تحقيق / وردة العواضييواجه مرضى الكلى صعوبات عدة وعوائق في طريقهم الى العلاج الكامل ... فبعد ان يكتشف ان حالته متأخرة وفقدت كليته جميع وظائفها فعليه اما غسيل كلى بشكل دوري او زرع كلى وفي الاثنين يقع في المطب وبرغم وجود اجهزة غسيل كلى وامكانية اجراء عمليات زرع كلى محلياً ... الا ان اعدادهم كبيرة ومتزايدة امام الامكانيات المحدودة والشحيحة ... فيعيش في صراع من اجل البقاء... وهذا اصعب مايكون لمريض يحتاج الى الراحة والطمأنينة وليس الى القلق والانتظار والركض للحصول على دورة في الغسيل وتوفير الادوية من جهة التي تحرك دورة حياته ... ليعيش مع وضعه الصحي الجديدالذي يحتاج الى الكثير من الامور الاساسية من اجل البقاء... !!!سنناقش هذه القضية الانسانية على جزئين ، نبدأ بالمرضى الذين يأخذون جلسات غسيل الكلى مع معاناتهم واحتياجاتهم، ونتناول في الجزء الثاني زارعي الكلى ومعاناتهم..[c1](اعداد متزايدة)[/c]هناك في عموم الجمهورية خمس مراكز كلى فقط في خمس محافظات فقط .. واعداد مرضى الكلى في تزايد ويتوافدون من جميع محافظات اليمن وكلهم يتركزون على هذه الخمس المراكز الموجودة في الخمس المحافظات والأجهزة قليلة لاتستوعب اعدادهم ، وبرغم هذا فهم يتكبدون مصاريف السفر والسكن الى جانب توفير العلاج الضروري لهم رغم ظروفهم المادية السيئة .. ففي العاصمة يكون التركيز على مستشفى الثورة والعسكري لتوفر فيها مراكز كلى وبقية المحافظات هي عدن والحديدة وحضرموت وتعز..اما عدد المصابين بالفشل الكلوي ففي تزايد مستمر بشكل مخيف، حيث تم اجراء بحثي مسحي قامت به جمعية الرحمة الاجتماعية لمرضى الكلى العام الماضي مع الاشارة الى ان هذه الارقام ليست كل الارقام فهناك الارقام المجهولة وقد تكون الكبيرة .. !! يقول الاخ / أمين محرم الامين العام للجمعية :" ان المعلومات التي تم الوصول اليها حتى الان ان اعداد مرضى الكلى منذ عام 1980م حتى 2005م تزايدت واصبحت الزيادة المتوقعة في الشهر الواحد في عام 2005 (38) حالة ، حيث بلغ عدد المصابين بالفشل الكلوي في العام الماضي (456) حالة .. ففي عام 1980 حتى 1990 بلغ عدد المرضى 12 حالة ولم يكن هناك زيادة ، وفي عام 1991 حتى 1999 بلغ 122 حالة والزيادة السنوية للمرضى 110 وفي عام 2000م 55 حالة ولاتوجد زيادة وفي عام 2001م 63 حالة والزيادة 8 حالات ، وفي عام 2002م 95 حالة والزيادة 32 حالة وفي عام 2003م 138 حالة والزيادة 43 حالة وفي عام 2004م 249 حالة .. واعلى نسب زيادة في اصابة المرض خلال السنة كانت ، في عامي 2004م و2005م 111 حالة و207 حالة وهذا الرقم الذي توصلنا اليه ليس الرقم النهائي فهناك اعداد مجهول بسبب عدم الوعي الصحي ومن يموتون ولايعلمون سبب مرضهم وهذه غالباً ماتحصل في القرى والمناطق النائية ! وما يجدر الاشارة اليه ان التزايد يشير الى تزايد مسببات الفشل الكلوي بسبب انتشار الملاريا في اليمن التي تعتبر اهم الاسباب للفشل الكلوي والطرش والاسهال الذي جهل الكثير ان هذه الامراض تقود الى الفشل الكلوي ، ثم يليها الضغط ، الحصى ، النزيف، التهاب اللوز، اكياس مائية، التهابات في الكلى ، السل، السكر، ضمور الكلى ، انسداد في المسالك البولية، الاملاح ، عيوب خلقية مثل تكيس الكلى .. فيسبب عدم التشخيص المبكر تصل الحالة الى الفشل الكلوي.[c1]( طابور طويل ينتظر دوره)[/c]وعندما تدخل الى المستشفى الثورة بصنعاء تجد طابور طويل من المرضى يقفون امام مبنى مركز الكلى وينتظرون دورهم لاجراء غسيل الكلى او زرع الكلى ( وتخيلوا نفس المنظر في بقية الاربع المحافظات).. فاعداد المرضى لاتستوعب عدد الاجهزة المحدودة التي تعمل 24 ساعة على الدوام لتغطي العدد المهول .. لتنقذ حياتهم من الخطر..!!يقول د/ عادل عبدالولي الهجامي استشاري الامراض الباطنية وامراض الكلى وزراعته بمستشفى الثورة بصنعاء ان عدد الجلسات المخصصة لمرضى الفشل الكلوي هي ثلاث جلسات في الاسبوع منتظمة و 4 ساعات في الجلسة الواحدة وهذا متعارف عليه عالمياً مع الالتزام بالادوية الذي يكتبها له الطبيب ، لان الكلى فقدت وظائفها وجهاز غسيل الكلى يقوم بدورها لكن مايحصل عندنا بسبب الاعداد الكبيرة والاجهزة المحدودة يحصل المريض على جلستان في الاسبوع فقط وثلاث ساعات في الجلسة الواحدة وهي المتوفرة حسب امكانيات كما انه لايستطيع الالتزام بالادوية التي تعتبر عنصر ضروري لاستكمال علاجه ... وللعلم ان الاجهزة تعمل 24 ساعة على الدوام وهذا سيؤثر على عملها في غسيل الكلى في الساعات التي تعمل بها الاجهزة حسب صناعتها هي 12 ساعة فقط..[c1](مركز واحد لا يكفي)[/c]يقول د/ محمد عبدالسلام الشاعر استشاري باطنية وكلى في مستشفى الثورة » نحن بحاجة لفتح عدة وحدات غسيل الكلى في المستشفى الواحدة ويكون ذلك في جميع مستشفيات اليمن مثل الجمهوري والكويت وغيرها من المستشفيات ، وهذا مايفترض عمله مثل مستشفيات العالم وحتى نتمكن من استيعاب عدد المرضى وحتى لايكون في ضغط على مستشفى واحد وعلى مركز ( وحده) كلى واحد . فمازال عدد مرضى الفشل الكلوي الذين هم بحاجة الى غسيل كلوي كبير وغير قادرين على استيعاب العدد حتى الان فهناك مركز واحد فقط في المستشفى الثورة ويجب ان نذكر ان مركز الكلى سابقاً كان اشبه بالمقبرة واصبح اليوم في احسن حال لكن المشكلة في تزايد اعداد المرضى مع اجهزة الغسيل المحدودة ولايزال امامنا الكثير يجب عمله لان العبء يزيد يوم بعد يوم ونعاني من زحمة شديدة كل يوم لدينا عشرين مريضاً على الاقل يحتاج الى غسيل وقبل ذلك كان هناك مركز كلى متكامل مع المحطة والتوصيلات كان يعمل لمدة عشرين علم وكان سيخفف عنا عبء الزحمة لو كان موجوداً الان ولكن ومع الاسف تم هدمه وتدميره بمحطته وتوصيلاته مما آثار استفزاز الاطباء وغضبهم من هذا العمل الذي يعتبر جريمة في حق المرضى المحتاجين لها بحجة بناء قسم اخر باطني ونحن بحاجة الى الدعم من جانب الحكومة متمثلة بوزارة الصحة وفاعلين الخير في توفير عدد كبير من أجهزة الغسيل في المركز، فالشركات عندها استعداد توفيرها مجانياً ولكن بشرط شراء المحاليل ومواد الغسيل منهم فهي مكلفة جداً.ويقول د/ نجيب ابواصبع ( اخصائي امراض الكلى بمستشفى الثورة): ان شراء المحاليل مكلفة جداً فالمستشفى تتكلف في الجلسة الواحدة 40 دولاراً في الجلسة الواحدة غير تكاليف الطبيب والتمريض ، بمعنى ان المريض يعمل جلستين في الاسبوع بتكلفة 80 دولاراً في الاسبوع ونحن نستقبل في المستشفى حوالي 100 حالة في اليوم بمعنى ان المركز يخسر 4000 دولار يومياً تقدمه مستشفى الثورة للمرضى وعن سبب هدم المركز السابق يضيف :" انه يعود بسبب الميزانية المحدودة لمستشفى الثورة وتكاليف وحدة الاستصفاء الدموي للمركز حيث كان عدد الجلسات في القسم الواحد 13.000 جلسة في السنة وتم زيادته الى 20.000 جلسة في السنة، ووصلنا الان الى 26.000 جلسة في السنة وهذا يعني ان زيادة الجلسات تزيد من حجم الانفاق في مستشفى الثورة التي لها ميزانية محصورة .. وانا كنت واحد من الاطباء حرصا انا ومدير المستشفى في ذلك الوقت في التواصل مع الجهات المختصة في ابقاء المركز لكن كان الرد ان الاقسام الاخرى بحاجة الى التوسع الى جانب التكاليف !! وبالفعل لا يكفي مركز واحد لعدد سكان يبلغ 22 مليون نسمة !! ويضيف قائلاً : ويجب الاشارة أن قسم المسالك البولية سابقاً كان يبلغ 26 سريراً وكان يجري عمليات فتح ومناظير والتفتيت يوم ويوم لا . اما الان بلغ 76 سريراً وتجري العمليات يومياً من 10-15 عملية فتح ومناظير وتفتيت .[c1]( ادوية غير متوفرة )[/c]والى جانب جلسات غسيل الكلى الذي يقوم بها مريض الفشل الكلوي فهناك ادوية لابد ان يلتزم في اخذها حتى يكتمل علاجه، ولكن لايستطيع المريض الحصول على ادويته بسبب عدم توفرها من ناحية وبسبب ظروفه المادية السيئة فيكون كالذي ذهب الى البحر ورجع عطشاً .ويؤكد د/ عادل عبدالولي عن ضرورة التزام المريض الذي ياخذ جلسات الغسيل بالأدوية الذي يكتب له الطبيب، والا فهذا سيعرضه لمضاعفات صحية !!ويقول الاخ امين محرم .. ان الادوية الذي يحتاج اليها هي مثل علاج ( الحديد) وهي ليست موجودة تماماً هنا ، والابركس الذي يبلغ قيمته (22 $) وهي متقطعة وغير متوفرة ونطالب من وزارة الصحة توفيرها فهي مكلفة للمريض .. فهؤلاء المرضى من الطبقات الفقيرة غير القادرة على توفير هذه العلاجات وهي ضرورية لاستكمال علاجهم، وللأسف لكثرهم لايمكنهم توفيرها فتجد صحتهم متدهورة ولايستطيع ان يعيش حياته طبيعية مثل مرضى الكلى في الدول الاخرى الذين يمارسون حياتهم طبيعية لتوفر كل سبل العلاج لديهم.[c1]( تعقيم الاجهزة) [/c]ورغم الزحمة الشديدة الذي يعانيها مراكز الكلى .. فهناك ثمة اموراً يجب الانتباه اليه من اجل سلامة صحة مرضى الكلى وهي تعقيم اجهزة الغسيل بين كل مريض ومريض .. فهناك حالات اصيبت بمرض فيروس الكبد بي وسي في مركز الحديدة حسب ما افاد به امين جمعية الرحمة بسبب عدم التعقيم وعدم تواجد مختبرات مركزية لاجراء الفحوصات اللازمة للمرضى بشكل دوري للتأكد من سلامة او عدم سلامته من فيروس الكبد سي وبي.حيث تقول نتائج المسح الميداني الذي قامت بها جمعية الرحمة عن عدد الذين انتقل لهم فيروس الكبد بي وسي بعد عملية الغسيل من مراكز الغسيل بشكل عام ، بلغ 292 حالة اصيب بفيروس سي و107 حالة اصيب بفيروس بي ، و49 حالة اصيبوا بفيروس سي وبي !!!ويؤكد د/ محمد عبدالسلام الشاعر استشاري باطينة وكلى في مستشفى الثورة : انه لابد ان يتعقم جهاز الغسيل بين كل مريض واخر تعقيم سريع ، ثم اسبوعياً يتعقم تعقيم عام وهذا غير مكلف وانما يحتاج الى حرص ومتابعة.وكما يجب اجراء الفحوصات المخبرية ومتابعتها بشكل دوري كل ثلاثة اشهر للتأكد من خلو فيروس بي او سي، لاننا نقسم اجهزة غسيل الكلى الى ثلاثة اصناف من المرضى وهم :المرضى الغير مصابين بفيروس بي ولا سي وهو النوع النكتف ( سالب) والمرضى المصابين بفيروس سي وهو النوع البوستف ( موجب) والمرضى المصابين بفيروس بي وهو ايضاً بوستف (موجب) .وتتوزع الاجهزة الى هذه الثلاثة الاصناف من المرضى ، ويمكن للمريض الذي كان مصاب بفيروس بي وشفي منه ان يستخدم الجهاز للمرضى غير المصابين بفيروس الكبد السي والبي ( السالب) ، لذا مهم جداً عمل فحص دوري كل ثلاثة اشهر حتى لايحمل المريض السليم فيروس الكبد بسبب استخدامه الجهاز الخاص بمرضى المصابين بالفيروس نفسه ، ولكن عندنا لايجري الفحص الدوري ولذا يمكن للمريض الذي كان مصاب بالفيروس الكبد وشفي عنه ان يستمر بنفس الجهاز المخصص لمرضى المصابين بفيروس الكبد ، واحياناً تكون الفحوصات التي تجري خارج المستشفى غير دقيقة ويستخدم المريض المصاب بفيروس الكبد الجهاز السليم النوع النكتف ( السالب) المخصص للمرضى السليمين من فيروس الكبد سي وبي.واحياناً يكون سبب انتقال فيروس الكبد عبر التعامل اليدوي من الممرض الى المريض فقد يستخدم الممرض او الدكتور نفس القفازات لمريض اخر وينتقل من خلاله الفيروس فالمفروض ان يستخدم لكل مريض قفازات خاصة به حتى لاتنتقل الفيروسات المعدية من مريض الى آخر .
علاج مرضى الكلى ... وصراع من أجل البقاء !!
أخبار متعلقة