تأتي زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الرياض في إطار روابط الأخوة والعلاقات التاريخية القوية التي تربط الجمهورية اليمنية بالمملكة العربية السعودية، وتكتسب الزيارة أهمية خاصة في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين قيادتي البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والأمة العربية والإسلامية. وفي ضوء ما مر به البلدان مؤخراً من تحديات أمنية كبيرة في محاربة الإرهاب وما واجهاه في حربهما ضد عصابة التمرد والإرهاب الحوثية وما تمخضت هذه المحنة في قرار القيادتين السياسيتين لوقف اطلاق النار.وتأتي زيارة فخامة الرئيس تأكيداً على تميز العلاقات السعودية اليمنية الأخوية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ وارتباط الشعبين والبلدين الجارين الشقيقين بروابط أخوية تاريخية وثقافية متينة .واقع الأحداث التي مرت على مستوى البلدين الشقيقين أو على مستوى المنطقة دوماً تؤكد بما لايدع مجالاً للشك بأن البلدين اليمن والمملكة تعتبران سلامة ومتانة علاقتهما كأحد ثوابتهما الوطنية التي لن ولم يفرطا بها بأي حال من الأحوال لأن ما يحدث في أيٍ منهما ينعكس سلباً وإيجاباً على استقرارهما وبصورة تلقائية والعكس صحيح. ومواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز والشعب السعودي الشقيق الداعمة لوحدة اليمن وأمنه واستقراره ومسيرته التنموية وسلامته أرضا وإنسانا تعكس عمق ومتانة العلاقات الأخوية التي تربط قيادة وشعب البلدين الشقيقين الجارين..وتتميز العلاقة اليمنية - السعودية بأنها علاقة إستراتيجية وعلاقة تتأصل بشراكة قوية رسخت دعائمها وفتحت آفاقها توقيع اتفاقية الحدود بجدة عام 2000م, وشكلت بداية لمرحلة نوعية في العلاقة بينهما رسمياً وشعبياً فإن مجلس التنسيق اليمني- السعودي برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور عن جانب اليمن وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد عن الجانب السعودي يرعى وينمي هذه العلاقة وقد استطاع بنشاطه الدوري والمنتظم أن يخطو خطوات اقتصادية وتنموية وأمنية وسياسية إلى الأمام.ولقد كان للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دور مهم وملموس في إنجاح مؤتمر لندن والذي انعقد لدعم جهود اليمن الرامية للإصلاحات السياسية والاقتصادية والأمنية, والدعوة لعقد مؤتمر ثان لشركاء اليمن في الرياض يوم السبت القادم سيناقش آلية دعم اليمن في تعزيز قدراته على مجابهة التحديات.,وقد جاء إختيار السعودية لعقد هذا المؤتمر تثميناً حقيقياً للدور الريادي للمملكة العربية السعودية في مساعدة ودعم اليمن في مختلف المراحل والظروف. رغم أنه لا تعفى بقية دول الخليج من المسؤولية ومن الإسهام الفعال لمساعدة اليمن في تجاوز مشاكلها الاقتصادية كون الهدف النهائي لإنجاح هذا الدعم سيصب بمجمله في استقرار المنطقة ككل والعكس في حال أن تدهورت الأوضاع في اليمن فأن ذلك سيزحف بأثاره السلبية ليعانق دول الجوار والمنطقة بشكل عام ,وهذا ما لا يتمناه أحد.
قمة الأشقاء وعناوين الاستقرار
أخبار متعلقة