العراق يفرض حظر تجول في بغداد ويحبط إقامة إمارة إسلامية بديالى
واشنطن/ بغداد/ وكالات:اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يواجه انتقادات بسبب الحرب في العراق أمس السبت ان الانسحاب الاميركي من العراق سيكون من شأنه "توفير ملاذ جديد للارهابيين".واتهم الرئيس في كلمته الاذاعية الاسبوعية مجددا منتقدي الحرب في العراق "بأنهم يستسلمون لدعاية العدو" واكد تصميمه على محاربة اعداء الولايات المتحدة اينما وجدوا.وقال بوش "الوسيلة الوحيدة لحماية مواطنينا في بلادنا هي شن هجوم على العدو في العالم اجمع. وسنواصل الهجوم الى حين هزم الارهابيين وحتى انتصارنا".واعتبر الرئيس الاميركي ان انسحابا مبكرا من العراق لن يؤدي سوى الى تسهيل عمل الارهابيين. وقال "سيساعدهم ذلك على ايجاد مجندين جدد لشن هجمات مدمرة اكثر ضد بلادنا وذلك سيوفر للارهابيين ملاذا جديدا في الشرق الاوسط مع الثروات من عائدات النفط لتمويل مشاريعهم. ان اميركا لا يمكنها السماح بذلك".واضاف انه بالنسبة للقاعدة وحلفائها فان الحصول على ملاذ في العراق "سيكون اثمن بكثير من ذاك الذي فقدوه في افغانستان". من جهتها اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في حديث نشر أمس السبت ان الوجود الاميركي في العراق ضروري لاقامة توازن مع النفوذ الايراني المتنامي في المنطقة.وقالت لصحيفة "وول ستريت جورنال" "علينا ان نقاتل بكل قوانا لينتصر العراقيون الذين لا يريدون النفوذ الايراني على حياتهم اليومية" مضيفة انه "امامنا فرصة لمقاومة المد الايراني في المنطقة انما يجب انتهازها".واضطر الرئيس الاميركي الذي تدنت شعبيته الى حوالى 40% الى الدفاع عن مواقفه هذا الاسبوع بعد نشر مقتطفات من تقرير سري خلص الى ان الحرب في العراق زادت من خطر الارهاب.واتهم ديموقراطيون البيت الابيض بتاخير نشر تحليل اخر لاجهزة الاستخبارات حول العراق بهدف تجنب العواقب السياسية مع اقتراب الانتخابات في نوفمبر المقبل.واعلن البيت الابيض ان هذا التقرير لن يكون جاهزا قبل يناير 2007 لكنه نفى ان يكون هذا التأخير تم لاسباب سياسية.واتهم الصحافي البارز بوب ودوورد الحكومة الاميركية باخفاء حجم اعمال العنف ضد القوات الاميركية في العراق وهو ما نفاه البيت الابيض.واظهر استطلاع للرأي لشبكة "سي ان ان" الاميركية أمس السبت ان 61% من الاميركيين يعتبرون ان الحرب على العراق تدور بشكل "سيء او سيء جدا" مقابل 38% يعتبرون انها تسير "جيدا".على صعيد اخر أغلقت الحكومة العراقية العاصمة بغداد بفرض حظر تجول فيها لمدة يوم واحد ابتداء من أمس السبت، وأصدرت أوامر بعدم سير السيارات وطلبت من الناس ان يلزموا منازلهم ولكنها لم تعط سببا لهذا الاجراء..وقال بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان حظر التجول سيظل ساريا حتى الساعة السادسة من صباح اليوم الاحد (0200 بتوقيت جرينتش). ولم يعلق الجيش الامريكي على ذلك.وفي بعقوبة شرق بغداد، اعلن الجيش العراقي اعتقال 130 شخصا خلال يومين "بينهم 85 مطلوبا" للجهات الامنية مؤكدا في الوقت ذاته ان حملة الجيش تمكنت من "احباط اقامة امارة" اسلامية في المدينة.وقال العميد شاكر الكعبي قائد الفرقة الخامسة للصحافيين "لليوم الثاني على التوالي، تشن وحداتنا حملة دهم واعتقالات في الاحياء الغربية في بعقوبة وخصوصا اليرموك والمفرق والمعلمين حيث اعتقلت 130 شخصا بينهم 85 مطلوبا".واضاف "لقد احبطنا محاولة اقامة امارة في ديالى كان من المفروض ان يتم اعلانها بعد عيد الفطر حسبما وردنا من معلومات عن هذه المسألة" كما تمت مصادرة كميات من الاسلحة والعتاد في تلك المناطق.في غضون ذلك, اعلن الجيش الاميركي اعتقال احد حراس منزل رئيس جبهة التوافق البرلمانية عدنان الدليمي بتهمة التخطيط لهجمات انتحارية داخل المنطقة الخضراء في بغداد مؤكدا انه ينتمي الى تنظيم القاعدة.واوضح بيان للجيش "يشتبه في تورط الشخص المعتقل في التخطيط لشن هجمات انتحارية بواسطة سيارت مفخخة في المنطقة الخضراء" مضيفا "انه ينتمي الى شبكة القاعدة ومجموعته متمركزة في جنوب بغداد".وكان رئيس اكبر كتلة برلمانية للعرب السنة, وهي جبهة التوافق (44 نائبا) اعلن الجمعة ان "قوة اميركية طوقت" منزله الواقع في حي العدل (غرب بغداد) واعتقلت احد حراسه.واضاف الدليمي ان "عناصر القوة لم يدخلوا المنزل الا انهم اعتقلوا احد افراد الحماية بعد الاشتباه به وقالوا انهم سيحققون معه يوما او يومين ثم يفرجون عنه".. واوضح زعيم "مؤتمر اهل العراق" انها المرة "الثالثة التي يداهمون فيها المنزل خلال عام, لكنهم لم يسيئوا الى احد هذه المرة وكان تعاملهم مهذبا". وفي المواجهات الميدانية أعلنت مصادر الشرطة العراقية أن عشرة أشخاص قتلوا أمس وأصيب آخرون في أعمال عنف متفرقة في نواحي العراق في حين عثرت الشرطة في بغداد على 23 جثة خلال 24 ساعة. . وقال مصدر أمني إن 13 جثة عثر عليها في منطقة الكرخ غربي بغداد فيما عثر على الباقي في منطقة الرصافة شرقي المدينة. ومن جهة أخرى تبنت جماعة جيش المجاهدين في العراق بتسجيل مصور على شبكة الإنترنت تدمير ما قالت إنها عربة أميركية من نوع همفي في انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق غرب بغداد، ويظهر الشريط لحظة التفجير والاضرار التي لحقت بالآلية بعد التفجير، ولم يتسن للجزيرة التأكد من صحة ما ورد في التسجيل من مصدر مستقل.كما تبنى الجيش الإسلامي في العراق في تسجيل مصور هجوما بعبوة ناسفة على ما قال إنها عربة همفي أميركية في منطقة التاجي شمالي بغداد. ويظهر التسجيل آلية عسكرية تتعرض للتفجير. إلى ذلك اتهم محافظ البصرة ثاني اكبر مدن العراق ضباط شرطة بمحاولة قتله أمس السبت بعد نجاته من كمين نصب في طريق موكبه اصيب فيه ثلاثة من حراسه الشخصيين.وقال محمد الوائلي محافظ البصرة للصحفيين عقب الهجوم "مسلحون يرتدون زي الشرطة وآخرون بملابس مدنية حاولوا اغتيالي. اعرف من يكونوا وسأقوم بملاحقتهم قانونيا.". واضاف "انهم مجموعة من الضباط من ادارة الجرائم الكبرى."وتدهورت الاوضاع الامنية في البصرة خلال العام الماضي حيث تتصارع جماعات متنافسة من الاغلبية الشيعية من أجل تقاسم السيطرة على موارد النفط الضخمة بالمدينة.ومحافظ البصرة الذي ينتمي الى حزب الفضيلة الصغير لكن واسع النفوذ دخل في خلاف صريح مع قائد الشرطة بالمدينة في مايو وهو ما حدا برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى فرض حالة طواريء.