاع مخاطر إصابتهن بهشاشة العظام بسبب نقص الكلس.وفيما يتعلق بالجانب النفسي، أوضح المختصون من اللجنة التي ضمت أطباء من مختلف التخصصات المعنية، أن زواج الطفلة قد يتسبب بمعاناتها من الحرمان العاطفي من حنان الوالدين، والحرمان من عيش مرحلة الطفولة، ما قد يؤدي- عند تعرضها لضغوط- إلى حدوث ارتداد لهذه المرحلة في صورة أمراض نفسية مثل الهستيريا والفصام والاكتئاب والقلق واضطرابات الشخصية.كما قد ينجم عن ذلك اضطرابات في العلاقات الجنسية بين الزوجين، ناتج عن عدم إدراك الطفلة لطبيعة العلاقة، مما يؤدي إلى عدم نجاح العلاقة وصعوبتها.بالإضافة إلى معاناة الفتاة من قلق واضطرابات عدم التكيف، نتيجة للمشاكل الزوجية وعدم تفهم الزوجة لما يعنيه الزواج ومسؤوليات الأسرة والسكن والمودة، وقد ينتهي الأمر بهروبها نحو الإدمان نتيجة تلك الضغوط.وفيما يختص بصحة مواليد تلك الفئة من المتزوجات؛ حذر تقرير اللجنة من احتمالية معاناة هؤلاء الأطفال من عدد من المشكلات الصحية، مثل اختناق الجنين في بطن الأم، نتيجة القصور الحاد في الدورة الدموية المغذية لجسده، والولادة المبكرة وما يصاحبها من مضاعفات مثل: قصور في الجهاز التنفسي لعدم اكتمال نمو الرئتين واعتلالات الجهاز الهضمي.كما يؤدي زواج القصر إلى تأخر النمو الجسدي والعقلي وزيادة مخاطر الإصابة بالشلل الدماغي، والإصابة بالعمى والإعاقات السمعية.وشددت اللجنة على أن زواج القصر يؤثر كذلك بشكل سلبي على الصحة النفسية للأطفال، الذين هم ثمرة ذلك الزواج؛ فهم قد يشعرون بالحرمان نتيجة عدم قيام الأم القاصر بدورها كأم ناضجة.كما يكونون مهددين بالإصابة باضطرابات نفسية، تؤدي إلى أمراض نفسية في الكبر كالفصام والاكتئاب، نتيجة وجود الطفل في بيئة اجتماعية غير متجانسة.وقد يواجهون خطر تأخر النمو الذهني الناجم عن انعدام أو ضعف الرعاية التربوية الصحيحة، بسبب عدم قيام الأم القاصر بواجبها التربوي تجاه أطفالها.وأخيراً خلُصت اللجنة إلى أن زواج القصر هو أحد العوامل الرئيسة التي تساعد على ظهور مشكلات صحية ونفسية، ما يؤدي إلى زيادة الأمراض في الأسرة والمجتمع، وهو ما يشكل كذلك عبئاً اقتصادياً على النظام الصحي.وتحاول مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان مكافحة ظاهرة تزويج القاصرات في السعودية معتبرة انها “انتهاك للطفولة”. كما تحاول تحديد سن أدنى لزواج النساء مؤكدة سعيها بالتعاون مع بعض الجهات ذات العلاقة الى “الحد من انتشارها، ووقف التعدي على حقوق الطفل او الطفلة القاصرة”.
لجنة صحية سعودية تتصدى لفتوى آل الشيخ حول زواج القصر
أخبار متعلقة