قصة قصيرة
صقر أبو حسنثلاثة أيام مضت ، وهو أسير المرض الذي ألم به ووصفات النساء لم تشفه ، كما لم تشفه قبلات الأقارب!!.-الأم: لو إحنا بقينا للوليد عند الفقيه .-الأب: أنا وأنتي تصدقي ، الشافي الله.قال ذلك بتهكم. -بس يا رجال الوليد “تاعب”(1) قوي . -ادهنيه بسمن بلدي وما عليش، هيا ذلحين شمس . يذهب الأب صوب الوادي وهو يحمل معوله تاركاً وراءه زوجته وهي تلتهب ألماً وتشتعل غضباً . لم تقنع بأن السمن البلدي سيشفي أبنها كما يقول زوجها . جمعت عدداً من البيض وأخذت “كعدة”(2) السمن, واتجهت صوب قرية الفقيه.رجل في الستين من عمره يجلس في زاوية ديوانه, ورائحة البخور تستقبل زواره, ودخان “المداعة”(3) يشكل غيماً يختفي وراءها.-ما معش ؟ -معي الوليد “موعس”(4) .وضعت أمامه البيض وكُعدة السمن واتخذت مكاناً بعيداً عن دخان مداعته .- و”ماهو”(5) هذا ؟ - بيض و”شوية”(6) سمن !! -هذا “مايكفيش”(7) بس لأنك بنت الحاج - الله يرحمه عد أفتح لش الكتاب. ابتسمت ابتسامة خفيفة, كدليل امتنانها لمعروفه. بدأ يقلب صفحات كتاب عتيق، كان أمامه وهو يتمتم بكلمات غير معروفة أو مفهومة، توقف عند صفحة, صمت, وأمعن فيها النظر، أعاد قراءتها تغير لون بشرته وشحب وجهه وقال : أسمعي يا بنتي ... الموت علينا حق، وكل حي ما ياخذ إلا نصيبه في الدنيا !!. أجهشت بالبكاء, أشار لها إشارة تعلن انتهاء المقابلة.عادت وهي تجر أحزانها، ودموعاً تقبل خديها, وصور أبنها الذي لم يتعد أربعة أعوام تُداعب ذكرياتها تتمتم : “ ليش ياربي ما قد إستهنينا به ما معانا إلا الله وهو” .عند باب منزلها الصغير, تستقبلها دموع النساء وشحوب وجوه رجال قريتها . -بصوت مرتفع .”أشبه”(8) أو قد مات ولدي!!.يكفل أحداهم, بالقول:لا .. لا زوجش “إدربت”(9) عليه حجر من الجبل ومات !!المفردات:-1 تاعب-مريض.-2 كعدة-جرة صغيرة.-3 المداعة- تشبه الشيشة لكنها كبيره.-4 موعس-ضربة شمس.-5 ماهو-ماذا.-6 شوية-قليل.-7 مايكفيش-لا يكفي.-8 اشبة-استفهام, ماذا هناك.-9 ادربت, سقطت. [c1]*القصة كتبت باللهجة العامية.[/c]