- يقول تعالى : ( ولا تقل لهما اُفِّ ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ) ويقول جل وعلا : ( وبالوالدين احساناً ) صدق الله العظيم- وهناك آيات اخرى .. واحاديث الرسول الكريم وكلها تدعو الانسان الى البر بالوالدين، الاب والام معاً .- وكلنا غداً ان كنا اليوم اطفالاً او شبانا سنكون اباء وامهات ولا ننتظر من ابنائنا سوى الطاعة لنا والبر والرفق بنا اذا ما وصل حالنا الى مرحلة الشيخوخة والعجز .. او اذا اصاب احدنا مرض يفقده القوة والحركة احداهما او كلاهما.- ومع ذلك وعلى الرغم من معرفتنا بواجب الابناء نحو الاباء الا ان هناك شواذ من الابناء . او ليسوا شواذاً انما ذا اعصاب فالتة في لحظة غضب ما اوسبب ما .. وفي كل الاحوال يعتبرون عصاة في نظر مجتمعاتهم ليس الاسلامية فحسب ولكن غير الاسلامية ايضاً .- ومهما كانت الاسباب والدوافع .. او مهما بدر من احد الوالدين فانهما يظلان لهما واجب التقدير والاحترام فقد امرنا سبحانه وتعالى بعدم التأفف من اي منهما وعدم نهرهما فماذا لو وصل الامر الى ضرب احدهما او كلاهما ؟!! وماحكم الشريعة والقضاء لو وصلت قضية الى القضاء ؟! اترى سيكون الحكم لصالح الابناء وان كان للأب او للام دور في انفلات اعصاب الابن او الابناء ووصل الحال الى ضرب اي منهما وماذا لوكان ضرباً مبرحاً ؟!- لا اعتقد ان قاضياً فاضلاً سيحكم لصالح الابن ولا اعتقد ان جهة ماستنحاز لصالح الابن ضد الاب الا ان كان ذا مصلحة دينوية وكان مثله مثل الابن في تعامله مع والديه غير مبر بهما .- ومع تقديرنا لظروف الحياة وخاصة المعيشية وتفشي ظاهرة حب التملك بطرق شرعية وغير شرعية فإننا لانعفي الابناء من واجب البر والرحمة بوالديهم ومن واجب رعايتهم واحترامهم لهما .- احيانا قد ينحاز الابن / الابناء الى صف احد والديه الاب او الام لكن ذلك يعتبر عاقاً لوالديه وليس لاحدهما وان انحاز الى صف احدهما .- ومع الاسف ان تصل بعض الاسر الى ساحة القضاء على الرغم من مكانة الاسرة الاجتماعية والتربوية بدون استثناء احد فيها اكانوا الابناء او الابوين .. ففي احدى القضايا جعلت الاب وان اوصل القضية الى النيابة والقضايا غير مصدق لماجرى له من ابنه الذي عمل طوال حياته على تربيته والتضحية من اجله واوصله الى مستوى علمي يحسد عليه واين ؟ في منزله بتكتيفه - حسب وثيقة الاستئناف - وضربه من قبل شخص آخر قريب له .. ولم يسعف الا بعد خروجه من المنزل في وقت متأخــر من الليل من شخــص لا يمت له بصله قـرابة .- مثله .. لم اصدق ومع كل ماجرى ومسببات ما جرى لا اعفي الابن من خطئه ولا اعفي من وصلت قضية هذه الاسرة الكريمة في بداية الامر كونه - حتما - ابقى بعض الثغرات ولم يصف الامور والنفوس انما اكتفى بالحل السهل .. والحلول السهلة في مشاكل الاسرة خاصة بين الزوجة والزوج بعد ان يكون لهما ابناء تجاوزت اعمارهم العشرين او الثلاثين تبقى قابلة للبعث من جديد ولتفتيش الاوراق القديمة في ملفات المشكلة للاستفادة منها او للنكاية بالاخر .. لذا على القضاء في مثل هذه الامور ان يكون اعادة تماسك وتفاهم الاسرة هو الهدف الاول قبل ان يكون الحكم لصالح احد المتقاضين .. حتى لايكون الاباء او الامهات ضحايا الابناء .. اذ تكفي تضحاياتهم في شبابهم وطوال حياتهم لصالح الابناء ومستقبلهم ..- ان الابن العاق .. موجود في اسر عدة ولكن ربما غداً يكون الاب الضحية ولابن عاق يذكره زمناً او يكون صورة طبق الاصل .. فهل يعتبر الابناء العاقون خاصة ان كان اباؤهم غير عاقين في حياتهم مع ابائهم قبل .. فليس .. في اعتقادي العاق ابن عاق !!قال سبحانه في محكم كتابة : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً ) .* عبدالرحمن نعمان
ليس - بالضرورة
أخبار متعلقة