الجميع يتفقون على أهمية الحوار وضروريته البالغة لوضع الأنامل على مواضع الألم، ووضع الدواء في مواطن الداء، وإصلاح ما أفسده الإنسان هنا وهناك، للانطلاق صوب غد جميل من الصحة الشاملة في مختلف صعد الحياة.وتتعزز صور هذا الاتفاق ومنطلقاته في تلك العزيمة السياسية التي أبدتها القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية والمتمثلة بدعوة فخامته للحوار الوطني بين مختلف القوى السياسية في المجتمع اليمني.ومع ذلك فإننا نرى أن الأهم اليوم ليس فقط مجرد النوايا الحسنة لبدء مسيرة طويلة من الحوار لإصلاح ذات البين وإصلاح الاعوجاجات في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية والمالية للوصول إلى أسرة يمنية موحدة ومتماسكة ولكن الأهم قبل ذلك أن يكون هناك بالإضافة إلى الأهداف الواضحة، صدق، أو قدر كبير من الصدق - على الأقل - في التوجه نحو الحوار ونحو جعل ذلك الحوار وسيلة لا هدفاً للوصول إلى حلول ناجعة ومعالجات نافعة لمواطن الضعف والخل، ومنابع الفتن والافتراق.هذا هو الأهم، لأنه لاجدوى البتة لأي حوار لا يتسم بالصدق ولا طائل للقاءات لا تنتج سوى الاختلاف والفرقة، وكثرة القيل والقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال، واللهث، والعجن، واللف والدوران، حول لاشيء وفي لا شيء.وحتى نكون أكثر وضوحاً فإننا نذكر أنفسنا مثلما نذكر غيرنا بأن الحوار هو سمة الحياة وكم من المناسبات الحوارية ضاعت في لغة الصم والبكم، وكم غنى المغنون ولكن بجانب أصم لا يعي سوى ما يريد هو أن يعي فضاعت المناسبات في المناكفات والمكايدات والكذب على ذقون الرجال، أو في الكذب والمجاملات والنفاق والصفقات والبيع والشراء الذي ضيع القضايا وميع المواقف وأوقع الوطن والمواطن في حيص بيص.يقول الجميع إننا في أزمات وإننا في أوضاع مرهقة سياسياً واقتصادياً ومالياً وإدارياً .. أسأل حضراتكم أيها السادة : من صنع الأزمات والمشاكل والمتاعب؟! من إذا لم يكن هو الإنسان .. إذا لم يكن أنا وأنت وهو إذا كنا من أهل الحل والعقد ؟! ومن الذي جاء بهذا وذاك .. أليس هم من انتخبناهم نحن .. جميعاً .. من أقصى البلاد إلى أدناها؟! وبالتالي لماذا ننظر للمشاكل كأنها من صنع الجن ؟؟ أو نزلت من السماء قدراً مقدوراً؟!ينبغي أيها السادة أن نكون صادقين .. وأن نلغي من رؤوسنا عقلية هدم المعبد على من فيه .. ينبغي أن نكون حريصين على أن يظل السقف سليماً .. فما الفائدة من عقول لا تجيد من التدبير سوى هدم الحياة؟!إن الوطن - أيها السادة - يستحق منا أن نعتني به .. وأن نفكر من أجله .. ومن أجل أبنائه وأجياله القادمة .. لا من أجل الزعيم فلان .. ولا القائد فلان .. من أجل الوطن .. الوطن فحسب.
لنتحاور من أجل الوطن !!
أخبار متعلقة