دمشق/ متابعات: صدر عن مركز الناقد الثقافي كتاب «صناعة القرار الأمريكي» للدكتور ماجد عرسان الكيلاني.يبحث الكاتب ما يجري في المطبخ الأمريكي قبل إصدار أي قرار سواء على الصعيد الداخلي الأمريكي، أو على الصعيد الخارجي، مشيراً إلى أنه لايمكن الإحاطة بالسياسات التي تمارسها الإدارات الرئاسية في الولايات المتحدة، وتقييم أهدافها ومساراتها ونتائجها إلا إذا امتلك الدارس معلومات عن العقل الأمريكي، وتطبيقاته السياسية والعسكرية والاقتصادية.وووفقا لجريدة «تشرين» السورية يبين المؤلف إن مناقشة المطبخ الأمريكي في صناعة القرار تحتاج إلى التعرف على ما يجري أولاً في مراكز الدراسات والبحوث المسماة «خزانات الفكر» ومثيلاتها في الجامعات الأمريكية، حيث يقوم باحثون مختصون بجمع المعلومات وإجراء الدراسات المتعلقة بمجتمعات الأرض ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. وفي هذه المراكز لابد من الإشارة إلى أهمية المصادر المالية التي تقوم بتغطية نفقاتها وأهمها التبرعات التي تقدمها الشركات العابرة للقارات، والطبقة البورجوازية التي تؤثر في صناعة القرار ليس على صعيد الولايات المتحدة وحسب، بل على الصعيد العالمي.وبعد أن يتم جمع المعلومات وإعدادها تعقد مراكز البحوث اللقاءات الدورية لمناقشتها وتصنيفها من قبل خبراء مختصين يمثلون الهيئات الرسمية والشركات الكبرى الداعمة والمؤسسات واللجان الحكومية وغير الحكومية.وحين تنتهي المناقشة ويتم تقييم الأبحاث المقدّمة تبدأ المرحلة الثانية، وهي مرحلة صناعة القرار ومناقشته عبر مجموعة من المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذه المرحلة تهدف إلى تحقيق أمرين، الأول: التحقق من مدى صوابية القرار وملاءمته، والثاني: تحديد الوسائل والأدوات اللازمة لتنفيذ القرار ووضعه موضع التطبيق.وحين تنتهي المناقشات ويتخذ القرار صيغته النهائية المقترحة تبدأ المرحلة الثالثة وهي مرحلة صناعة الرأي العام محلياً ودولياً، وتشهد هذه المرحلة سجالاً بين مؤيد ومعارض للقرار، إلا أن اللجان تسعى إلى توفير المناخ السياسي المؤيد للقرار، ولذلك نراها تبتكر التبريرات، وتشن الحملات الإعلامية، وتكثر تصريحات المسؤولين، وتطلق المصطلحات الإيجابية والسلبية واللغة السياسية اللازمة وذلك لكسب تأييد القرار على الصعيد الرسمي والشعبي والدولي ومثال ذلك ما حدث في العراق حول أسلحة الدمار الشامل، وما يحدث في أفغانستان، ومع حركة حماس. ثم تبدأ المرحلة الرابعة وهي مرحلة صياغة القانون، المؤيد للقرار، وحين يصدر القانون يصبح القرار مبرراً وجاهزاً للتنقيذ من قبل الإدارة المكونة من رئيس الجمهورية، ومستشاريه ووزرائه والوكالات والمؤسسات والجيش ووكالة المخابرات المركزية.ويشير المؤلف أن صناعة أي قرار لا تجري دون التأثر بالمناخ السياسي الذي يشمل العوامل المؤثرة في صناعة القرار وأهم هذه العوامل وجود حزبين اثنين هما الحزب الجمهوري، والحزب الديمقراطي ويمثل هذان الحزبان طبقة واحدة من السكان، وهي الطبقة الرأسمالية، ويتعاقبان في رئاسة الجمهورية تبعاً لتغير المزاج الشعبي والدولي.وثاني العوامل المؤثرة في صنع القرار الأمريكي، وجود جماعات تغوص في المحافظة والتعصب، وأخرى معتدلة، وجماعة ثالثة تميل للمجاملة، وآخر العوامل المؤثرة هي عمليات انتخاب المرشحين للرئاسة ولحكم الولايات، ولعضوية مجلس الكونغرس، وهذه جميعها تؤثر في صنع القرار خلال المراحل التي يمر بها، وفي الصيغة التي ينتهي إليها.
أخبار متعلقة