كانت الوحدة اليمنية هاجساً وحلماً راود الآباء والأجداد وأبناء الوطن اليمني عشرات السنين وها هو الحلم أضحى حقيقة على أرض الواقع اليمني منذ الـ 22 من مايو 1990م، لقد تحقق حلمنا وتحققت طموحاتنا وآمال الآباء والأجداد بزعامة القائد الفذ الرئيس / علي عبدالله صالح وأولئك المؤمنين بقضية وطنهم ومصلحة أبناء شعبهم واضعين هذا الهدف كأسمى وأنبل أهدافهم.لقد احتفلنا بالعرس العظيم “الذكرى 19” للوحدة اليمنية وعاشت معنا هذه الأفراح كل الشعوب المحبة للسلام المتطلعة للحرية والتقدم حيث وقفت مؤازرة لهذا المنجز الذي فتح أبواب الحرية والديمقراطية وأعاد للوطن اليمني لحمته التي كادت تمزق أشلاء بل واستعاد وطن الوحدة والديمقراطية لمواطنه عزته وكرامته من أرض المهرة حتى صعدة وأصبحت أبواب الوطن مفتوحة لإبداعات الفرد والجماعة على حد سواء وتمكنت القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس من استعادة حقوق الفرد المسلوبة وعالجت كثيراً من القضايا التي ظلت عالقة ردحاً من الزمن وإن كان من الصعب أن تحل كل القضايا التي رافقتنا أربعين عاماً بين عشية وضحاها .. إلا أنه ومن غير المعقول أن نضع سياجاً على مجمل القضايا التي تحققت على صعيد الواقع بدءاً من المعالجات للواقع الاقتصادي وما ورثته دولة الوحدة على مختلف القطاعات التي توقفت نظراً لدخولها دائرة العجز وما خلفته من عمال وكوادر وموظفين وصل عددهم بالآلاف في الوقت الذي لم يتحرك الرأسمال الوطني للإسهام بجدية في تحمل جزء من مهامه للإسهام في حل المشكلة نظراً للخوف الذي أصابه من الفشل بالدخول في شراء وتشغيل بعض المصانع التي توقفت والتي ما زال بعضها قائماً حتى الآن دون حراك وتكبدت الدولة مسؤولية ذلك ووضعت العديد من الحلول والمعالجات واستطاعت أن تخرج من هذه الأزمات بنجاح كما تمكنت في إدارة العديد من الأزمات التي واجهتها منذ صيف 94م بنجاح فاق كل التوقعات، لم يكن ذلك فحسب وإنما رغم صعوبة الواقع والتحديات التي واجهتها قيادتنا السياسية بزعامة الرئيس القائد الفذ / علي عبدالله صالح منذ قيام الوحدة إلا أنها تمكنت من تحقيق العديد من المنجزات التي ستظل شاهدة حية على مر التاريخ المعاصر أبرزها بناء المنطقة الحرة في العاصمة الاقتصادية عدن وإعادة بناء وترميم مطار عدن الدولي وتشييد مطار سقطرى وبناء اللسان البحري بمديرية سقطرى واستخراج النفط من محافظة شبوة وكذا استخراج الغاز فضلاً عن منجزات اقتصادية لا تسعفني الذاكرة لسردها.هذا إذا ما نظرنا إلى شواهد أخرى حية تمكن فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح من تحقيقها بذكائه وحنكته وهي استعادة جزيرة حنيش بالطرق الدبلوماسية والقانونية وترسيم الحدود بين بلادنا وسلطنة عمان الشقيقة والشواهد كثيرة ستظل مرسومة في ذاكرة أبناء الوطن وفي ذاكرة التاريخ لن تنمحي.إن المواطن اليمني ينعم اليوم في كل أرجاء وطنه بالحرية والديمقراطية ويلمس أنه يعيش في وضع مستقر لا سيما وأنه قد منح حق القول وطرح آرائه بحرية وديمقراطية من دون خوف أو قلق من مطاردة أو تنصت من عسس على ما ستنبس بنت شفه، وما يؤكد ذلك تلك الصحف اليومية والأسبوعية والنصف شهرية والشهرية التي تصدر عن دور نشر خاصة أو تصدر عن أحزاب وتطالعنا يومياً عشرات الصحف الخاصة وتحمل بعضها من الإسفاف في النقد إلى حد الشتم لقيادات في الحكومة وأحياناً في الحكومة نفسها، بل ومنحت الحكومة ممثلة بقيادة الأخ الرئيس فرصة للرأسمال الوطني لمن يستطيع إنشاء قنوات فضائية، إن كل ذلك يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك بأن الخيار الديمقراطي ماضٍ لارجعة فيه، وإذا اتخذ قرار بإغلاق بعض الصحف لأنها تجاوزت حدود القانون ولعلنا في هذا السياق الذي أوردنا فيه جزءاً من التحولات التي شهدها وطن الثاني والعشرين من مايو 90م وطن الوحدة والديمقراطية لابد من الإشارة إلى أبرز التحولات التي شكلت مكسباً وطنياً وحقوقياً هاماً لكل أبناء الوطن والذي تجسد بالدستور الذي منح المواطن والمواطنة اليمنية الحق في ممارسة حقه الانتخابي من دون ضغوط أو أكراه كما ومنحه الحق في ترشيح نفسه للمجالس المحلية أو النيابية فضلاً عن التداول السلمي للسلطة ، بحيث منح الدستور الحق لكل من يشوفي الشروط أن يرشح نفسه للرئاسة كما منحت المرأة اليمنية كل الفرص ومنحها جميع الحقوق والواجبات وتجسيداً لمصداقية الدستور والقوانين فإننا نرى اليوم أن المرأة اليمنية تبوأت مناصب مرموقة في القضاء وتبوأت منصب وزير وسفير، كما أن المرأة منحت أيضاً امتيازاً أخر هو نظام ( الكوتا ) وقياساً على ذلك فإننا نجد أن كل أبناء الوطن يشمرون عن سواعدهم للبناء والإبداع في مجالات البناء والتنمية والثقافة والتعليم ومجالات الإبداع المختلفة منطلقين من إيمانهم العميق بمقولة تاريخية ( وطن لا نحميه لا نستحقه ) رافعين شعاراً أخر في أذهانهم وأدمغتهم مفاده ( يد تبنى وأخرى تدافع ) تاركي مآسي الماضي وحمامات الدماء التي سفكت في كل منعطف تاريخي من منعطفات مسيرة النظام الشمولي. ولعلنا نجد أننا أحوج إلى تراص الصفوف نحو بناء مسيرة الوطن وطن الوحدة لا إلى التباكي والعويل والدعوة إلى العودة إلى ما قبل 22 مايو 90م، إن مثل هذه الدعوات لا تخدم مصلحة الشعب ولا الفرد ولا الوطن ولا حتى أولئك الذين ينادون بذلك لأن الوطن بحاجة إلى أبنائه وبحاجة إلى طاقاتهم وإبداعاتهم في مجالات العمل والبناء وبحاجة إلى تراص صفوفه والدفاع عن حياضه ومنجزاته لأن كل قطرة دم تهدد من أجل مصلحة شخصية أو من من أجل فئة ضالة جريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ودون أن أجمل الواقع أو أرسم لوحة غير واقعية على واقع اليوم بدون شك من هناك أخطاء رافقت مسيرة الوحدة وإذا قورنت تلك الأخطاء بما تحقق سنجد أن ما تحقق كفة راجحة لصالح الوحدة المباركة ولا عيب في أن نصحح أخطاءناولا عيب في أن نرفع أصواتنا ضد الأخطاء لاسيما وأن هناك متنفساً ديمقراطياً لإبراز الأخطاء وانتقادها ولكن العيب في أن نفيق من سباتنا بعد 19 عاماً مضت ونعلن الدعوة للانفصال.
الوحدة .. ستبقى وحدة
أخبار متعلقة