- الإستراتيجية الوطنية الشاملة لمواجهة النعرات المناطقية والإرهاب قد تكون الضرورة والوقت الراهن من فرض ذلك علينا بعد أن تنامى وكبر وحش هذه الأمور الدخيلة على حياتنا ومجتمعنا وعلى ديننا الحنيف ما ضاعف الأمور التي لم نكن نحسب لها حساباً، إما للتٍواكل أو البساطة في التحسب لهكذا أخطار، خاصة بعد أن كبر الوطن وتلاحم بملايينه وأراضيه الشاسعة .. الخ.وإذا كان كل ذلك قد تم استشعاره اليوم بنوع من الخوف والحرص على عدم تنامي تلك الأمور فإننا نود أن نوضح أن المهمة تلك كانت في أولها وآخرها منوطة بوزارة التربية والتعليم لوحدها، لو أنها كانت قد أحسنت صناعة المناهج والكتب المدرسية، باستشارات تلك الجهات التي كان يجب أن تضع لمسات فنية على تلك المقررات والخطوة المنهاجية من واقع المعايشة، خاصة وقد مرت عشرون سنة على الوحدة، والجيل لايزال يتخبط بين نارين كما يقولون، ولكن الحمد لله أن تم تلافي الخطر، والمهم اليوم أن يحسن هؤلاء صناعتهم للجيل وأن يبتعدوا عن الشطحات والعثرات التي قد تزيد الأمور تعقيداً، ذلك لأننا بحاجة إلى خطاب توعوي تربوي من منظور تلاميذ وطلاب الوطن، وليس من منظورنا وقناعاتنا نحن الكبار، وعليه يجب أن ننزل إلى مستواهم العقلي والعمري والمعاشي .. الخ.وفي هذا المضمار، لا يفوتنا أن ننوه بضرورة أن يكون العمل هذا في إطار شامل وعملي ليكون مجاله التربية والتعليم أساساً، والتربية اليوم تعاني من كم هائل من المشتغلين في التعليم والتربية قد يصلون إلى (700) مشتغل بين معلم وموجه ومربٍ ووظائف أخرى كلها تصب في خدمة الحصة الدراسية ونمو التعليم، وليس بخافٍ على أحد أن هذا الكم الكبير قد تم تجاهل حقوقه في الغالب، وتم التشريع من منظور الميدان أما ماعدا ذلك فهم إداريون رغم كون جلهم كانوا مدرسين عاملين في الميدان والحصة والإشراف .. الخ، لكنهم استثنوا من كل القوانين التي كانت تخدم المسيرة التعليمية والتربوية، ما جعل التواكل والإهمال يلازمان المعلم والمدرس والإداري وكل أطراف العملية برمتها، ونعلم أن التعليم هو الحصن الحصين للجيل والأمة والوطن، وأن إهمال حلقة من حلقاته يضعف السلسلة ويهد قوتها وصمودها ومقاومتها للأعاصير والأنواء، ولذلك لم يستشعر الإخوة قيادات التربية منذ فجر الوحدة حتى اليوم هذا الخطر وهذه الأهمية وتفاقمت الأمور لتصل اليوم إلى حجمها الكبير الذي تداعت له الدولة لتشكل له هذه اللجنة سريعاً!نحن مع أن تشارك التربية والثقافة والأوقاف وحقوق الإنسان في وضع مخارج مهمة وناجعة، لكن ذلك هو أساساً موجود ضمنياً في المناهج التي تخطط لوضع مقررات دراسية سواء عبر لجان المناهج أم مراكز البحوث والتطوير التربوي .. والتي بها كفاءات وطنية لها خبرات مكتسبة تكفي لأن نضع كل الأمور في نصابها الصحيح، ولكن بالاهتمام بالكادر أولاً لأنه هو الأساس المهم لتنفيذ المهام الجسيمة، ونعلم أن المباني وغيرها قد تكون حديثة أو تم تحديثها لكن البشر ظلوا في بؤس وفاقة وعدم قناعة بما هو مخصص لهم من دخول شهرية تفي بالحياة أسوة بالجامعة وغيرها من المرافق ذات الامتيازات الفائقة، وهنا مربط الفرس كما يقولون!إن وضع مثل هذه الإستراتيجية مهم، لكن ما لم يتم الاهتمام بالتربويين أساساً ويتم نقلهم إلى أوضاع مادية أفضل مما هي اليوم، فإن الأمر لا يعدو أن يكون زوبعة في فنجان وستزول، أما الخطر فسيتضاعف لا قدر الله، وهو ما لا نأمل حدوثه إطلاقاً .. فهل يتم وضع هيكلة تربوية حقيقية لا تفرق بين المعلم والموظف أو الحارس إلا بدرجات متفاوتة بمثلما الصحة والسكان؟!نأمل تلافي الخطر، والمعلمون والتربويون عامة هم فرس الرهان.
ترابط حلقات التعليم .. حصن للجيل والوطن
أخبار متعلقة