طهران / وكالات :تعهد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بمواصلة البرنامج النووي وقال إن طهران لن تعلقه "ولو للحظة", وذلك في تحد للضغوط الدولية التي تزايدت عقب تقرير لوكالة الطاقة الذرية اتهم إيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم .وقال الرئيس الإيراني "خصومنا يريدون أن يحرمونا من استخدام التكنولوجيا النووية السلمية ليس لأسباب علمية بل لأنهم يريدون استئصال مبادئ الجمهورية الإسلامية". واعتبر أن تعليق البرنامج النووي "ولو للحظة" سيكون تحقيقا لأهداف هذه الدول.كما قال أحمدي نجاد في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية إن طهران ستحقق أهدافها "بعون الله" وبمساندة الشعب.في هذه الأثناء قال عضو الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة وزير النقل شاؤول موفاز إن إيران "تلعب بالنار" عبر مواصلة برنامجها النووي بدون الأخذ في الاعتبار قرارات مجلس الأمن الدولي.وأعلن موفاز -وزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش سابقا- أن "المجموعة الدولية يجب أن تشكل جبهة موحدة في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد العالم عبر تشديد العقوبات ضد هذه الدولة".وقال الوزير الإسرائيلي إنه إذا فشلت الضغوط الدبلوماسية "فستكون كل الخيارات مفتوحة ومحتملة".من جهة ثانية وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنر تأييد بلاده لقرار بفرض "عقوبات جديدة" على إيران إذا ما رفضت تعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم إثر صدور تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية.في المقابل دعت الصين إلى عدم التخلي عن الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة النووية الإيرانية. وقالت جيانغ يو المتحدثة باسم الخارجية الصينية "نأمل أن يتم تطبيق قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن، ويجب على كافة الأطراف المعنية أن تكثف الجهود الدبلوماسية وتبني مقاربة بناءة".ولم تعلق المتحدثة على التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أشار إلى أن طهران لاتزال ترفض تعليق أنشطتها النووية الحساسة، مكتفية بالإشارة إلى أن الصين "تدرسه بعناية".أما الولايات المتحدة فقد انتقدت الموقف الإيراني بشدة وقالت على لسان مندوبها في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد إنها ستتشاور مع شركائها لبحث التدابير التي يتعين اتخاذها. كما قال السفير الأميركي إن الوقت قد حان للنظر في فرض "ضغوط إضافية" على إيران.وقد تزامنت التهديدات والضغوط الدولية على إيران مع استعراض أميركي للقوة في مياه الخليج العربي، حيث دفعت الولايات المتحدة بنحو تسع قطع بحرية للقيام بمناورات عسكرية ضخمة.في غضون ذلك وبينما تتصاعد الضغوط الدولية, يبقي الاتحاد الأوروبي الباب مفتوحا مع إيران حيث يجري الإعداد للقاء مرتقب بين المنسق الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد خافيير سولانا وعلي لاريجاني كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني.في هذه الأثناء قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إن إيران أمامها ما يتراوح بين ثلاث وثماني سنوات قبل امتلاك سلاح نووي إذا ما قررت السير في هذا الطريق.وأعلن البرادعي أنه يعطي أولوية لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي لإفساح الطريق أمام التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض.وكان تقرير الوكالة الدولية الأخير قد أكد تراجع قدرة الوكالة على مراقبة البرنامج النووي الإيراني "بسبب عقبات تضعها طهران على عمل مفتشيها".وأفاد تقرير للوكالة قدمته إلى مجلس الأمن بأنها "لم تتلق منذ أكثر من سنة معلومات كانت إيران تزودها بها بشكل اعتيادي". ونددت الوكالة بالقرار الذي اتخذته طهران أخيرا من طرف واحد بعدم السماح بمواصلة عمليات التفتيش للمفاعل النووي الذي يجري بناؤه في آراك والذي سيعمل بالمياه الثقيلة.ومن المقرر أن تناقش الوكالة في اجتماعها المرتقب في يونيو المقبل التقرير الأخير بشأن مدى تعاون إيران, تمهيدا لرفع تقرير جديد إلى مجلس الأمن, حيث تتوقع الموافقة على قرار بفرض عقوبات إضافية على طهران.