أقواس
لا يحب الابتذال لاولا تكون الأغنية مجرد حركات راقصة ومشاهد مثيرة لأن الأغنية مشاعر وأحاسيس وكلمات من القلب وإلى القلب والوجدان.. هكذا هي رسالة الفنان وهذا هو سلوكه بخاصة أولئك الذين لهم تاريخ وبصمات حتى وان كان مقلاً في الإنتاج لكن الأصالة في الخالدات وملامسة كل ماله صلة بالعقل والقلب والروح..*والفنان الملتزم يرفع من نفسه بقدر ما يقدم للناس من نتاج أصيل، فهو إما يكون قد سما وعلا.. او العكس وقد رأينا عدداً ممن صعدوا العلى وارتقوا سلم المجد والخلود.. ورأينا نماذج صغيرة لا مجال للإشارة إليها لكننا سوف نعطي نماذج لخالدين رغم إقلالهم في الفن وتشردهم في المعاش والحياة التي لم يجدوها بين أهلهم وناسهم ولامع أقرانهم او مجتمعهم الذي تخلى عنهم والأمثلة كثيرة ولكننا نشير إلى نماذج أمثال، يوسف احمد سالم، محمد سعد عبدا لله، محمد عبده زيدي، طه فارع، فقط للإشارة والتدليل فهؤلاء عاشوا معنا وأثروا حياتنا ودخلوا في (نخاشيش) أدمغتنا وكيفونا وهم كانوا في محن لهم مالهم في المعاناة كان بعضهم يظهر عليه التعب والفقر ونكد الدنيا لكنه كان جميلاً أصيلاً عذباً بعطائه الرائع الذي أوصله إلى الآفاق .. وهو لم يهنأ ولم يبحث عن الرغد فقد اقتنع بحياته وآخر كان من الكياسة والدماثة والوسامة يجذبك ويسحرك ويشجيك لكنه يعاني امراضاً وويلات لم تثنه عن عطائه حتى الوفاة إنهم رسل الفن والحياة أعطوا ولم يأخذوا إلا النزر اليسير أو عدمه.. تلك هي الرسالة الأصيلة ومادونها العدم .*الأسبوع الفائت تسلمت شريطاً مطرزاً باغانٍ جميلة رصينة أصيلة..من فنان جميل وأصيل كتبنا عنه قبل أيام واستقبلناه بهالة من الحبور وكان له مشهد مؤثر وهو يحيي أمسية تخليدية لذكرى وفاة فنان أصيل في أربعينيته التي أصر أن تكون في الوطن (عدن) وليس في الإمارات العربية المتحدة وفعلها الرجل واتى وكان ما كان من حلوا الأيام وسالف الزمان ..*الشريط حمل عشراً من الأغنيات بلهجات عربية مختلفة وألوان من الغناء والألحان البديعة ولم يلمس المستمع لها بأي حال من الأحوال لم يلمس اخلالاً او تزلفاً او هبوطاً في اللحن والمغنى بل يشتد إعجاب المستمع إلى تلك الألحان وذلك الأداء دى الصوت الجهوري النافذ بقوة إلى القلب والوجدان.. (يارب توبة، الحفيد، هلا هلا، سعاد حسني، البدوية، بنت البلد، بطلنا السهر، الصبر ، ياعم سلم) كلها اغانٍ هي محتوى الشريط مقبلات وتوابل للسمع والذوق الرفيع.. يخال إليك و انت تستمع انك مع عبدالوهاب، ويوسف، وفريد.. وآخرين.. هكذا هي أهمية الفن ورسالة الفنان الذي يحب فنه وناسه ووطنه.*بقي أن أشير إلى ذلك إنما كان أرادت تسجيله وتسطيره عن فنان أصيل هو خالد السعدي الذي كان معنا قبل أيام وهاهو يعود إلينا بالكلمة والهمسة واللحن الجميل وبمتابعته الشخصية للأصدقاء ومد يد العون لهم .. وهي لفتة لم نعهدها من أي من قبله ابداً.*تحية لك يا خالد الأصل والفصل- فأنت العدني الغيور وفارس الأغنية الجسور يا ابن المعلا العالي الهامة دائماً وأبداً.